ظهرت "مؤشرات ملموسة" امس الى امكان التوصل الى حل سلمي للأزمة اليوغوسلافية، بعدما توصلت روسيا والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة الى اتفاق، في اللحظة الاخيرة، على مشروع حل حمله الى الرئيس اليوغوسلافي المندوب الروسي فيكتور تشيرنوميردين"، والمندوب الأوروبي، الرئيس الفنلندي مارتي اهتيساري الذي قال لدى وصوله الى بلغراد "انه يوم تاريخي بالنسبة الى يوغوسلافيا". وقال الرئيس الفرنسي شيراك، اثر لقاء مع العاهل الأردني، ان هذا الاتفاق "فرصة كبيرة لتحقيق حل سياسي" في كوسوفو. وأعربت وزيرة الخارجية الاميركية مادلين اولبرايت عن املها في ان يتوصل تشيرنوميردين وأهتيساري الى "تفاهم" على مختلف جوانب الحل السياسي مع الصرب ووصفت الاتفاق بين المندوبين بأنه "خطوة ملموسة الى الأمام". ويتزامن عرض الاتفاق على ميلوشيفيتش مع ضغوط عسكرية، اذ استمرت طائرات الاطلسي في الاغارة على مواقع "مختارة" في سائر المدن اليوغوسلافية. ويعقد الرئيس بيل كلينتون اليوم اجتماعاً مع هيئة أركان القوات المسلحة لدرس خيار الحرب البرية، اذا فشلت المساعي الديبلوماسية الراهنة. ومن المتوقع ان تناقش القمة الأوروبية اليوم الأزمة اليوغوسلافية ومضاعفاتها على أوروبا. وكاد الخلاف بين تشيرنوميردين وأهتيساري والمندوب الاميركي ستروب تالبوت الذي استمر حتى ظهر امس، ان يقضي على اي امل في التوصل الى اتفاق في لقاء بون. وتركز الخلاف بين موسكو، من جهة، والأوروبيين والاميركيين من جهة اخرى على تشكيل القوات التي سيعهد اليها الدخول الى كوسوفو للاشراف على عودة اللاجئين، اذ طالبت روسيا بدور اكبر لجنودها في عداد هذه القوات. وتم في اللحظة الاخيرة التوصل الى حل شبيه الى حد كبير بالحل المعتمد في البوسنة، وتمت الموافقة على اقتراح بتشكيل قوة منفصلة تقودها روسيا، ربما كان في عدادها جنود من اوكرانيا وفنلندا واليونان، وقوة اخرى يقودها الاطلسي. ورحب معظم الدول الأوروبية امس بالاتفاق، على رغم تحفظ بعضها، فأعلن وزير الخارجية الفرنسي هوبير فيدرين ان حل الأزمة في كوسوفو يمكن ان "يتم بشكل سريع جداً"، وأوضح فيدرين ان "الحل يكون في موافقة بلغراد على الصيغة التي توصل اليها المندوبون في بون ليتم بعد ذلك التصويت على قرار في الأممالمتحدة ومن ثمَّ تعلق الغارات". اما بريطانيا فكانت اكثر تحفظاً اذ اعلن وزير الخارجية روبن كوك، في لندن، ان نشر قوات روسية منفصلة في جزء من كوسوفو، فيما يتولى الاطلسي الاشراف على بقية الاجزاء سيؤدي، عملياً، الى تقسيم الاقليم. وقال كوك: "على ميلوشيفيتش الاعتراف بدور رئيسي للحلف الاطلسي". وكانت احدى النقاط التي عرقلت التوصل الى اتفاق صباح امس تتعلق بسبل تنسيق الخطوات لوقف الغارات التي يشنها الاطلسي، وانسحاب الجيش الصربي من كوسوفو لتحل محله قوة سلام دولية، وفقاً لمبادئ السلام. وأعلن الاطلسي انه لن يوقف حملته قبل ان تلبى شروطه. لكن تشيرنوميردين قال انه تم التفاهم على هذه النقطة توقف بموجبه الغارات فور تأكد الغربيين من بدء انسحاب الصرب.