محافظ بيش يطلق برنامج "انتماء ونماء" الدعوي بالتزامن مع اليوم الوطني ال94    البنك الدولي يعزز تمويلاته المخصصة لتخفيف آثار التغير المناخي    محافظ الزلفي يلتقي مدير إدارة كهرباء منطقة الرياض    الأمم المتحدة تؤكد أنها نفذت خطط الاستجابة الإنسانية ل 245 مليون شخص    الأخدود يتعادل سلبياً مع القادسية في دوري روشن للمحترفين    محافظ حفرالباطن يرأس المجلس المحلي    أمطار متوسطة على منطقة المدينة المنورة    أبها تستضيف منافسات المجموعة الرابعة لتصفيات كأس آسيا تحت 20 عاماً    «الجيولوجيا»: 2,300 رخصة تعدينية.. ومضاعفة الإنفاق على الاستكشاف    «المجنون» و«الحكومة» .. مين قدها    5 محاذير عند استخدام العلم السعودي    محمد القشعمي: أنا لستُ مقاول كتابة.. ويوم الأحد لا أردّ على أحد    وظيفةُ النَّقد السُّعودي    جمعية النشر.. بين تنظيم المهنة والمخالفات النظامية المحتملة    حصّن نفسك..ارتفاع ضغط الدم يهدد بالعمى    احمِ قلبك ب 3 أكوب من القهوة    احذر «النرجسي».. يؤذيك وقد يدمر حياتك    هدف متأخر من خيمينيز يمنح أتليتيكو مدريد على لايبزيغ    جوشوا ودوبوا يطلقان تصريحات التحدي    مصادرة صوت المدرجات    النصر وسكّة التائهين!    قراءة في الخطاب الملكي    ماكرون: الحرب في لبنان «ليست حتمية».. وفرنسا تقف إلى جانب اللبنانيين    قصيدة بعصيدة    شرطة الرياض: القبض على مواطن لمساسه بالقيم الإسلامية    حروب بلا ضربة قاضية!    دراسات على تأثير غطاء الوجه على صحة الإناث..!    سوق المجلس التراثي بشقراء يواصل استعداداته للاحتفاء باليوم الوطني 94    أدب تختتم ورشة عمل ترجمة الكتاب الأول بجدة    التزامات المقاولين    الذكاء الاصطناعي يقودني إلى قلب المملكة    ديفيد رايا ينقذ أرسنال من الخسارة أمام أتلانتا    أمانة الطائف تكمل استعداداتها للإحتفاء باليوم الوطني 94    جازان: إحباط تهريب (210) كيلوجرامات من نبات القات المخدر    صحة جازان تدشن فعاليات "اليوم العالمي لسلامة المرضى"    الاستثمار الإنساني    سَقَوْهُ حبًّا فألبسهم عزًّا    هيئة الأفلام تطلق النسخة الثانية من "منتدى الأفلام السعودي" أكتوبر المقبل    نائب أمير جازان يطلق البرنامج الدعوي "انتماء ونماء" المصاحب لليوم الوطني ال 94    محافظ الأحساء: الخطاب الملكي يحمل حرصا شديدا على حماية هويتنا وقيمنا    أكثر من 5 ملايين مصلٍ يؤدون الصلوات في المسجد النبوي خلال الأسبوع الماضي    الكويت ترحب بتبني الأمم المتحدة قرارًا بإنهاء الاحتلال الإسرائيلي للأراضي المحتلة    فريق طبي بمستشفى الملك فهد بجازان ينجح في إعادة السمع لطفل    برعاية خادم الحرمين.. «الإسلامية» تنظم جائزة الملك سلمان لحفظ القرآن    فريق بحثي سعودي يطور تكنولوجيا تكشف الأمراض بمستشعرات دقيقة    أمطار متوسطة إلى غزيرة مصحوبة بالبرد وتؤدي لجريان السيول على 5 مناطق    المواطن عماد رؤية 2030    اليابان تحطم الأرقام القياسية ل"المعمرين"    تعزيز التحول الرقمي وتجربة المسافرين في مطارات دول "التعاون"    الأمير سعود بن مشعل يشهد اجتماع الوكلاء المساعدين للحقوق    إلى جنَّات الخلود أيُّها الوالد العطوف الحنون    برعاية وزير الداخلية.. تخريج 7,922 رجل أمن من مدن التدريب بمناطق المملكة    وفد من الخطوط السعودية يطمئن على صحة غانم    المهندس الغامدي مديرا للصيانة في "الصحة"    سلامة المرضى    كلام للبيع    كسر الخواطر    هيئتا الأمر بالمعروف في بلجرشي والمخواة تفعّلان برنامج "جهود المملكة العربية السعودية في محاربة التطرف والإرهاب"    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



تحدث الى "الحياة" عن أوضاع المعارضة السودانية والحزب الاتحادي . الميرغني : ستتهاوى مدن ويقتلع النظام بصدام أو يفكك سلماً
نشر في الحياة يوم 27 - 07 - 1998

أكد زعيم المعارضة السودانية السيد محمد عثمان الميرغني ان "مدناً ستتهاوى" في المعركة مع الحكومة السودانية مشدداً على ان المعارضة باتت موحدة أكثر.
