قالت مصادر مطلعة ل "الحياة" ان محادثات اللجنة الامنية السورية - التركية كانت "خطوة جيدة في الاتجاه الصحيح"، مشيرة الى انها جرت في "اجواء ايجابية وصريحة جداً"، وان الطرفين "اعربا عن الامل في تأسيس علاقات جيدة تنعكس في تطوير التعاون في المجالات كافة". وغادر الوفد التركي دمشق امس في ختام اجتماعات اللجنة التي استمرت يومين وجرت برئاسة رئيس شعبة الامن السياسي في سورية اللواء عدنان بدر حسن ورئيس الجيش الثاني التركي الجنرال يالمان ايطاش وفي حضور مسؤولين في الامن والخارجية. وعقد الجانبان جلسة محادثات رسمية اول من امس، اضافة الى عدد من اللقاءات بين اعضاء الوفدين. ولم تعلن المصادر الرسمية السورية عن الاجتماعات، كما ان اللجنة لم تعقد اجتماعاً مع وزير الخارجية السيد فاروق الشرع. واوضحت مصادر ديبلوماسية تركية ل "الحياة" ان المحادثات "كانت جيدة جداً جرت في اجواء ايجابية وصريحة وودية جداً" وانها "تناولت اموراً كثيرةً في ما يتعلق بتنفيذ اتفاق اضنة الامني" الذي وقع بين البلدين في 20 تشرين الاول اكتوبر الماضي وانهى ازمة حادة بين دمشقوانقرة. وزادت ان الاجتماعات كانت "خطوة جيدة في الاتجاه الصحيح لتطوير العلاقات والتعاون"، وانها "ركزت على الموضوع الامني، لكن الطرفين عبرا عن الامل في انه بعد تأسيس علاقات جيدة في هذا المجال، فان العلاقات ستتطور عموما وسينعكس ذلك على المجالات كافة بما فيها الشق الاقتصادي". وفي انقرة، قالت مصادر مطلعة ل "الحياة" ان الوفد التركي جدد طلبه تسلم اعضاء "حزب العمال الكردستاني" الذين يحملون الجنسية التركية وتعتقلهم السلطات السورية، مشيرة الى "ان انقرة تطالب عموما بتسلم اي تركي يقوم بعمليات ضد تركيا من اراضي دولة اخرى". وكان مسؤول سوري نفى ل"الحياة" ان تكون دمشق "وعدت بتسليم اشخاص اعتقلوا بسبب انتمائهم لحزب العمال الذي هو محظور في سورية". وقال ان بلاده "لا يمكن ان تسلم مواطنيها الى بلد اخر بل سيحاكمون وفق القوانين السورية". واوضحت المصادر في انقرة ان موضوع اعتقال تركيا زعيم "حزب العمال" عبدالله اوجلان "طرح في الاجتماعات عموما"، اذ انه الاجتماع الاول الذي يعقد بين الطرفين منذ اعتقاله. واكدت المصادر التي شاركت في الاجتماعات عدم "تطرق الجانبين الى موضوع انضمام لبنان الى اعمال اللجنة". ولفتت الى ان "مبعوثاً تركياً زار بيروت قبل عشرة ايام وبحث مع المسؤولين اللبنانيين في ما يمكن عمله بالنسبة الى موضوع عناصر حزب العمال". وزاد: "ان اللبنانيين وعدوا بالتدخل في هذه المسألة". وتابعت المصادر التركية ان الجانب التركي ابلغ نظيره السوري "ارتياحنا الكامل للتدخل السريع للسلطات السورية لحماية السفارة والديبلوماسيين في دمشق بعد قيام متظاهرين اكراد بالاحتجاج امام السفارة بعد اعتقال اوجلان. وعبرنا عن الامل في ان تستمر الاجراءات الضرورية لحماية الممتلكات الديبلوماسية عندما يكون ذلك ضرورياً".