غادر صباح الأمس الاثنين وفد سوري أمني رفيع المستوى مدينة غازي عنتاب التركية عائداً الى دمشق بعدما أنهى محادثات مع نظيره التركي استمرت ثلاثة أيام، جرى خلالها متابعة العمل المشترك على مسار ازالة ترسبات الخلافات الأمنية العالقة بين الجانبين منذ سنين طويلة. وطالب الوفد التركي الذي ترأسه الجنرال الطاي يالمان قائد الفرقة الثانية في الجيش التركي بالحصول على "ما بقي" من ارشيف حزب العمال الكردستاني، الذي تركه عبدالله أوجلان وراءة قبل مغادرته دمشق. كما قدم الاتراك الى الجانب السوري كشفاً باسماء بعض عناصر الحزب وطالبوا بتسليمهم اليهم في حال وجودهم في الأراضي السورية. في المقابل قدم اللواء عدنان حسن البدر، رئيس الوفد السوري كشفاً باسماء بعض عناصر من "جماعة الاخوان المسلمين" الذين لجأوا الى تركيا في بداية الثمانينات وطالب بتسليمهم للسلطات السورية، الا أن الجانب التركي أشار الى وجود صعوبات في تحقيق هذا المطلب على خلفية حصول بعض هؤلاء على الجنسية التركية منذ سنوات طويلة وتمتعهم بالتالي بالحقوق الدستورية التركية التي تمنع تسليمهم الى دولة اجنبية. وجاء هذا الاجتماع في وقت بدأت الاسبوع الماضي عملية ترسيم الحدود بين سورية وتركيا، بحضور ممثلين عن دائرة المساحة العسكرية من الطرفين، إذ أعيد ترميم اشارات الحدود التي بليت مع مرور السنين وكثرة عبث المهربين بها من الجانبين. وكان الجانب التركي طلب سابقاً اشراك وفد لبناني في هذه المحادثات بحجة اقامة عبدالله اوجلان سابقاً في سهل البقاع اللبناني ووجود شكوك تركية حول وجود عسكري للحزب هناك حالياً. لكن لبنان وسورية رفضا ذلك لأن اللجان الأمنية منبثقة عن اتفاق أضنة الذي وقع في تشرين الأول اكتوبر العام الماضي بين سورية وتركيا، وبالتالي لا شأن للبنان بما جاء في نصوص هذا الاتفاق. فيما يحضر هذه الاجتماعات اللواء غازي كنعان مسؤول الأمن السوري في لبنان.