وقال الميرغني الذي يرأس التجمع الوطني الديموقراطي الذي يضم فصائل المعارضة والحزب الاتحادي الديموقراطي، في حديث الى "الحياة" في لندن التي يزورها حالياً، ان الدستور الجديد لن يحل مشكلة السودان، وان الحل في "صدام مع النظام واقتلاعه بالعمل العسكري المباشر"، أو سلماً "بهدف تفكيكه" مشدداً على عدم قبول المعارضة الحكم "بصورته الحالية وآلياته".
وأكد الميرغني مجدداً رفضه تجزئة السودان وفصل الجنوب. وقال: "لن نقف مكتوفي الأيدي إزاء هذا الأمر"، متهماً الحكومة بأنها تريد فصل الجنوب من أجل إقامة "دولة تقهر الشعب في الشمال".
وفي ما يأتي نص الحديث:
أقر دستور جديد في السودان وتدرس لجنة قومية حالياً إعداد قانون للاحزاب، ألا تعتقد ان الوقت بات ملائماً لحل سلمي للصراع على الحكم؟
- لا نعتقد ان هذا الدستور يمكن ان يقود الى حل لمشكلة السودان. وموقفنا في التجمع واضح جداً، وهو ان هذا النظام لا يمكن ان يزول إلا بإحدى طريقتين. وهذا لمصلحة الشعب السوداني إذ ان الأوضاع باتت متردية ولم يعد الأمن متوافراً. كما ان السلام الذي يقولون انهم أشاعوه في الجنوب يدحضه الصراع القائم بين الفصائل المتحالفة معهم.
نرى ان الحل صدام مع النظام واقتلاعه بالعمل العسكري المباشر لأنهم المسؤولين السودانيين تحدوا الناس ودعوا الى النزال. وكان لهم ما أرادوا والموقف في الجنوب وفي المناطق الوسطى في الكرمك وقيسان على الحدود الاثيوبية وفي المنطقة الشرقية المتاخمة لأريتريا يشهد على ذلك. ونقول نعم لمن قال سلماً، لكن بهدف تفكيك النظام. أما أن يظل النظام بصورته الحالية وآلياته فهذا أمر ليس مقبولاً اطلاقاً، وليس من مصلحة الشعب السوداني أو الاستقرار في المنطقة.
حصل اجماع في الساحة السودانية على قبول تقرير المصير للجنوب اذ قبلت الحكومة والمعارضة بذلك. ما معنى الحديث عن ان تقرير المصير الذي يطرحه طرف أفضل من الذي يطرحه طرف آخر؟
- اتضح من المفاوضات الأخيرة لپ"ايغاد" الهيئة الحكومية للتنمية ومكافحة الجفاف ان هؤلاء الناس يسعون الى فصل الجنوب عبر هذا التفاوض، وتقرير المصير في هذه المرحلة وفي ظل الوضع السائد في السودان يعني الانفصال، وهذه لعبة لا ندخل فيها. ونحن كحزب اتحادي ديموقراطي مع وحدة السودان. ولم نقبل بتقرير المصير الا لأنه تعزيز لوحدة السودان الطوعية وليس قهراً بالبندقية.
