وصفت مصادر سورية مطلعة اجتماعات اللجنة الامنية السورية - التركية التي انتهت ليل الاثنين - الثلثاء ب"الايجابية والمثمرة"، مشيرة الى ان كل طرف تعهد للآخر ب"التعاون الكامل" في القضايا التي تهمه. وقالت المصادر ل"الحياة" ان الوفد السوري طلب "الحصول على نسخة من اعترافات" زعيم حزب العمال الكردستاني عبدالله اوجلان ل"التأكد من المزاعم التركية" في شأن وجود عناصر ومقرات وحسابات مصرفية للحزب في الاراضي السورية. واوضحت المصادر ان الوفد التركي اغتنم فرصة مشاركة رئيس جهاز الامن والاستطلاع في القوات السورية العاملة في لبنان اللواء غازي كنعان في الاجتماعات، و"جدد طلبه انضمام لبنان الى اللجنة الثنائية". وتابعت ان الوفد السوري رد بان "هذا الموضوع يخص لبنان، وهو دولة ذات سيادة وتملكون علاقات ديبلوماسية معه"، مشيراً الى ان مسؤولين في وزارة الخارجية اللبنانية "رفضوا في وقت سابق الانضمام الى اللجنة لانها سورية - تركية ولا علاقة للبنان فيها، وهو لا يملك اي حدود مع تركيا". واكدت المصادر ان الجانب السوري طالب بتسليم عدد من عناصر "الاخوان المسلمين" الذين فروا الى تركيا في الثمانينات، مقابل مطالبة أنقرة بتسلم عناصر من حزب العمال الكردستاني، وذلك في اشارة الى مبدأ "المعاملة بالمثل". وعُقدت الاثنين الماضي في غازي عيناب اجتماعات الدورة الرابعة للجنة الامنية التي تشكلت بموجب اتفاق أضنة في 20 تشرين الاول اكتوبر الماضي. ورأس الجانب السوري رئيس شعبة الامن السياسي اللواء عدنان بدر حسن، والجانب التركي رئيس الجيش الثاني يالمان ايطاش. ووصفت المصادر ايطاش بانه "رجل طيب ومتفهم ومنفتح ومنطقي في طروحاته ويريد تطوير العلاقات بين البلدين، ويستجيب مطالب دمشق ويتفهم ردودها على اقتراحات بلاده". يذكر ان اتفاق أضنة الامني ادى الى تشكيل "خط ساخن" بين اللواء بدر حسن وايطاش وتعيين ضابطي أمن تركيين في سفارة بلادهم في دمشق. وقالت المصادر ان اجتماعين يعقدان اسبوعياً بين الضابطين والمسؤولين الامنيين السوريين. وتابعت المصادر ان الجانب التركي طلب خلال محادثات غازي عينتاب "ملاحقة" حسابات مصرفية تعتقد انقرة انها تعود الى حزب العمال الكردستاني، مشيرة الى ان الجانب السوري طالب "بتقديم ادلة على ذلك ونسخاً من اعترافات اوجلان لدحضها خصوصاً ان المصارف السورية حكومية وشفافة". وزادت ان الامر يشمل "مزاعم الاتراك عن اعتراف اوجلان بوجود مقرات له في سورية ولبنان"، علماً ان دمشق ترفض تسليم سوريين الى تركيا التي تعتقد انهم عناصر في حزب العمال، لان سورية تريد محاكمتهم حسب قوانينها مثل أي دولة اخرى. لكن المصادر قالت ان ايطاش ابلغ نظيره السوري "بعدم وجود اعترافات كبيرة لاوجلان ضد سورية". الى ذلك، اشارت المصادر الى ان خبراء في المساحة العسكرية "ثبتوا احجاراً في الحدود" كانت ازيلت عبر السنوات، مؤكدة ان هذا "لا يعني البحث في موضوع الحدود ابداً"، وان نقاط الحدود يبحثها مسؤولون محليون عادة.