أربكت خطوة الصادق المهدي بلقاء حسن الترابي في جنيف المعارضة أكثر مما أربكت الحكومة وكنت أتوقع ان الاحزاب استفادت من تجاربها السابقة ووعت الدرس وأصبحت اكثر تنظيماً لكن خاب ظني. والواضح ان التجمع بدأ المعركة العسكرية وهو لا يدري كيف ستكون النهاية ولم يضع في حساباته سيناريوهات مختلفة. فالصادق حتى الآن لم يجتمع بصورة رسمية مع التجمع ليشرح لهم ما تم في الاجتماع وما طرحته الجبهة الاسلامية التي ترفض طروحات التجمع. ونعود للتجمع الذي وقع في أول مطب نصبته له الجبهة، فهو لا يعرف حتى الآن هل يفاوض الحكومة أم لا. فغالبيته توافق على مفاوضة جون قرنق للحكومة وتعترض على تفاوض الصادق! واتضح ان التجمع لا يملك استراتيجية متكاملة. فالمعروف ان التفاوض مرحلة من مراحل الكفاح يتم الاعداد له مثلما يتم الاعداد للمواجهة العسكرية، فليس هناك كفاح مسلح من دون خطة للتفاوض ... التفاو ض في حد ذاته ليس خطيئة .... المهم ترتيب المطالب الاساسية للتجمع كأن تكون كالآتي: استعادة الديموقراطية كاملة غير منقوصة وتكوين حكومة قومية واعادة تكوين المؤسسات القومية كالقوات المسلحة والهيئة القضائية والأمن الخ. وبعد ذلك تجرى انتخابات تشريعية ينبثق عنها المؤتمر الدستوري الذي يكون مستنداً بالشرعية وممثلاً حقيقياً لتوجهات الشعب السوداني. اما المؤتمر الدستوري الحالي فسيكون كمن يضع العربة أمام الحصان وسيفجر الخلافات والصراعات أكثر مما يحل الأزمة. محمد الحسن محمد عثمان - الولايات المتحدة