وفي التجمع الوطني الديموقراطي، نحن ارادة موحدة للسودان. هكذا اتفقنا ولم يخرج أي فصيل عن هذا الموقف. لذلك نرفض أي تجزئة أو فصل الجنوب، وهذا كلام واضح وقاطع، لن نقف مكتوفي الأيدي أبداً تجاه هذا الأمر. نحن نسعى الى تعزيز هذه الادارة المحافظة على وحدة السودان. قابلت رئيس الوزراء الاثيوبي ملس زيناوي بعد اجتماع "ايغاد" الأخير في نيروبي، وقبل الاحداث الأخيرة والصراع الحدودي مع اريتريا، وأكد وقوفه مع وحدة السودان. ودول "ايغاد" مع الوحدة والخيار الأول في مبادرتها هو الوحدة، لكن النظام يقفز الى اعلانه انه لا يمانع في اعطاء الجنوب حق تقرير المصير. هذا يهدف الى فصل الجنوب وإقامة دولة ترابية نسبة الى الدكتور حسن الترابي في الشمال تقهر الشعب السوداني وتزعزع الاستقرار في المنطقة وتؤوي الارهاب. اريتريا تؤيد وحدة السودان ومصر تقف مع وحدة السودان. ونحن نسعى في المجالات العربية والافريقية والدولية التي تتعاطف مع قضية الشعب السوداني للدعوة الى الوقوف الى جانب وحدة السودان. لا توجد مبررات للانفصال لأن كل الفصائل، بما فيها الحركة الشعبية لتحرير السودان والفصائل الجنوبية اتفقت في مؤتمر اسمرا للقضايا المصيرية حزيران/ يونيو 1995 على حق تقرير المصير والاستفتاء عليه بهدف تعزيز وحدة السودان. ولا تراجع عن ما اتفق عليه.
ستدخل الحكومة السودانية والحركة الشعبية جولة مفاوضات جديدة بداية الشهر المقبل...
- يريد النظام الانتهاء من قضية الجنوب في هذا الاجتماع والموافقة على تقرير المصير وان يتم ذلك في ظل الظروف السائدة الآن التي تقود الى الانفصال.
من حق أي طرف ان يدعو قبل الاستفتاء على تقرير المصير الى وحدة السودان. لكن ليس من حق أحد ان يقرر مسبقاً ما ستؤول اليه نتيجة الاستفتاء، وإلا لم يعد هناك معنى لاجرائه أصلاً.
كلامنا قلناه كثيراً ولم ينكره علينا أحد وحتى اخوتنا الجنوبيون لم ينكروه علينا.
لماذا الاتفاق على تقرير المصير أصلاً؟
- لتعزيز الوحدة الطوعية.
ذكرت ان الحكومة السودانية تجنبت خياراً آخر وقفزت الى تقرير المصير، هو خيار اقامة دولة ديموقراطية علمانية. وأنتم توافقون على هذا الخيار، هل هذا صحيح؟
- هذا هو اعلان المبادئ الخاص بپ"ايغاد" والذي وقعت عليه الحكومة، ونحن لم نوقع عليه. اسألنا عن مواثيق اسمرا ولا تسألنا عن أشياء أخرى.
مواثيق اسمرا تعطي الجنوب الخيارين اللذين اتاحتهما مبادرة "ايغاد" دولة ديموقراطية علمانية موحدة أو تقرير المصير للجنوب.
- راجع تحفظات الحزب الاتحادي الديموقراطي. نحن متفقون على ان تقرير المصير يمارس لتعزيز الوحدة الطوعية. وموقف الحزب الاتحادي الديموقراطي مع وحدة السودان. وكان رأي الحزب واضحاً في اجتماع مجلس اللوردات، وفي اجتماع واشنطن وندوة بون. والحزب لم يقبل تقرير المصير الا عندما نص على ان تقرير المصير يمارس لتعزيز وحدة السودان بصورة طوعية، ومن دون قهر. الجميع متفقون على ذلك وعلى انجاحه. ليس لدينا شك في ذلك وهذا علم يقين بأن الأمور ستسير في هذا الاتجاه. تقرير المصير الذي نؤمن به هو الذي يفضي الى تعزيز وحدة السودان.
ما رأيكم في مبادرة "ايغاد" هل تعتقدون انها تصلح أساساً لحل مشكلة السودان على رغم انها تستثنيكم من مناقشة الأمر؟
- نحن وافقنا على اعلان مبادئ "ايغاد". لكن بالنسبة الى المفاوضات، حصلت موافقة للدكتور جون قرنق للتفاوض مع الحكومة باعتبار ان هذا وضع سابق وقديم. وبين دول "ايغاد" هناك من يهمه استمرار هذه المبادرة. هيئة قيادة التجمع أعطت الموافقة لكن هناك قرارات سرية في هذا الأمر وقرنق ملتزم بها.
