كان الكلب بارني يعيش في لندن مع عائلة أوروبية تعتني به وتحبه، ورب الأسرة هو الذي يطعمه بنفسه ويحنو عليه. عاش الكلب سنوات في بحبوحة وسعادة مع هذه الأسرة، وفجأة مات رب الأسرة. بعد مرور أسابيع على رحيل الأب، بدأ الكلب يشعر ببعض المضايقات ويسمع الحوارات بين الأم وأولادها حول ضرورة التخلص منه، فحسم بارني أمره وقرر الهجرة إلى بلد آخر خارج القارة الأوروبية. بعد رحلة طويلة وصل إلى إحدى الدول الإسلامية، لكنه اكتشف أن علاقة المسلمين بالكلاب غير مشجعة، لأنهم لا يحبون التشبه بالأجانب، وتربية الكلاب في المنازل سلوك محرم عندهم، فضلاً عن ان هذه الدولة تتشدد في مطاردة الكلاب الضالة وتعدمها بطريقة غير إنسانية. كان بارني سمع وهو في لندن أن لدى العرب ولعاً غير عادي بالتفرنج، وأن عادة تربية الكلاب في منازلهم أصبحت ظاهرة منتشرة عند الأغنياء منهم، إضافة إلى أن الدول العربية لا تهتم بمطاردة الكلاب الضالة، وبهذا يستطيع أن يعيش حراً من دون مضايقات، إذا لم يجد أسرة يأمن في كنفها. بعد مداولات طويلة مع نفسه قرر بارني أن يهاجر الى العالم العربي. في الطريق حدثت مفاجأة غير سارة. اذ التقى بكلب عربي قرر الهجرة إلى أي دولة أوروبية. حاول بارني أن يثني عزيمة الكلب العربي، وأخذ يشرح له قسوة الحياة في تلك البلاد، وكيف أنه تركها بسبب تغير علاقة الناس بالكلاب واستبدالها بالقطط، وأن الكلاب الضالة هناك تواجه حرباً شرسة وتنفى إلى خارج المدن. لكن الكلب العربي لم يقتنع وقال لبارني إن قرار الهجرة بالنسبة اليه نهائي ولا رجعة عنه أياً تكن صعوبات العيش في الدول الأوروبية. فسأله بارني عن سر هذا الإصرار على ترك العالم العربي على رغم قدرته على الأكل والشرب من "خشاش" الأرض فقال له: أنصحك يا بارني بأن تلغي فكرة الذهاب إلى حيث كنت أنا، لأنك ستفقد ماهو أهم من الأكل والشرب، لن تكون قادراً على النباح، أنا مهاجر لأنني أريد أن أنبح، هل فهمت؟