أبدى رئيس الجمهورية الياس الهراوي شكوكه في ان تكون اسرائيل مستعدة لتطبيق القرار الرقم 425. وقال: "اود ان ارى تحركات ملموسة تتعلق بهذا القرار، والوقت حان لأن تعمل اسرائيل على هذه الأسس وتقوم بخطوات ثابتة نحو السلام، فالناس سئموا الحرب وأعتقد اننا على شفير حدوث اختراق من جانب اسرائيل خصوصاً ان الوقت حان لتقوم بفعل من دون ان تكتفي بالقول فقط". كلام الرئىس الهراوي جاء تعليقاً على مواقف اسرائيلية تتعلق بقبول القرار الرقم 425، خلال استقباله امس وفداً اميركياً من اصل عربي يزور لبنان حالياً ويضم اربعة نواب هم: نك رحال وراي لحود ورور بايكر وموريس هنشي و14 من رجال اعمال. وفيما قال بايكر: "لا يمكن اغفال لبنان او نسيانه في اي اتفاق سلام شامل في المنطقة"، قال هنشي: "نحن ملتزمون عملية السلام، ولكي يحل السلام يجب ان يكون لبنان جزءا من هذه العملية وأن ينعم بالأمن وسلامة اراضيه. ويجب ان يتمكن اللبنانيون من العيش بأمان وسلام والعمل بحرية كما هي الحال في دول اخرى. حان الوقت لكي يلتزم الاطراف جميعاً التعاون وتقديم التنازلات، ليقوم السلام على اساس المحافظة على سلامة اراضي لبنان واستقلاله". وقال رحال عقب زيارة الوفد الاميركي لرئىس المجلس النيابي نبيه بري: "ان لبنان لاعب اساسي وحيوي في اي مفاوضات. ونحن جميعاً نعترف بسيادته على كل اراضيه". وأبلغ بري الوفد "ان اعتراف الكيان الاسرائيلي بالقرار الرقم 425 وذكره في شكل رسمي للمرة الاولى بعد نحو 20 عاماً على صدوره يشكل اشارة ايجابية"، مؤكداً "ان ذلك جاء بفضل المقاومة في الجنوب والبقاع الغربي". وقال بري بعد لقائه وفدين من الكونغرس الاميركي: "ان ما قاله وزير الحرب الاسرائيلي اسحق موردخاي في شأن القرار 425 عاد وغلّفه رئىس حكومته بنيامين نتانياهو بشروط مرفوضة لبنانياً". وأضاف: "القرار الرقم 425 ينص على خروج اسرائيل من الجنوب من دون قيد او شرط، وليس هناك من اجراءات امنية سوى اتفاق الهدنة، ولا مجال بالتالي لإجراءات امنية تعيدنا الى 17 أيار مايو". وأبدى خشيته "ان يكون هدف الحكومة الاسرائيلية من هذا التوجه الجديد من خلال الاعتراف بالقرار الدولي وربطه بشروط امنية هو فصل المسار اللبناني عن المسار السوري". وقال "ان هذا التفسير يتلاءم مع الطبيعة والاسلوب الذي يتبعه نتانياهو". وأكد بري تلازم المسارين اللبناني والسوري، و"من دون ذلك لن تتحقق اي تسوية في المنطقة". ردود فعل وكان تصريح موردخاي عن قبول اسرائيل القرار الرقم 425 استدعى ردود فعل لبنانية، ابرزها من وزير الدولة ميشال إده الذي اكد ان القرار "يطبق من دون قيد او شرط وبعد تطبيقه نعود الى اتفاق الهدنة الذي لا يزال قائماً". واعتبر ان "لا سلام منفرداً مع اسرائيل وان لبنان متمسك بوحدة المسار مع سورية". وأضاف: "اذا كان هذا الكلام محاولة اسرائيلية جديدة بعد "لبنان أولاً وجزين أولاً فهي فاشلة". ورأى ان "الكلام الاسرائيلي سابقة لا مثيل لها في تاريخ الصراع العربي - الاسرائيلي وهو دلالة الى حال الارباك التي تتخبط فيها اسرائيل". وأشار الى ان مساعد وزيرة الخارجية الاميركية مارتن أنديك "قد يكون نقل مضمون هذا الكلام خلال لقاءاته مع المسؤولين اللبنانيين ووافقت اسرائيل عليه مرغمة. وقد يكون استفسر من اللبنانيين عن قدرة الجيش اللبناني على بسط سلطة الدولة على كل اراضيها وتسلم طمأنة وتأكيداً في هذا الشأن". وأضاف ان "الجيش الاسرائيلي الذي مني بهزيمة لا مثيل لها على يد المقاومة الوطنية اللبنانية يتخبط في ازمة. اضافة الى ان بنيامين نتانياهو في حال يرثى لها اذ يتعرض لهزائم في داخل اسرائيل والمعارضة ضده تتعاظم والصعوبات تتفاقم بينه وبين اليهود الاميركان ومحاولته القبول بالقرار 425 فاشلة وكلها وهم". وأكد رئيس المجلس السياسي في "حزب الله" النائب محمد رعد ان "حديث موردخاي تحول جذري استراتيجي فرضته المقاومة على الكيان الصهيوني". وأشار الى ان "هذا الكلام جاء بعد فشل كل الوحدات الاسرائيلية المقاتلة واعتراف القادة الصهاينة بأن حال الاستنزاف في لبنان باتت لا تطاق"، لافتاً الى ان "العدو سجل انهزاماً وتحولاً كبيراً صنعته المقاومة في المنطقة كلها وليس في لبنان فحسب".