هل نفهم ان كل المواقف التي تقبلها الحركة داخل هذه المفاوضات تلزم التجمع وفقاً لهذه القرارات السرية؟
- أنا قلت قرارات سرية ولم أتحدث عن طبيعتها. هل عرفت كنه هذه القرارات السرية أم تريد استخلاصها. هناك قرارات سرية يعرفها الدكتور جون قرنق.
هل نفهم ان مواقفه مقبولة باعتبار انه ملتزم هذه القرارات؟
- هذا أمر سنناقشه في الاجتماع المقبل لهيئة القيادة. ليست لدينا ملاحظات على مواقفه. لكن هناك روايات مختلفة. والنظام له رواية، وما أبلغنا إياه الدكتور جون، ونحن نعتقد انه الحقيقة، مختلف عما يورده النظام.
لوحظ ان قرنق لم يحضر أياً من اجتماعات التجمع التي عقدت قبل جولات المفاوضات مع الحكومة. هل هذه مصادفة، أم انه لا يود الدخول في التزامات تجاهكم قبل المفاوضات؟
- الدكتور جون قرنق أكد انه سيحضر الاجتماع المقبل.
لكنه أكد أيضاً انه سيحضر اجتماع القاهرة السابق ولم يحضر؟
- اجتماعات القاهرة جاءت بدعوة من اخوتنا في مصر.
هذا يعني ان الدعوات للاجتماع ليست من التجمع؟
- نحن ندعو الى الاجتماع في مصر، لكن الدعوة من الدولة المضيفة. ولعل السيد عمرو موسى وزير الخارجية المصري أوضح ان التجمع سيلتقي في مصر. وهذا لم يعد سراً. نحن نوجه الدعوة، لكن أساس الدعوة هو ليس لاجتماع عادي للتجمع، ولكن لاجتماع في مصر. والمصريون لهم آراء ولهم حوار مع المعارضة السودانية.
اجتماع هيئة القيادة مع مصر أم في مصر؟
- مع مصر وفي ما بيننا.
ومتى يعقد؟
- في الأسابيع المقبلة إن شاء الله.
خلافات التجمع
أثير جدل بين أطراف المعارضة لعدم انعقاد اجتماع القاهرة الأخير في شأن المسؤول عن الدعوة الى اجتماعات هيئة القيادة.
- رئيس التجمع يوجهه الدعوة الى اجتماعات هيئة القيادة. هذا ما درجنا عليه منذ اختيار القيادة الراهنة في عام 1995. والاجتماع المقبل هو اجتماع هيئة القيادة وليس اجتماعاً مشتركاً مع المكتب التنفيذي. وتم التشاور في شأنه مع اعضاء هيئة القيادة وطرحت عليهم مسودة جدول الاعمال وانتهينا الى هذا القرار وفقاً للوائح.
الحديث عن الخلافات يقود الى الخلاف بين الحزب الاتحادي وحزب الأمة، اذ أعلنتم تشكيل لجنة رباعية لمعالجة هذه الخلافات. الى أين وصلت أعمال اللجنة؟ وهل حلت الخلافات؟
- لعل السيد الصادق المهدي زعيم حزب الأمة أغناني عن هذا الكلام، إذ أبلغ اجتماعاً للتجمع في دار حزب الأمة بأنه ليست هناك خلافات بين حزب الأمة والحزب الاتحادي الديموقراطي. وشهد ذلك اللقاء، الى جانب السيد الصادق المهدي، السيد ميرغني عبدالرحمن سليمان قيادي في الحزب الاتحادي ووزير سابق وأكد ذلك. ليست هناك الآن خلافات في التجمع.
هل ألغي عمل اللجنة الرباعية؟ وماذا حصل في شأنها؟
- اختتمت أعمالها وكللت بالنجاح وستحال اليها أي موضوعات اخرى.
