هيمنت الدعوات الى تحقيق السلام وتجاوز الانقسامات في المجتمع الاسرائيلي على الجلسة الافتتاحية للكنيست الجديدة البرلمان. ودعا الرئيس الاسرائيلي عيزر وايزمان في كلمته الافتتاحية رئيس الوزراء المنتخب ايهود باراك الى العمل من اجل السلام متوقعا ان يتحقق في فترة ولايته. ورغم تشديده على "الصبغة الصهيونية واليهودية لاسرائيل"، استدرك بالدعوة الى ايلاء أهمية كبيرة لمبدأ المساواة لجميع الاسرائيليين. وقال: "لقد استطعنا بناء دولة نفخر بها في مدة قصيرة لا تزيد على خمسين عاماً ... ولدينا اقتصاد سليم وانجازات مهمة على الصعد التقنية والعلمية والزراعية، وشيدنا بنية اسرائيلية خاصة بثقافة تقوم على الحرية"، لافتاً الى ان العالم الخارجي يحمل تقديرات عظيمة للانجاز الاسرائيلي. وأكد ان مستقبل اسرائيل منوط بقدرتها وقوتها وان الهدف الصهيوني لا يزال استقدام يهود العالم الى هذه الدولة. ولعل اهم القضايا التي توقف عندها وايزمان كانت الخلافات الداخلية وانقسام المجتمع الاسرائيلي خصوصاً قبل الانتخابات الاخيرة، اذ طلب من اعضاء الكنيست الجديدة انهاء هذه الخلافات المقبلة. وفي اشارة الى الحملة التي شنتها الاحزاب الدينية اليهودية على النظام القضائي، طالب باحترام سلطة القانون والمحكمة العليا. وقال رئيس الوزراء الاسرائيلي السابق شمعون بيريز في كلمة القاها بعد اختياره رئيساً للكنيست بوصفه اكبر الاعضاء سناً: "دولة فتية تنزف دماً لكنها اختارت الديموقراطية". وتابع ان الكنيست شهدت "احداثاً مهمة من بينها توحيد القدس الى الأبد وقرارات حاسمة ازاء الحرب والسلام". وعكس بيريز سياسة حزب العمل الجديدة القائمة على مبدأ التوفيقية منادياً باعتماد مبدأ "مد الجسور وانتهاج حلول وسط". ولم يفته الاشادة برئيس الوزراء السابق اسحق رابين وقال ان اسرائيل تمكنت في عهده من البدء ب"عملية انقلابية في الشرق الأوسط، عملية لا يمكن التراجع عنها بل يمكن ان توصل الى السلام العادل وهذا ما يضع على عاتق باراك الذي حقق نسبة فوز مثيرة، مسؤولية كبيرة في التوصل الى سلام حقيقي يقوي الآمال بالمستقبل". وأضاف ان الكنيست الجديدة ستعمل على تحديد حدود الدولة من خلال اتفاقات سلام مع الدول العربية المجاورة. ودعا الكنيست الى جعل اسرائيل "دولة لا تفرقة فيها بين يهودي وعربي او يهودي شرقي وغربي". وتلا بيريز بعد ذلك يمين الولاء الذي ينص على التعهد بالاخلاص لدولة اسرائيل وأداء مهام المنصب بأمانة. وكان لافتاً امتثال العرب للطقس الاحتفالي بتفاصيله بما في ذلك التعهد بالاخلاص للدولة والوقوف اثناء عزف النشيد الوطني. يذكر ان هناك واحداً وأربعين عضواً جديداً في الكنيست، وان عدد النساء وصل الى اربعة عشر امرأة من بينهم العربية حسنية جبارة من قرية الطيبة في المثلث والتي فازت بمقعد عن حزب ميرتس. وهي ايضاً عضو من اصل ثلاثة عشر عربياً في هذه الكنيست منهم 9 من الاحزاب العربية و4 من حزب العمل و2 من ليكود و1 من ميريتس. واضطر نتانياهو الى تأدية القسم رغم اعلانه رغبته في الاستقالة من الكنيست والانسحاب من الحياة السياسية، اذ ان القانون يجبر رئيس الوزراء على ان يكون عضواً في الكنيست، وما زال نتانياهو رئيساً للوزراء الى ان يشكل باراك حكومته.