توالت ردود الفعل على العدوان الاسرائىلي على لبنان، الاسبوع الماضي. وأكد مسؤولون رسميون التمسّك بوحدة المسارين اللبناني والسوري وحق لبنان في المقاومة حتى زوال الاحتلال. وصف رئيس المجلس النيابي نبيه بري العدوان الاسرائىلي الاخير على لبنان بانه "محاولة لفرض سلام خاص لا يرتكز الى صيغة مؤتمر مدريد ومبدأ الارض في مقابل السلام وقرارات الشرعية الدولية". وأكد، في حديث اذاعي "ان اسرائيل لن تستطيع فصل المسارين اللبناني والسوري في مفاوضات السلام، واذا أرادت الانسحاب من جنوبلبنان وتطبيق القرار الرقم 425 فعليها ان تفعل ذلك من دون قيد أو شرط". وأبدى رئيس الحكومة سليم الحص ارتياحه الى "التعاطف الواسع مع لبنان اثر تعرّضه للعدوان الاسرائىلي"، واذ شكر "الذين تعاطفوا مع لبنان اشقاء واصدقاء ووقفوا الى جانبنا في ادانة العدوان الغاشم وسارعوا الى تقديم الدعم والمساعدة السياسية والمادية والمعنوية"، أكد "حق لبنان في مقاومة الاحتلال بكل الوسائل المتاحة والتمسّك بوحدة المسارين اللبناني والسوري على الانسحاب الاسرائىلي الكامل من دون قيد أو شرط وفقاً لما نصّ عليه القرار 425". وتبلّغ الحص من رئيس مجلس ادارة فرنسبنك عدنان القصار تبرّع المصرف بمليون دولار أميركي مساهمة في ترميم ما هدّمه العدوان، ودعا القصار "المستثمرين ورجال الاعمال العرب الى ان تبقى ثقتهم بلبنان كما هي. وأعلنت رئيسة نقابة الصيادلة الدكتورة ليلى خوري، بعد لقاء الحص، تبرّع النقابة بعشرة ملايين ليرة. وتبرّع رئيس "مجموعات شركات مخزومي" فؤاد مخزومي بعشرة ملايين ليرة لبنانية لعائلة كل شهيد من شهداء فوج الاطفاء الذين قضوا في العدوان، وبمبلغ مماثل لكل جريح يعاني جروحاً خطرة. وفي المواقف، قال العماد ميشال عون، في النشرة الاسبوعية الصادرة عن تياره عبر "الانترنت"، ان الاعتداء الاسرائىلي الاخير وعدواني 1993 و1996 زادت في معاناة اللبنانيين "فيما مسؤولون عرب يتبادلون تقبيل الوجنات مع الاسرائىليين، وسورية المعنية الاولى وفقاً لمعاهدات الدفاع المعقودة ونسبة الى تلازم المسارين وانطلاقاً من ممارستها الفعلية للسلطة في لبنان، تتهرب من المواجهة مع اسرائيل وتختلق الاعذار لنفسها". واضاف "بالامس كانت سورية تدّعي انها هي التي تحدّد الزمان والمكان للمعركة، ولن يستدرجها اليها أحد، أما اليوم فقد أصبح السلام خيارها، ولن يستدرجها الى الحرب أحد، لذا سارعت الى اتهام نتانياهو بعرقلة باراك في مساعيه السلمية، اما الدكتور سليم الحص فيرى من موقعه ان هناك تواطؤاً بين نتانياهو وباراك، وإن كنا نتّفق مع الدكتور الحص على هذا التواطؤ، نأخذ عليه إغفاله الطرف الثالث فيه وهو سورية تحديداً التي تقوم بتفاوض جانبي مع اسرائيل، ولربما انتهت منه ولم نرَ من الضروري اطلاع اللبنانيين عليه، يقيناً منها ان الحكم التبعيّ في بيروت يستطيع من دون خجل أو إحراج، لحس ما أعلن، بعدما أصبح الانصياع فيه طريقة حياة". واستغرب "كيف يذهب لبنان الى الحرب فيما سورية ترفضها". وقال ان الدولة "ترتكب اليوم خطأً جسيماً في سياسة تلازم المسارين لجهة تحرير الارض وعليها ان تتراجع عنها قبل ضياع سيادتها على طاولة المفاوضات السورية - الاسرائىلية". وأعلن المكتب السياسي ل"حركة امل" ان العدوان الاخير "تطور خطير على الوضع في لبنان والمنطقة، أرادت اسرائيل من خلاله اسقاط تفاهم نيسان ابريل، واعطاء الحرية لجيشها لاستباحة الارض اللبنانية وانتهاك سيادتها، وبالتالي عرقلة مسيرة السلام". وشدّد على "وحدة الموقف الداخلي والالتفاف حول المقاومة التي هي عنصر أساسي في افشال سياسة العدو واهدافه". ورفض "ان يفرض باراك شروط نتانياهو بذريعة انجاح المفاوضات"، معتبراً ان "نجاحها مرتبط بقدرة الموقف الدولي على فرض منطق الشرعية والقانون الدوليين على اسرائيل، لا بسلب لبنان حقه في المقاومة". وأكد التمسّك بوحدة المسارين. وأكد السيد محمد حسين فضل الله "حق الشعب اللبناني في الدفاع عن نفسه باستعمال كل الوسائل في هذا الدفاع"، مشدداً على "ان من الصعب ان يكون الانسان مهذباً أمام الذين يفرضون عليه الدمار". ولاحظ ان "التسوية نضجت"، مستبعداً إمكان تجميدها. وقال ان اسرائيل "ستربك الواقع السياسي والأمني في المنطقة من خلال استخباراتها المتحالفة مع الاستخبارات الاميركية". وأعربت اللجنة التنفيذية لحزب الكتلة الوطنية اللبنانية عن "قلقها العميق للاعتداءات الوحشية الاسرائىلية المبرمجة والمخطط لها بدقة من المنظمة الصهيونية وعملائها، ومنفّذة من الجيش الاسرائىلي تحت ستار صناعة الحرب المموّه بالدعوة الى السلام". وبعدما عرضت الكتلة ما تعرّض له لبنان منذ العام 1978 على يد اسرائيل، اضافت "في ضوء ما تقوم به بهدف عرقلة استعادة لبنان عافيته لانها تريد الحلول محله للسيطرة اقتصادياً على الشرق الاوسط بأكمله، ولها في سبيل هذه الغاية دعماً من قوى عظمى وقوى اقليمية تساهم في تقويض مقومات الكيان اللبناني، نقف داعمين للمقاومة اللبنانية في عملياتها ضد الاحتلال الاسرائىلي المنفذة ضمن الاراضي اللبنانية". ودعت الى "ان يأخذ الجميع علماً بان الحديث عن السلام مجرد تغطية هشة لصناعة الحرب التي يخوضها لبنان وحده عن جميع الافرقاء، لانه قرر ان يموت مقاوماً بدلاً من ان يموت من العار". واعتبرت "ان السيادة الوطنية هي جوهر الكيان الوطني، بانتفائها تتشابك العقد وتتداخل فيستعصي حلها وهو ما يدفع بالكيان للتداعي الداخلي نتيجة غياب الارادة الوطنية الحرة". وكان وفد من الكتلة زار الأمين العام ل"حزب الله" حسن نصرالله.