يثير وجود السيد الصادق المهدي خارج الهيكل الرسمي للتجمع تساؤلات مستمرة بسبب نشاطه الواسع واتصالاته ودوره. هل توصلت المعارضة الى صيغة تمكن من تنظيم عمل المعارضة، وترتيب العلاقات خصوصاً في شأن اتصالاتكم مع الدول؟
- التشاور بيننا مستمر، والتفاكر مستمر. وكل خطوة أخطوها أو يخطوها السيد الصادق يحصل فيها تشاور. وإذا كانت هناك مسائل تتطلب بحثاً مستفيضاً تطرح على اللجنة المشتركة بين الحزبين. وحتى آخر لحظة نوَّرني السيد الصادق عن لقائه مع الدكتور عمرو موسى، وانا موجود هنا في انكلترا. وبدوري اتصلت بالسيد عمرو موسى قبل سفره الى اميركا. وما طرحه السيد الصادق وما طرحته في لقاء سابق كله يصب في اتجاه واحد هو مصلحة السودان وشعبه. لا توجد خلافات أو مشاكل بين فصائل التجمع الآن. وهي في صفاء كامل وتعاون كامل. واجتماع القاهرة سيعكس ما ذكرناه بوضوح وجلاء. وإن كان هناك من يراهن على خلافات في التجمع فخاب فأله.
هل حددت دورة زمنية محددة لتشكيلة هيئة قيادة التجمع الحالية؟
- هيئة القيادة مؤلفة من كل الفصائل ولا توجد ارادة غائبة ولا توجد قوى خارج التشكيل الموجود الذي يمثل الارادة الكاملة للمعارضة. نحن الآن بصدد عقد مؤتمر للتجمع وله ان يغير هذه القيادة أو يبدلها أو يعززها. هذه مسألة خاضعة لهذه الارادة الجماعية، وهي إرادة أهل السودان ممثلة في التجمع وهيئة قيادته. وسيبحث اجتماعنا في جدول أعمال المؤتمر المقبل.
قدم حزب الأمة مشروع هيكل جديد للتجمع. هل سيناقش هذا الأمر؟
- كل القضايا تطرح أمام اللجان، والحزب الاتحادي ايضاً لديه مشروع يتناول ترتيبات المرحلة الانتقالية، وهناك موضوع الدستور الذي يحكم السودان اثناء الفترة الانتقالية، هذه كلها قضايا تدرسها اللجان ونأمل بأن تطرح أمام هيئة القيادة.
وأيضاً الدعوات الى تفعيل التجمع...
- اذا كانت هناك رؤى محددة تطرح عبر اللجان والمفيد منها تقدم في شأنه توصيات الى هيئة القيادة ومؤتمر التجمع المقبل.
عندما تم اختياركم رئيساً للتجمع هل حددت فترة زمنية أو مهمة محددة ينتهي عندها هذا الدور؟
- ولماذا الرئاسة فقط. كل هيئة القيادة تعرض على المؤتمر بما في ذلك الأمانة العامة وكل أعضاء الهيئة. أولاً أنا لم أسع الى رئاسة التجمع ووفد الحزب الى مؤتمر القضايا المصيرية اسمرا 1995 كان برئاسة الدكتور أحمد السيد حمد نائب رئىس الحزب، وتلقيت رسالتين من الرئيس اساياس افورقي والدكتور جون قرنق. والدعوة الى اجتماع اسمرا كانت من اريتريا. وأوضح أفورقي في الرسالة ان غيابي يعني اخفاقاً لهذا المؤتمر وانه لا بد من مشاركتي وكذلك دعا قرنق الى ضرورة مشاركتي. وطلب الاخوة جميعاً مني افتتاح المؤتمر وتركت الرئاسة بعد الافتتاح دورية، لكن تم اختياري لرئاسة التجمع مثلما اختير الأمين العام ونوابه والأمناء الآخرون. هذه أمانة وطنية، وأنا قمت بجهد كبير لتوحيد التجمع، وتم ذلك مع ان مشروع الحزب الاتحادي الذي قدم كان يطرح قيادة جماعية ودورية. هذا عبء اضافي الى جانب الأعباء الوطنية الأخرى، وأنا نذرت نفسي للتصدي لهذا الباطل عبر التجمع وعبر الحزب لتغيير الواقع الأليم في السودان.
وجهت الحرب الاثيوبية - الاريترية ضربة كبيرة لعمل المعارضة السودانية التي تنطلق من الأراضي الاثيوبية والاريترية.
