قال السفير الفرنسي في المغرب، ميشال بونكورس، ان الفرنسيين سيدعمون ترشيح المغرب لاستضافة مونديال 2006 "لأنه حان الوقت ان تستضيف القارة الافريقية هذه التظاهرة الدولية". واشار بونكورس الى ان الاوروبيين قد يحبذون ايضاً ترشيح المغرب نظراً للقرب الجغرافي والاستقرار السياسي والامن الاجتماعي اضافة الى اتقان المغاربة "التاريخي" للعبة الشعبية. ورأى السفير الفرنسي، الذي كان يتحدث في لقاء صحافي على هامش زيارة الملك الحسن الثاني لفرنسا للمشاركة في احتفالات العيد الوطني، ان المغرب يملك حظوظاً لاحتضان المونديال وان باريس تضع خبرتها السابقة في تصرف المغرب، لكن ذلك يتوقف على مدى بقاء دولة جنوب افريقيا ضمن حلقة المتنافسين عن القارة السمراء. واعتبر ان المغرب يملك سجلاً حافلاً باستضافة المؤتمرات العالمية والقارية، واشار الى انه قبل انعقاد مؤتمر المنظمة العالمية للتجارة غات في مراكش عام 1994 كانت بعض الدول تتحفظ عن نقل مقر المؤتمر من جنيف الى المغرب لكنها فوجئت بنجاح المؤتمر الذي شاركت فيه 125 دولة، بعضها على مستوى رؤساء الحكومات. وتقدر الدوائر المغربية كلفة استضافة نهائيات كأس العالم بنحو بليون دولار . وكانت اللجنة المشرفة على الترشيح اجتمعت الاسبوع الماضي برئاسة وزير الداخلية ادريس البصري واعلنت عن قرب بداية الاشغال في عدد من المنشآت الرياضية التي سيقترحها المغرب على الفيفا خلال زيارة وفده المرتقبة، وقدرت نفقات تأهيلها بنحو 300 مليون دولار. كما تم تقويم حجم الاستثمارات المنتظرة في مجالات الفنادق والطرق والتجهيزات والبنى التحتية والترفيه والامن. وتوجد ثلاثة ملاعب جاهزة في الدار البيضاء والرباط وجدة، تستوعب من 100 الف الى 45 الف متفرج، وعلى المغرب استكمال بناء ثماني ملاعب اضافية طبقاً لشروط الفيفا في مراكش وفاس وسطات واغادير وطنجة والجديدة وتطوان ومكناس. وقام المغرب الاسبوع الماضي كذلك بالترويج لترشيحه في الولاياتالمتحدة الاميركية على هامش مونديال السيدات، وهو ثالث ترشيح من نوعه خلال عشر سنوات. ويراهن المغرب في دعم ترشيحه على دول صديقة وشقيقة في افريقيا والوطن العربي واوروبا وآسيا والقارة الاميركية، ويقدم ترشيحه باسم العرب والافارقة والمسلمين. من جهتها، تدعم مجموعات اقتصادية دولية ترشيح المغرب لاستضافة النهائيات منها "تيلفونيكا" الاسبانية التي حصلت الاسبوع الماضي على ترخيص الشبكة الثانية للهاتف النقال، ومجموعة "فرانس تيلكوم" التي تتنافس على شراء حصص في رأس المال والكهرباء في بعض المدن المغربية، وشركات تعمل في قطاعات المشروبات والاجهزة الالكترونية مثل "أل جي" الكورية واخرى عاملة في صناعة الكومبيوتر وتركيب السيارات، وشركات طيران، وفنادق سياحية دولية. وتسمح استضافة المونديال بتعزيز نشاط تلك الشركات في المغرب وتحصيل برامج جديدة مستفيدة من اجمالي حجم الاستثمارات المرتقبة التي تقدر ببلايين الدولارات، منها نحو اربعة بلايين دولار في قطاع الاتصالات النقالة وحدها. وكانت فنادق وشركات سياحية اسبانية اعربت عن ترحيبها بترشيح المغرب واقترحت ايواء جزء من الجمهور والسياح الوافدين وتقاسم خدمات النقل البحري والجوي. ويرى المغرب في المونديال مناسبة سانحة للاقلاع الاقتصادي والتعريف بفرص الاستثمار والسياحة في البلد، وهو يعتقد بأن الفترة المتبقية كافية لانجاز كافة التجهيزات وفق احدث الشروط التي وضعها الفيفا.