أكدت حركة "طالبان" الافغانية أمس نبأ اختفاء الثري العربي اسامة بن لادن من الأراضي التي تسيطر عليها، ونفت علمها بالجهة التي توجه اليها. وأتى اختفاء ابن لادن بعد أيام قليلة على صدور تهديدات اميركية بمهاجمة افغانستان، مرة أخرى، إذا لم تسلمه "طالبان" أو تطرده. وقال كبير الناطقين باسم "طالبان" الملا وكيل أحمد متوكل لپ"الحياة" ان ابن لادن "اختفى الجمعة من المواقع التي كان يتردد عليها، ولا ندري الى أين اتجه". ونقل أحمد هذه المعلومات عن زعيم الحركة الملا محمد عمر. وقال طيب آغا الناطق باسم "طالبان" في قندهار، حيث يقيم ابن لادن: "نعم ضيفنا اختفى... لم نطلب منه ذلك، ولا نعلم الى أين اتجه. كما أننا لا نعلم اذا كان غادر البلاد". واكدت مصادر في اسلام آباد لپ"الحياة" ان "طالبان" اخفت ابن لادن، تفادياً لضربة اميركية، بعدما أصرت واشنطن على ضرورة تسليمه أو إبعاده، رافضة اقتراحاً بتشديد القيود عليه. وكانت بريطانيا انضمت الى الولاياتالمتحدة الاسبوع الماضي وطالبت الحركة الاسلامية ب "السيطرة" على ابن لادن. وأتت "النصيحة" البريطانية خلال أول محادثات على مستوى وزاري بين ممثل عن طالبان ووزير الدولة للشؤون الخارجية ديريك فاتشيت في باكستان. وسرت تكهنات في الأوساط الديبلوماسية والاعلامية في العاصمة الباكستانية بأن صفقة تمت بين طالبان وبريطانيا جعلت الحركة تخفي ابن لادن. كما سرت تكهنات بأن ابن لادن ربما غادر افغانستان الى العراق، أو الى السودان أو الشيشان أو اليمن. وفي واشنطن، أكد مصدر رسمي ل "الحياة" ان الإدارة الأميركية لا تعرف الجهة التي قصدها ابن لادن. وقال الناطق باسم مجلس الدفاع القومي الكولونيل بي. ج. كراول: "لست في موقع يسمح لي بالتعليق على مكان وجود ابن لادن، لكنني أعلم إلى أي جهة ينتمي. إنه تحت الحماية لدى طالبان وعليه أن يواجه العدالة لقتله 260 أميركياً وافريقياً أبرياء في آب اغسطس الماضي". وأضاف كراول انه لا يعلم إذا كانت الولاياتالمتحدة اتخذت اجراءات أمنية إضافية، لكنه شدد على وجهة النظر الأميركية ان ابن لادن يسعى إلى قتل الأميركيين أينما كانوا وأنه لم "يتراجع عن الفتوى التي أصدرها في أيار مايو الماضي، لذا نعتقد أنه والشبكة التي يديرها لا يزال العدو الأول للمصالح الأميركية في العالم". وتطالب الإدارة الأميركية حركة طالبان بتسليم ابن لادن لتقديمه إلى المحاكمة بالتدبير لانفجارين استهدفا سفارتي الولاياتالمتحدة في كينيا وتنزانيا في آب اغسطس الماضي وأسفرا عن قتل 250 شخصاً. ورصدت واشنطن خمسة ملايين دولار مكافأة لأي معلومات تؤدي إلى اعتقال ابن لادن. وفي القاهرة استبعد سفير افغانستان فضل الله فضل موالٍ للرئيس الافغاني المخلوع برهان الدين رباني ان يكون ابن لادن "فُقد"، واعتبر اعلان طالبان عن اختفائه "يهدف الى تخفيف حدة الضغوط التي تتعرض لها الحركة من الولاياتالمتحدةوبريطانيا لتسليمه". وأكد السفير فضل، في تصريحات الى "الحياة"، ان ابن لادن "لا يستطيع مغادرة قندهار من دون اتفاق مسبق مع طالبان، خصوصاً في ضوء العلاقة القوية والمصاهرة التي تربطه وزعيم طالبان الملا محمد عمر"، وقال ان قندهار "افضل مكان آمن لإبن لادن وخروجه منها يعرضه للخطر وهو يعلم ذلك تماماً". ولمح السفير الافغاني الى احتمال ان يكون اعلان الاختفاء جزء من "صفقة بين بريطانياوباكستان في ضوء المحادثات التي جرت اخيراً واتفق خلالها على ان تمارس باكستان ضغوطاً على طالبان بخصوص ابن لادن في مقابل فتح مكتب تمثيل لطالبان في لندن، والامتناع عن منح منشق باكستاني حق اللجوء السياسي".