- هذا الصراع بين الاخوة في اثيوبيا واريتريا أمر مؤسف. ونحن نسعى جاهدين الى التوفيق بين البلدين. لأن هذه الشعوب خاضت صراعات وحروباً وآن الآوان لأن تستقر الأمور وتكون هناك تنمية وبناء. هذه الحرب كشفت أشياء، اذ ان النظام كان يقول ان الهزائم التي تعرض لها وراءها اثيوبيا واريتريا، ولجأ الى مصر والرئيس حسني مبارك فقال لهم انكم اخرجتم هؤلاء الناس ودعوتموهم الى النزال. والنظام بدأ يناوش أخيراً لكنه هزم على رغم ان اثيوبيا واريتريا مشغولتان بحربهما. هذا الأمر أثبت ان هذه هي قوة التجمع وهو يملك من القوة ما يمكنه من تنفيذ عمليات كبيرة والنظام عاجز عن منازلته.
وأجواء الحرب جعلت قوى التجمع تتضافر أكثر وتتوحد أكثر اذ استشعر الجميع مسؤوليتهم. هذا هو الموقف الآن.
هل كانت الحرب مصدر خير لكم؟
- لا خير في الحرب، لكن التجمع ليس في موقف ضعف، بل توحد أكثر.
استطاعت الحكومة أخيراً وللمرة الأولى منذ بدء هجوم المعارضة في الشرق استعادة موقع هو ميناء عقيق.
- هل هم الآن موجودون هناك؟ قوات النظام تقهقرت من هذا الموقع وهي ليست موجودة في عقيق الآن.
يلاحظ انه، على رغم اعلانكم توحيد العمل العسكري وتشكيل قيادة مشتركة ان فصائل في المعارضة تنفذ عملياتها منفردة وتصدر بياناتها منفردة ولا تلتزم ما قررتم وخصوصاً الحركة الشعبية وقوات التحالف. أين هذا التنسيق؟
- أي فصيل ينفذ عملية يبلغ الفريق عبدالرحمن سعيد نائب رئيس القيادة العسكرية المشتركة والناطق الرسمي الذي يقوّم العملية ويصدر بياناً بها. هذا ما درجنا عليه، وإذا كانت هناك حالات عدم تقيد بهذا، فإن الحديث جار مع هذه الاطراف في اطار مساعي التوحيد الكامل. بدأنا بتواصل، ثم تنسيق، ونحن الآن نسير نحو التوحد.
هل تعتقد ان حرباً حدودية وعمليات قطع طرق قادرة على اسقاط النظام في الخرطوم؟
- قلت لك ان التجمع يملك من القوة العسكرية والبشرية ما يمكنه من القيام بعمليات أكبر، وعندما قلت ان الحرب ستنقل الى العمق ليس عبر تفجيرات، وانما هناك مدن ستتهاوى.
ما نعرفه الآن انكم لا تسيطرون على أي مدينة مهمة؟
- قلت إن هناك مدناً ستتهاوى.
في الشرق أم الشمال أم تقصد الجنوب؟
- لم أحدد.
عند تنفيذ الهجوم الكبير العام الماضي قال قادة فصائل انهم سيسيطرون على الدمازين ولم يحصل ذلك.
- لا علم لي بهذا!
قلت ان التجمع سينقل الحرب الى العمق وليس عبر تفجيرات مثل ما حصل في الخرطوم أخيراً؟
- هذا من صنع النظام.
وكذلك انفجار مستودع الذخيرة في القيادة العسكرية في الشجرة؟
- عليهم ان يبحثوا عن مسببه. المعارضة ليست مسؤولة عن هذا العمل. وربما كانوا هم منفذيه أو جهة أخرى. قلنا كلاماً واضحاً في هذا الشأن، نحن لا نروع الناس ولا ندمر مصالح الشعب السوداني اطلاقاً.
ورد ان التفجيرات الأخيرة ليست سوى رسالة من طرف يريد القول نحن هنا ونحن نستطيع ان نفعل مثل هذا العمل. هذا وضع يشبه التفاوض والسعي اليه أكثر من ان يكون شبيهاً بالعمل على اسقاط حكومة. هل تقبل هذا التحليل؟
- هذا أمر لا شأن لنا به. وعندما تكلمت عن نقل الحرب الى العمق فإن ذلك يتم عبر الصدام والنزال، ولا ترويع للناس.
