تجددت امس الاشتباكات في طهران بين آلاف من الطلاب ورجال الشرطة، وجرح العشرات فيما امتدت الاحتجاجات على قمع الطلاب الى الاقاليم. والتطور البارز في "ثورة الطلاب" امس كان اقتحام المحتجّين مبنى وزارة الداخلية فيما وصف بأخطر ازمة في عهد الرئيس محمد خاتمي. وردد الطلاب شعارات ضد المحافظين خصوصاً رئيس مجلس الشورى البرلمان ناطق نوري، ورئيس مجلس صيانة الدستور آية الله أحمد جنتي مشبهين أنصار "حزب الله" بالشرطة السرية السافاك أيام الشاه. راجع ص 8 ودان مجلس الامن القومي هجمات الشرطة على الطلاب واعلن اقالة المسؤول عنها من دون ان يحدد اسمه او موقعه. وفي محاولة لتهدئة الاوضاع ندّد مرشد الجمهورية آية الله علي خامنئي، عبر ممثليه في الجامعات، بحملة القمع التي تطاول الطلاب على أيدي "قوى الامن وعناصر غير مسؤولة"، فيما دعا خاتمي مجلس الامن القومي الى اجتماع ل"وضع حدٍ للاضطرابات". ولوحظ ان الرئيس الايراني التزم الصمت لليوم الثالث على رغم اتساع هذه الاضطرابات التي نقلت الصراع بين الاصلاحيين أنصار خاتمي والمحافظين الى مرحلة تذكّر ببدايات الثورة على حكم الشاه. واستقال وزير التعليم العالي، ورئيس جامعة طهران، احتجاجاً على قمع الطلاب، فيما طالب مديرو الجامعة بإقالة رئيس الشرطة. وسار الطلاب امس في تظاهرات حاشدة وهتفوا "الموت لجنتي"، و"لا نريد ناطق نوري"، و"بالأمس كان السافاك، واليوم أنصار حزب الله". وحيّا المتظاهرون محمد مصدق، رئيس الوزراء في الخمسينات الذي أُعدم، وداريوس فروهر المعارض الذي اغتيل العام الماضي. وتوجه المتظاهرون الذين تجمعوا امام الحرم الجامعي الرئيسي وسط طهران الى مدينة أمير آباد الجامعية، حيث أسفرت المواجهات مع الشرطة عن مقتل ثلاثة من الطلاب اول من امس، ثم توجهوا الى مبنى وزارة الداخلية وسط العاصمة واقتحموا مدخله، وأغلقت المتاجر والمصارف وانضم العاملون فيها الى المتظاهرين. وسجلت صدامات بعد ظهر امس بين المتظاهرين و"العناصر المتشددة" من "انصار حزب الله" اسفرت عن اصابة عشرات بجروح، وأحرقت سيارات فيما ردد المحتجون هتافات منها "فليسقط الطغيان" و"ايها الطالب انهض، قُتِلَ أخوك". وأفادت وكالة الانباء الرسمية ان تظاهرات اخرى نُظّمت في المحافظات، ففي جامعة غيلان تظاهر حوالى الف طالب وفي تبريز نظّم الطلاب اعتصاماً في الحرم الجامعي رافعين لافتات تأييد لزملائهم في طهران، واخرى تطالب بوضع حدٍ ل"القمع" و"الاستبداد". الى ذلك، اصدر ممثلو خامنئي في الجامعات بياناً دان قمع الطلاب على أيدي "عناصر من قوى الامن غير مسؤولة". واضاف البيان ان "الاحداث المشبوهة التي وقعت في الحرم الجامعي في طهران اصابت مرشد الجمهورية ومسؤولين آخرين في الصميم". وندد البيان ب"اعمال العناصر غير المسؤولة التي انتهكت الطابع المسالم للجامعات"، وطالب بمحاسبة المسؤولين عن ذلك "امام القضاء". ودعا البيان الطلاب الى ان يكونوا "يقظين لإحباط محاولات الاعداء الذين يسعون الى عرقلة برنامج الرئيس محمد خاتمي في المجالات السياسية والثقافية". وفيما استقال وزير التعليم العالي مصطفى معين ورئيس الجامعة مهدي خليلي احتجاجاً على الاعمال التي "تمهّد الطريق لأزمة قومية"، طالب مجلس مديري جامعة طهران بإقالة قائد الشرطة واطلاق الطلاب المعتقلين. ونقلت وكالة الانباء الايرانية بياناً صادراً عن مجلس المديرين جاء فيه: "لن نستأنف نشاطنا قبل استعادة كرامة طلابنا واطلاق المعتقلين وإقالة قائد الشرطة". وندد البيان بالتدخل "الوسخ" للشرطة داخل الحرم الجامعي مشدداً على ان "جميع طلاب الجامعة وأساتذتها وموظفيها سيدافعون عن كرامتها".