كشفت مصادر فلسطينية ل"الحياة" ان مسؤولاً سورياً رفيع المستوى "نصح" اخيراً ثلاثة من قادة المنظمات الفلسطينية يمثلون معارضين لعملية السلام واتفاق اوسلو ب"التركيز على العمل السياسي" بعيداً عن "المظاهر العسكرية"، وان هؤلاء ابلغوا مضمون اللقاء الى قادة المعارضة في اجتماع موسع، واجتماعات منفردة. في المجال ذاته، قالت المصادر ان لجنة المتابعة المنبثقة من "المؤتمر الوطني الفلسطيني" المعارض لتعديل الميثاق ستعلن الأسبوع المقبل "ورقة سياسية" تتضمن مواقف "معتدلة" و"واقعية"، تدعو الى "عودة الجميع الى منظمة التحرير الفلسطينية". لكن رئيس "جبهة الانقاذ الوطني الفلسطيني" السيد خالد الفاهوم نفى ان يكون المسؤول السوري طلب "وقف العمل العسكري". وقال ل"الحياة" ان "معظم المنظمات ليس لديه مظاهر مسلحة اصلاً"، وهو الامرالذي نفاه ايضاً الامين العام المساعد ل"الجبهة الشعبية - القيادة العامة" السيد طلال ناجي اول من امس. وأوضحت المصادر ان المسؤول السوري اجتمع مع الفاهوم وناجي ورئيس "حركة الصاعقة" السيد عصام القاضي، وبحث معهم في المستجدات السياسية و"نصح بضرورة التركيز على العمل السياسي" في ضوء التطورات الأخيرة، لافتاً الى "رغبة سورية في السلام". وسئل الفاهوم هل طلبت دمشق "وقف العمل العسكري او التحول الى احزاب سياسية"؟، فأجاب: "لم يطلب منا الغاء المظاهر العسكرية لأنها غير موجودة اصلاً". وزاد ان "نشاط معظم الفصائل الفلسطينية سياسي، او هي تركز نضالها في الداخل"، مؤكداً "ثبات سورية على موقفها من دعم القضية الفلسطينية". لكن رئيس "جبهة الانقاذ" قال ان اجتماعاً للجنة المتابعة عقد بعد اللقاء مع المسؤول السوري، وقدم ناجي تقريراً عن مضمون المحادثات، كما زار عدداً من مقرات المنظمات لبحث الموضوع نفسه. وذكرت المصادر ان لجنة المتابعة المنبثقة من "المؤتمر الوطني" ستجتمع في 24 الشهر الجاري لبحث ورقة سياسية اعدتها "الجبهة الشعبية - القيادة العامة"، تتضمن "نقاطاً معتدلة" منها "التمسك بمنظمة التحرير، خصوصاً الدورة 16 التي تضم الجميع من دون استثناء، وعودة الجميع الى المنظمة، وتشكيل مجلس وطني يضم كل الفصائل، بما فيها حركة المقاومة الاسلامية حماس والجهاد الاسلامي". وزادت المصادر ان الخطاب سيكون "واقعياً لئلا ننعزل عن محيطنا العربي، وسندعو الى اقامة سلام عادل وشامل والانسحاب الاسرائيلي الى ماوراء خطوط 4 حزيران يونيو 1967". وأشارت المصادر الى ان لقاءً أوسع سيعقد بعد ذلك بأسبوع، يضم المعارضة الفلسطينية في سورية ولبنان والأردن للهدف ذاته.