تسارع، امس، العد العكسي إنهاء الحرب الاطلسية ضد يوغوسلافيا التي وافقت حكومتها وبرلمانها على الخطة التي حملها المبعوث الاوروبي الرئيس الفنلندي مارتي اهتيساري والمبعوث الروسي فيكتور تشيرنومردين. وقد غادر الاثنان بلغراد، فتوجه الأول الى بون لاطلاع المستشار الالماني غيرهارد شرودر ونائب وزيرة الخارجية الاميركية ستروب تالبوت على النتائج الايجابية لاجتماعاته مع الرئيس سلوبودان ميلوشيفيتش، وتوجه الثاني الى موسكو لرفع تقرير الى رئيسه بوريس يلتسن. راجع ص 8 واستقبلت واشنطن ولندن انباء الموافقة اليوغوسلافية بحذر في حين اعلن ناطقون باسم الاطلسي ان العمليات الجوية مستمرة وان الضغط على بلغراد لن يتوقف. ولا يتناقض هذا الموقف المتصلب مع الخطة التي اقترحتها مجموعة الدول الصناعية السبع وروسيا والتي نشر نصها امس. تطالب هذه الخطة، في بندها الأول، بوقف اعمال العنف والقمع في اقليم كوسوفو، وتؤكد، في بندها الثاني، على الانسحاب السريع والقابل للتحقق منه لكل القوات الصربية من الاقليم، ثم يتحدث البند الثالث عن ايقاف حلف شمال الاطلسي للضربات الجوية. وتمضي الخطة في تفصيل بنود الحل فتشير الى نشر قوة امنية في الاقليم بمشاركة رئيسية من الاطلسي، والى قرار يصدر عن مجلس الأمن بموجب "الفصل السابع"، والى ادارة موقتة في كوسوفو يحددها الأمين العام للأمم المتحدة، وهذا كله مقدمة لعودة آمنة للاجئين تقود الى تمتع الاقليم بحكم ذاتي موسع والى وضع خطة شاملة للتنمية الاقتصادية لدول البلقان. وأعلن الأمين العام للأمم المتحدة كوفي انان اعتزامه دعوة مجلس الأمن من اجل اتخاذ القرارات المناسبة و"تدويل الحل" بما يضع الازمة او بعضها على طريق النهاية الا اذا برزت تباينات في التفاصيل. وعقد خبراء من دول مجموعة الثماني لقاء امس لوضع مشروع قرار لعرضه على مجلس الامن. وفي واشنطن رحبت ادارة الرئيس بيل كلينتون امس بحذر بالانباء حول قبول بلغراد الخطة الدولية واعتبرتها في حال صحتها "خطوة كبيرة الى الأمام". وقال الناطق باسم وزارة الخارجية جيمس روبن انه اذا صحت الانباء عن قبول الصرب الشروط التي طرحها تشيرنوميردين وأهتيساري والتي تتضمن شروط حلف الاطلسي المعلنة "فإن ذلك سيشكل خطوة كبيرة الى الأمام ولكن المسألة الآن هي في التفاصيل".