واصلت أبها وعبر جائزة المفتاحة السنوي بتكريم عدد من نجوم الفن في السعودية من خلال هذه الجائزة والتي باتت محل اهتمام وتطلّع الكثير، ودأبت أبها وجائزة المفتاحة في تكريم عدد من الرواد في السعودية والذين قدموا خدمات جليلة ووطنية لهذا الوطن المعطاء، ومن بين المكرمين سنوياً نجوم الفن «الفناء والتمثيل» في السعودية، حيث تحرص كل عام على تكريم اسم من الأسماء الفنية في السعودية بجائزة المفتاحة في فرع الرواد. وبصرف النظر عن كون مسرح المفتاحة -الحاضنة للحفل والجائزة- قد أعلنت منذ عام 2008م, بإلغاء الحفلات الغنائية، لكن تكريم الفنانين لا يزال متواصلاً حتى يومنا الحاضر، وتقوم سنوياً بتقديم جائزة المفتاحة لعدد من رموز الوطن وبينهم الفنانون، وكذلك عدد من الزملاء الصحافيين والإعلاميين. وقد كرمت المفتاحة عبر تاريخها عدداً من النجوم في مقدمتهم فنان العرب محمد عبده والفنان الممثل فايز المالكي والفنان خالد عبدالرحمن والفنان حسن عسيري، وكان آخرهم الفنان الكبير أبوبكر سالم بلفقيه، الذي كرمته المفتاحة، واستلم جائزة التكريم بالنيابة عنه، نجله أحمد بلفقيه. فيما شهدت أبها تكريم العديد من الفنانين بجوائز المفتاحة والتي كانت تُعطى بحسب أفضل أغنية وأفضل أداء وأفضل لحن وأفضل كلمات أغنية طوال إقامة الحفلات الغنائية، وحصل عليها العديد من النجوم كالراحل طلال مداح, والفنان راشد الماجد, والفنان عبدالله الرويشد, وغيرهم الكثير. وكانت أبها قد أنهت علاقتها بالحفلات الغنائية والتي كانت تأتي ضمن موسم الاصطياف بعد أن بدأت -العلاقة- في عام 1998م واستمرت حتى عام 2005 لتبدأ العلاقة في التأرجح حتى توقفت تماماً علم 2008م. «الجزيرة» التي واكبت الليالي الغنائية في أبها منذ انطلاقتها وكانت متابعتنا وتغطياتنا ونقل ما يدور قبل وأثناء وبعد المهرجان محل تقدير الجميع، ومن هنا تقدم «الجزيرة» كشف حساب وافٍ وكامل عن مهرجان أبها الغنائي بعد أن وصل صداه عربياً وبات فنانو السعودية والخليج ينتظرون موسم الصيف للمشاركة في حفلات أبها والتي كانت تقام على مسرح المفتاحة والذي يتسع لقرابة أربعة آلاف شخص ومجهز تجهيزاً كاملاً وهو المسرح -المغلق- الأكبر من نوعه في الشرق الأوسط. فكرة حفلات أبها الغنائية انطلقت في عام 1998م، جاء مهرجان أبها وقد أدرج فيه ليالي أبها الغنائية وأقيمت ست ليال وبمشاركة ستة عشر فناناً من السعودية والخليج وقد نجحت هذه الحفلات نجاحاً واسعاً واستقطبت العديد من المصطافين وبالذات من فئة الشباب في الخليج، وكان أول من وقف على خشبة المسرح هو الفنان الإماراتي محمد المازم وكان ذلك في أولى ليالي الحفلات وشاركه وقتها الفنان عبدالمجيد عبدالله والراحل طلال مداح، وفي الليلة الثانية وقف فنان العرب محمد عبده لأول مرة في المفتاحة في مدينة أبها وشاركه القطري علي عبدالستار، وفي ثالث ليالي المهرجان شارك كل من راشد الماجد والكويتيين نبيل شعيل, ومحمد البلوشي، فيما شارك في الليلة الرابعة الكويتي عبدالله الرويشد وعبدالله رشاد ورابح صقر وفي خامس الليالي وقف كل من عبادي الجوهر وخالد عبدالرحمن والبحريني أحمد الجميري، ليعود مجدداً فنان العرب محمد عبده ويختم سادس ليالي الموسم الأول من حفلات أبها الغنائية ورافقه الفنان فيصل السعد. وفي أولى مواسم أبها الغنائية تحقق الكثير وتفاجأ المسؤولون في أبها من هذا النجاح للحفلات الغنائية بسبب التغطيات الإعلامية الخليجية والتي أسهمت بشكل آخر في نقل فعاليات وأنشطة صيف أبها وبسبب الحضور الجماهيري الواسع من داخل وخارج المملكة إلى جانب موافقة فناني الخليج في المشاركة بالإضافة إلى النقل التلفزيوني المباشر لهذه الحفلات. من هذه النجاحات بدأت العدة في التجهيز مبكراً للعام القادم وهو ما تحقق ففي عام 1999م شارك واحد وعشرون فناناً في مهرجان أبها الغنائي وزادت الليالي لتصل إلى سبع ليال غنائية وتوسع عدد المشاركين وزادت التغطيات الإعلامية من أغلب وسائل الإعلام الخليجي المقروء منها والمسموع والمرئي ووصل صدى حفلات أبها الغنائية عربياً وتوافد لأبها العديد من الزملاء الإعلاميين بقصد التغطية وقضاء الإجازة في المنطقة وروجوا كثيراً وتفننوا في امتداح فعاليات وصيف أبها، وهذا كان المقصد من إقامة الحفلات فإلى جانب توفير فعاليات متخصصة للشباب تكون بديلة لهم عن قضاء الصيف خارج المملكة كان القصد الترويج إعلامياً لمهرجان وفعاليات