تقدر الحكومة المغربية كلفة استضافة نهائيات كأس العالم لكرة القدم المونديال سنة 2006 بنحو بليون دولار. وتخطط الحكومة لتحسين شبكة الطرق والمواصلات والاتصالات والمطارات والفنادق، وستستعين بالقطاع الخاص في مجال إعداد البنية التحتية، خصوصاً أن فوزها باستضافة المونديال سيؤمن لها في حدود 6 ملايين زائر. بدأ المغرب الإعداد لتنظيم نهائيات كأس العالم في كرة القدم لسنة 2006 بوضع خطة استثمارية لاستكمال بناء تجهيزات رياضية وسياحية وبنى تحتية لتعزيز ترشيحه عن القارة الافريقية والمجموعة العربية أمام كل من بريطانيا والمانيا والبرازيل وجنوب افريقيا. وأعلنت اللجنة المكلفة إعداد ملف الترشيح مناقصة أولية لاختيار مكاتب هندسة محلية ودولية لاختيار المهندسين الذين ستوكل إليهم مهمة تصميم بناء وتحديث 13 ملعباً رياضياً يقترحها المغرب على الفيديرالية الدولية لكرة القدم وتستجيب للمعايير الدولية. وجاء في اعلان له موقع على انترنت www.cid.co.ma ان المكاتب التي سيتم اختيارها ستتولى رسم تحديث ثلاثة مجمعات رياضية في كل من الدار البيضاءوالرباطووجدة وإعادة تخطيط تسعة ملاعب أخرى تستجيب لشروط الفيديرالية الدولية لكرة القدم، واقتراح مشروع بناء ملعب ضخم يتسع لحوالى 100 ألف متفرج لاستضافة حفل الافتتاح والختام في الدار البيضاء. وأشار الاعلان إلى ان المناقصة مفتوحة أمام كل المهندسين ومكاتب الهندسة وحدد آجال تقديم العروض في 3 حزيران يونيو المقبل. وعقدت اللجنة المنظمة اجتماعاً موسعاً برئاسة وزير الداخلية ادريس البصري ورئيس اللجنة ادريس بنهيمة وزير الطاقة السابق لتحديد الحاجيات المالية والتقنية لتعزيز ملف المغرب واختيار المدن المقترحة لاستضافة المباريات. وقالت مصادر الاجتماع ل"الحياة" إن المدن التي يرشحها المغرب تشمل الدار البيضاءوالرباطوفاسووجدة وطنجة والجديدة ومراكش وأغادير، إضافة إلى مكناس وتطوان والعيون. وحسب مصادر وزارة الداخلية، تستجيب هذه المدن للمعايير الدولية التي تضعها "فيفا" في مجال التجهيزات الرياضية والسياحية والاتصالات والمطارات والخدمات المرافقة والترفيه والأمن. وتقدر وزارة الشباب والرياضة حجم الاستثمارات اللازمة في الملاعب الرياضية بنحو 300 مليون دولار تمولها الدولة والجماعات المحلية والمؤسسات الرياضية. ولا يشمل المبلغ تجهيزات التقنية ووسائل الاتصال التي يمكن اسنادها إلى القطاع الخاص والشركات الدولية المتخصصة، ولم تحسب المساهمات الدولية. وقال وزير الشباب ل"الحياة" إن "في المغرب ملعبين جاهزين سبق أن استضافا تظاهرات رياضية دولية سعة كل منهما 80 ألف متفرج. كما تم رصد اعتمادات مالية لبناء ملعب آخر في فاس بسعة 60 ألف متفرج، وتوسيع مدرجات ملعب وجدة على الحدود الجزائرية الذي يتسع لحوالى 50 ألف متفرج". وعزز المغرب أمس شبكته الطرقية، ودشن الأمير مولاي رشيد الطريق السيار بين الرباطوفاس وطوله 180 كلم موله الصندوق العربي للتنمية الاقتصادية والاجتماعية. وقالت المصادر المغربية إن شبكة الطرق السيارة ستتضاعف أربع مرات قبل حلول موعد نهائيات كأس العالم، وتهدف إلى ربط الملاعب الرياضية المختلفة بشبكة سريعة من الطرق السيارة العصرية. وتُقدر قيمة الاستثمار في المجال السياحي والفندقي في السنوات الخمس المقبلة بنحو 750 مليون دولار ما يجعل كلفة استضافة نهائيات كأس العالم نحو بليون دولار. ويتوقع المغرب استقبال ستة ملايين شخص منتصف العقد المقبل، خصوصاً أثناء المونديال. وستزور اللجنة المشرفة على ملف كأس العالم القاهرة في الأيام المقبلة للحصول على دعم الجامعة الافريقية لكرة القدم لترشيح المغرب بعد انسحاب مصر لصالح المغرب. وتنوي اللجنة زيارة دول الخليج لطلب الدعم العربي. وقال مصدر في وزارة الرياضة ل"الحياة" إن المساندة العربية ضرورية لأن المغرب يترشح باسم العرب والافارقة والمسلمين والعالم الثالث. وقال ادريس بنهيمة رئيس اللجنة إن المغرب يترشح لاستضافة كأس العالم للمرة الثالثة على التوالي، وهو يحتاج إلى دعم الأشقاء والأصدقاء. وتميل أوساط رياضية إلى اعتبار القارة الافريقية أكثر حظوظاً لاستضافة مونديال 2006، خصوصاً أن المنافسة ستنحصر بين جنوب افريقيا والمغرب الذي يتفوق عليها في مستوى اللعبة، وحجم المشاركات الدولية، والقرب من أوروبا.