قال رئيس المجلس النيابي اللبناني نبيه بري أمس ان "إلغاء تفاهم نيسان ابريل يشكل الهدف الرئيسي للعدوان الإسرائىلي على لبنان"، مشيراً إلى "ان الرد يكون بالإسراع في إعادة إعمار ما تهدم وبتعزيز وحدتنا الداخلية وبدعم المقاومة الوطنية وبالإصرار على التلازم بين المسارين اللبناني والسوري". وأضاف، في تعليقه على العملية العسكرية، ان "إسرائيل بعدوانها لا تريد أن يستقبل لبنان مرحلة السلام ومرحلة العولمة والإتفاقات الإقتصادية الكبرى، بل تصرّ على أن يبقى بلدنا مشوّه حرب، وكلما شارف تجاوز آثار الحرب وسلبياتها والإقتراب من المعافاة، تطالعنا إسرائيل باجتياح جديد، مرة كل ثلاث سنوات تموز /يوليو 1993 و"عناقيد الغضب" في نيسان 1996. وشدّد على "ضرورة التمسك بكل بنود تفاهم نيسان وعدم الرضوخ للعدوان، إذ يبدو أن تل أبيب تريد إطاحته من خلال فرض أمر واقع جديد وهذا ما نرفضه ونتصدى له". ورأى "ان إسرائيل لن تتمكن من خلال ضرب الجسور، من تقطيع أوصال لبنان. فالطريق إلى الجنوب ستبقى قائمة وسيبادر الجيش اللبناني بمد جسور حديد ريثما ننتهي من إعادة بناء الجسور المهدمة"، مؤكداً "اننا كنا دائماً نحذر من حصول عدوان وقلت قبل يومين كلاماً في هذا الشأن لكنني فوجئت بحجم الأضرار". وقال ان الشكوى الى مجلس الأمن الدولي "لن تجدي نفعاً، وأن إسرائيل تحاول استدراجنا، لكن اللجوء إليه لن يحل المشكلة، وقد يصدر قرار جديد لسنا في حاجة إليه ما دام لدينا القرار الرقم 425 الذي نتمسك به ونرفض تعديله". ولفت إلى "ضرورة التروي والدقة وعدم التسرّع ما دمنا بتنا على يقين من ان الهدف إلغاء تفاهم نيسان". وقال "ان اسرائيل عوّدتنا بدء المفاوضات في جو من التأزم والسخونة، ومن الغباء كثيراً ان نحمّل مسؤولية العدوان لبنيامين نتانياهو. فمثل هذا الكلام ذريعة لا تنطلي على أحد وتسعى إلى فصل المسارين وضرب المقاومة وتهديد وحدتنا الوطنية". وأضاف بري "لا أظن أن العدوان جاء رداً على ضربات المقاومة، ولو كان الأمر كذلك فلماذا لم توجّه إليها ضربة مباشرة؟ لكنه هدفه كان ضرب البنى التحتية، ومسؤوليته تقع على كاهل إيهود باراك وهذا ما سأبلغه اليوم امس الى السفير الأميركي في بيروت ديفيد ساترفيلد الى جانب موقف شديد اللهجة حيال السياسة الأميركية". ونفى ان تكون اسرائيل تنوي الإنسحاب، وقال "لا أظن انها تقدم على مثل هذه الخطوة في المدى المنظور وأن ما تعلنه على هذا الصعيد مناورة". وكان الرئىس بري استقبل امس رئيس الحكومة السابق رفيق الحريري وعرض معه الوضع في ضوء العدوان الإسرائيلي. وعلمت "الحياة" ان الحريري وضع بري في اجواء إتصالاته اول من امس بالرئيسين إميل لحود وسليم الحص، واستعداده لوضع نفسه في تصرف البلد، وأبلغه تخوفه من تزايد الإعتداءات الإسرائيلية. وأثنى بري على ما نقله الحريري الى الرؤساء وطلب منه توظيف صداقاته واستخدام علاقاته لدى الدول العربية والصديقة للضغط على اسرائيل لوقف العدوان، وتأكيد الموقف اللبناني في حماية المقاومة وتلازم المسارين. واتصل النائب وليد جنبلاط ببري والحريري وتشاور معهما في الأوضاع.