الصيف في عسير وما تشهده المنطقة من أجواء ماطرة وفعاليات تناسب شرائح المجتمع. وقد شارك في صيف 99م فنان العرب محمد عبده والراحل طلال مداح، وأبوبكر سالم، وعبادي الجوهر وعبد المجيد عبدالله، وراشد الماجد, ورابح صقر, وأصيل أبوبكر, والبحريني خالد الشيخ، والإماراتي محمد المازم, والكويتي عبدالله الرويشد, وعلي بن محمد، والكويتي محمد البلوشي, ومحمد عمر، وخالد عبدالرحمن, وطلال سلامة, والقطري علي عبدالستار، وعبدالرب إدريس, وفرقة ميامي الكويتية، وقد سجلت حفلات هذا العام أكبر نسبة من الفنانين المشاركين ومن عدد الحفلات الغنائية, وكما هو معتاد من الحضور الجماهيري. أما في عام 2000م, فقد وضعت لجنة التنشيط السياحي خمس ليال للفنانين المشاركين بعد أن وافق ثلاثة عشر فناناً للمشاركة في حفلات أبها، فقد كان جدولها وفق التالي: الليلة الأولى: طلال مداح - عبادي الجوهر - عبدالله بلخير. الليلة الثانية: خالد عبدالرحمن - علي عبدالستار. الليلة الثالثة: عبدالله الرويشد - رابح صقر - راشد الفارس. الليلة الرابعة: أصيل أبو بكر- علي بن محمد - محمد السليمان. الليلة الخامسة: فنان العرب محمد عبده. وقد شهدت حفلات أبها وفاة الفنان طلال مداح، فبعد أن قدم بلخير وعبادي الجوهر وصلتهما، جاء الدور على الراحل طلال مداح, ليقدم أول أغنية في وصلته وفي الأغنية الثانية (الله يرد خطاك) وكانت المفاجأة، سقوط طلال على الأرض محتضناً عوده؛ وكانت الحفلة منقولة على الهواء مباشرة عبر القناة الأولى للتلفزيون السعودي، ليشاهد هذا السقوط الملايين وينقله عن التلفزيون وكالات الأنباء والفضائيات، حيث تم نقله إلى أحد المستشفيات القريبة من مسرح المفتاحة، لكن القدر كان أقرب، وانتقل طلال مداح إلى رحمة الله في مسرح المفتاحة بأبها. وفاة طلال مداح لخبط قليلاً حفلات أبها الغنائية فبعد أن تردد خبر وفاته في الدول العربية وبين صفحاتها فضل بعض ممن قد وافقوا على المشاركة الاعتذار بسبب هذا الموقف، إلا أن الحفلات قامت فشارك في الليلة الثانية الفنان اليمني فيصل علوي والقطري علي عبدالستار، فيما شارك في الثالثة خالد عبدالرحمن ومحمد السليمان, واختتم فنان العرب محمد عبده ليالي أبها الغنائية وحيداً وقدم أغنية (شفت أبها) وهي من أغاني رفيق دربه الراحل. واستمرت حفلات أبها الغنائية وفي عام 2001م كانت هناك خمس ليال غنائية شهدت دخول أسماء جديدة وقد شارك في هذا العام الفنانون: علي عبدالستار, ومحمد السليمان, وبدر الخالد, وخالد عبدالرحمن, وعبادي الجوهر, وعبدالله رشاد, وراشد الفارس, ونبيل شعيل, وعبدالله بلخير, وعبدالرب إدريس, وعبدالهادي حسين, وحسين قريش, وختم فنان العرب محمد عبده الليلة الأخيرة وحيداً. وشهدت السنة التالية 2002م من صيف أبها ثلاث حفلات غنائية فقط بدأها وحيداً فنان العرب محمد عبده، كما شارك كل من عبادي الجوهر, وخالد عبدالرحمن, وعلي عبدالستار, والفنان اليمني الكبير محمد مرشد ناجي. في عام 2003م كانت حفلات أبها الغنائية مع موعد لأول مره لغياب الفنان محمد عبده وخالد عبدالرحمن؛ وقد عوّض الفنان راشد الماجد غياب فنان العرب ووقف في الليلة الأخيرة وحيداً، وقدم أغاني وبالذات من ألبومه (الهدايا) والذي طرح قبل فترة قريبة من هذه الحفلة، وشهدت القاعة حضوراً جماهيرياً كبيراً امتلأ بهم المسرح، كما شارك عدد من الفنانين، منهم: جواد العلي وعلي عبدالستار وعبادي الجوهر. ودخل الفنان الإماراتي حسين الجسمي في عام 2004م لأول مرة في حفلات أبها الغنائية وعاد مجدداً فنان العرب محمد عبده وخالد عبدالرحمن إلى المشاركة في هذه الحفلات، وقد ضمت الحفلات أبها 2004م كلاً من: خالد عبدالرحمن, وعبدالعزيز المنصور, والفنان اليمني فؤاد الكبسي في الليلة الأولى، وشارك في الثانية راشد الفارس, وفارس مهدي, والإماراتي عبدالله بلخير, والإماراتي الآخر حسين الجسمي، فيما كان ختامها مع فنان العرب محمد عبده. وفي صيف أبها 2005م ألغيت الحفلات الغنائية بسبب وفاة خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز -رحمه الله-، كما ألغيت في صيف عام 2006م بسبب العدوان الإسرائيلي على لبنان، فيما كان فنان العرب محمد عبده الوحيد الذي أحيا حفلات أبها الغنائية والتي كانت بحفلة واحدة فقط في عام 2007م، لتكون هذه الحفلة هي آخر الحفلات الغنائية على مسرح المفتاحة، فيما استمر تقديم العديد من الأوبريتات الوطنية.