التجمع يتألف من فصائل يساهم كل منها في العمل العسكري، هل في الامكان ان تحدد لنا المواقع التي يسيطر عليها الحزب الاتحادي الديموقراطي، اين توجد معسكرات الاتحاديين؟
- المسؤول عن هذا الأمر هو قوات "الفتح" وليس الحزب الاتحادي. وقوات "الفتح" لها قائدها. نحن حزب ديموقراطي ليس له جناح عسكري. والحزب الاتحادي يدعم قوات "الفتح" وهي تنفذ عمليات في المناطق المحررة في شرق السودان.
أثيرت شكوك وشكاوى في صيغة تمويل التجمع وفي ان التمويل الذي يجلب لا يصل.
- هذه قضية تخص التجمع وتناقش داخله.
لكن هناك شكوى من نقص التمويل؟
- جميع المعارضين لهم عناصر سودانية تدعمهم. وهناك تفاوت بين فصيل وآخر، لكن التآزر قائم بين الفصائل.
تآزر وليس طريقة منظمة لجمع أموال المعارضة؟
- هناك لجان مالية واخرى لتنمية الموارد داخل التجمع تبذل جهوداً في هذا المو ضوع، لكن كل فصيل له مؤيدوه ومؤازروه. لا يوجد تمويل للتجمع والتمويل شأن يخص الفصائل وهي تتآزر في ما بينها.
بادرتم الى اطلاق الأسرى لدى حركة قرنق، لكن هذا العمل الانساني لم يكمل بالاجراءات المعروفة في قضايا الأسرى مثل ان يحضره شهود من الصليب الأحمر، وان يتم التأكد من ان من أطلقوا اتخذوا قرار الذهاب الى حيث يريدون بحرية. هذا لم يحصل وما حدث ان هؤلاء الأسرى اطلقوا في حضور موظف اغاثة نرويجي كان يمر صدفة بالمنطقة.
- أنا أشكر الدكتور قرنق لتجاوبه معي في هذا الأمر، وكل من اطلقوا خيروا في شأن المكان الذي يرغبون في الذهاب اليه و340 منهم مع قوات التجمع في الشرق الآن في حين انضم عدد آخر الى الحركة الشعبية في الجنوب. وطلب 70 أسيراً العودة الى الخرطوم لكنهم لم يعودوا لأن الحكومة تجاهلتهم ولم تبذل أي جهد لإعادتهم.
لا توجد قوائم تمكن الجميع من معرفة أسماء من اطلقوا. أليس حرياً ان تكمل المبادرة وتعلن الاسماء والخيارات؟
- توجد قوائم بأسماء من تحركوا الى الجبهة الشرقية المعارضة ونحن لا نعلنهم حتى لا يتعرض أهلهم لمضايقات في السودان. وأهل هؤلاء يملكون وسىلة الاتصال بهم وسمح لكل هؤلاء بكتابة رسائل الى ذويهم.
أثير أخيراً ان نجل القيادي في الحكومة السيد ياسين عمر الإمام اغتيل وهو أسير في حين أطلق بقية الأسرى. هل يقتل أبناء اعضاء الجبهة الاسلامية ويحاسبون على مواقف آبائهم.
- نحن نتحدث عن أسرى. وهو لم يخاطبنا في هذا الامر، واذا أراد التقصي فعليه ان يكتب الى التجمع.
تردد أخيراً ان الدكتور منصور خالد بات مستشاراً لكم ومرشحاً لمنصب الأمين العام لحزبكم. ما مدى صحة هذا الكلام؟
- هذا ما يقوله النظام. هو عضو في الحركة الشعبية ونائب للأمين العام للتجمع ومسؤول عن العلاقات الخارجية فيه وهذا يستدعي تعاونه مع رئيس التجمع. وعندما سمع قرنق هذا الكلام سُرّ سروراً بالغاً لأن التعاون بين الناس المعارضين جعل من الصعب التمييز بين العضو في الحركة الشعبية والعضو في الحزب الاتحادي واعتبر ان هذا وضع متقدم جداً.
متى يعقد مؤتمر الحزب الاتحادي؟
- خلال الأشهر المقبلة وهو مؤتمر جامع سيدعى اليه الاتحاديون كافة.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.