نفذت الاممالمتحدة، أمس، قرارها فرض عقوبات على افغانستان، متجاهلة مناشدات حركة "طالبان" التي رفضت تسليم أسامة بن لادن الى الولاياتالمتحدة لمحاكمته بتهمة نسف السفارتين الاميركيتين في شرق افريقيا. واعتقلت اجهزة الأمن الألبانية، في تيرانا، بالتعاون مع عملاء للاستخبارات المركزية الاميركية سي.آي.اي "مصرياً" أو "أردنياً" يدعى عبدالله صالح، نقلوه في طائرة خاصة الى جهة مجهولة، لأنه "مساعد لابن لادن". وبعد ساعتين من بدء تنفيذ قرار العقوبات تدفق آلاف الأفغان على كابول في تظاهرة ضخمة، ورشقوا السفارة الاميركية المهجورة، ومكاتب الاممالمتحدة بالحجارة، هاتفين "الموت لأميركا"، و"يعيش أسامة بن لادن". ولجأ الحرس الافغان من "طالبان" الى اطلاق الأعيرة النارية في الهواء لتفريق المتظاهرين الذين حاولوا اقتحام المباني. وقال الناطق باسم "طالبان" عبدالحي مطمئن ل"الحياة"، مقللاً من تأثير العقوبات ان "الاقتصاد الافغاني مدمر أصلاً ولا يعتمد على حركة التجارة الخارجية" فحجم التبادل التجاري مع العالم لا يتعدى 14 مليون دولار سنوياً، فضلاً عن أن الافغان لا يأبهون بالكماليات ويعيش 80 في المئة منهم في الأرياف حياة بالغة التقشف. وأوقفت شركة "أريانا" الافغانية رحلاتها الى دولة الامارات العربية المتحدة امس. ومعروف ان هذه الشركة تملك ثلاث طائرات "بوينغ 727" وتسيّر رحلاتها الى الشارقة ودبي حيث يعمل اكثر من 300 ألف أفغاني في الخليج العربي، ويبلغ عدد ركابها 2000 مسافر شهرياً، ولديها 1700 موظف في انحاء العالم. من جهة اخرى تضاربت الأنباء حول هوية الرجل الذي اعتقلته أجهزة الأمن الألبانية أمس بتهمة ان له علاقة بابن لادن، فذكر بعضها انه مصري، وذكر بعضها الآخر انه أردني. وكانت صحيفة "كوهايون" عصرنا الألبانية التي يتولى ادارتها اميركي من أصل ألباني ويمولها جورج سوروس، وصفت الرجل بأنه في الثانية والأربعين، مقيم في ألبانيا منذ سبع سنوات، وكان يرأس جمعية خيرية، ويستثمر مبالغ كبيرة في قطاع البناء، ويتمتع بنفوذ كبير في تيرانا. وأضافت الصحيفة ان عملاء "سي.آي.اي" رافقوا الرجل الى طائرة خاصة أقلتهم الى جهة غير معروفة. يذكر ان ألبانيا سلمت القاهرة العام الماضي أربعة اسلاميين مشتبه في أنهم نفذوا عمليات ارهابية في مصر. وكتبت الصحف الألبانية انه تم اعتقالهم بمساعدة الاستخبارات الاميركية. من جهة أخرى، اتهم اصوليون مصريون الاستخبارات الاميركية بمواصلة سياستها مطاردة الاسلاميين في كل مكان، ونفى هؤلاء ان يكون المواطن المصري عبدالله صالح الذي اعلن انه اعتقل في البانيا يوم الجمعة الماضي على صلة بأسامة بن لادن او اي جماعات جهادية مصرية. ورجح ناشط اسلامي مصري مقيم في خارج مصر في اتصال هاتفي مع "الحياة" امس ان يكون صالح عمل ضمن احدى المؤسسات الاغاثية في البانيا وانه تعرض للاعتقال "بفعل السياسات الاميركية وخضوع النظام الالباني لتوجهات الولاياتالمتحدة". واوضح المتحدث ان كل العناصر "الجهادية" ممن اقاموا لفترات في البانيا تركوا ذلك البلد بعد إقدام السلطات هناك على تسليم مصر أربعة من أبرز عناصر جماعة الجهاد التي يقودها الدكتور ايمن الظواهري، وهم: احمد ابراهيم النجار واحمد اسماعيل عثمان صالح وشوقي مصطفى سلامة ومحمد حسن.ويذكر ان محكمة عسكرية مصرية اصدرت في حزيران يونيو الماضي احكاما في قضية عرفت باسم "العائدون من البانيا" ضمت الى جانب الاربعة اصوليين سلموا من دول اخرى بينها اذربيجان وبلغاريا اضافة الى دول عربية، وقضت المحكمة بالاعدام غيابيا في حق تسعة متهمين على رأسهم الظواهري وبالاشغال الشاقة لمدد مختلفة على آخرين ومن جهته نفى رئيس هيئة الدفاع عن المتهمين في قضايا العنف الديني في مصر السيد منتصر الزيات ان يكون اسم صالح ورد في اي من قضايا العنف الديني التي نظرتها محاكم عسكرية او مدنية مصرية خلال السنوات العشر الماضية. وقال الزيات ل"الحياة": "الاميركيون يلاحقون كل من يعتقدون انه اسلامي سواء كانت لديهم معلومات عن نشاط سابق له او لا". ولم يتسن الحصول على معلومات حول التطور الاخير من مصادر امنية مصرية اذ اعتادت السلطات عدم التعليق على انباء القبض على الاصوليين المصريين بالخارج، ولا يكشف عادة عن معلومات حولهم الا في حال عرضهم او احالتهم على النيابة بعد ترحيلهم الى مصر.