أعربت القيادات الكردية أمس عن مخاوفها من قرار تركيا توجيه تهمة "الخيانة العظمى" لزعيم حزب العمال الكردستاني عبدالله اوجلان ورفضها طلب الاتحاد الأوروبي السماح لمراقبين اجانب بحضور محاكمته. واعتبرت هذين القرارين مقدمة لانزال "اقصى عقوبة" بأوجلان. ورد حزب العمال الكردستاني على هذه الخطوة بالتعهد بتصعيد عملياته داخل تركيا وطمأن الأوروبيين الى انه لن ينقل الحرب الى بلادهم. راجع ص7 وجاء ذلك في وقت بلغ التوتر بين انقرة وأثينا ذروته بسبب اتهام الأتراك اليونان بتقديم دعم عسكري الى مقاتلي حزب العمال الكردستاني، في وقت ابلغت مصادر كردية رفيعة المستوى في ايران "الحياة" امس ان التوتر بلغ ذروته في كردستان الايرانية حيث تحولت تظاهرات الاحتجاج على اعتقال اوجلان الى "شبه انتفاضة" ضد السلطات التي تدخلت لمنع التظاهر و"أطلقت النار على المتظاهرين". اما على الصعيد السوري - التركي فواصل التوتر الانحسار بشكل ملحوظ مع انعقاد اجتماع ثالث للجنة الامنية بين البلدين والتي رأسها عن الجانب السوري، اللواء عدنان بدر حسن فيما رأسها عن الجانب التركي الجنرال يالمان ايطاش قائد الجيش الثاني. وأكدت دمشق ان الحوار مع انقرة لا يعني تسليمها عناصر من حزب العمال الكردستاني معتقلين في سورية حيث يحظر نشاط الحزب ايضاً. وأبلغ مصدر مسؤول "الحياة" ان "المعتقلين سوريون ولا يمكن تسليمهم الى بلد آخر بل سيحاكمون حسب القوانين في بلادهم". كما جدد المصدر تأكيده ان آلية تنفيذ اتفاق اضنة الذي انهى التوتر بين البلدين بسبب اتهام انقرةدمشق بإيواء عناصر من الكردستاني "لا تتضمن قيام مفتشين اتراك بزيارة الأراضي السورية للتأكد من اغلاق معسكرات حزب العمال، لأن ذلك يتعارض مع السيادة الوطنية". ايران وشنت قوات الامن الايرانية حملات دهم وتفتيش لمنازل المشتبه في مشاركتهم في تظاهرات في كردستان الايرانية حيث اكدت مصادر كردية ان التوتر استمر امس خصوصاً في مدينة سننداج التي فرض عليها حصار "بعدما تحولت التظاهرات فيها الى شبه انتفاضة تطالب بالديموقراطية وحقوق الانسان". واضافت المصادر ان التظاهرات بدأت قبل ايام عدة واخذت تتحول الى العنف منذ اول من امس وشملت اضافة الى سننداج، مهاباد وارومية وسقز وكاميران. وأكد ملاّ عبدالله الامين العام للحزب الديموقراطي الكردستاني في ايران لپ"الحياة" ان خمسة اشخاص قتلوا في سننداج وجرح عشرات آخرون عندما اطلقت قوى الامن الايرانية النار بغزارة على المتظاهرين. واضاف ان الحشود تحولت من الهتاف لدعم اوجلان الى المطالبة بحرية التعبير السياسي كما هتفت باسمي الدكتور عبدالرحمن قاسملو وشرف كندي الزعيمين الكرديين اللذين اغتيلا في النمسا والمانيا خلال الاعوام الماضية. وقال ملاّ عبدالله ان محافظ سننداج عبدالله رمضان اعترف باعطاء الاوامر باطلاق النار على المتظاهرين الذين اتهمهم بپ"العمالة للصهيونية والقوى الاجنبية". وقالت مصادر كردية اخرى ان شخصين قتلا في ارومية واصيب عشرة بجروح في مهاباد وسقط قتيلان في كاميران. واضافت ان التوتر مستمر في هذه المدن وان قوى الامن تخوفت من اعتداءات على مواطنين اتراك وان هذا هو السبب الذي حدا بتركيا الى اغلاق حدودها.