قال العاهل الأردني عبدالله بن الحسين إن مسيرة السلام في الشرق الأوسط "على وشك أن تشهد انفراجاً كبيراً". ونفى أن تكون هناك "وساطة أردنية" بين سورية وإسرائيل. وعبر الملك عبدالله، اثر لقائه مع الرئيس الفرنسي جاك شيراك، في باريس أمس، عن حماسته البالغة لتولي ايهود باراك رئاسة الحكومة الإسرائيلية، قائلاً إنه "ينبغي اعطاؤه فرصة لتشكيل حكومته، وفي اعتقادي أنه سيعمل بعزم وشجاعة لتحريك مسيرة السلام". أما الرئيس شيراك، فشدد على "دور الأردن كعامل سلام في الشرق الأوسط"، وتطرق إلى شخصية الملك عبدالله التي "تجعله يأتي بشيء عصري إلى المنطقة على صعيد الحلول السلمية التي تحتاج إليها". في غضون ذلك، واصل رئيس الوزراء الاسرائيلي المنتخب ايهود باراك مشاوراته الائتلافية امس، وسط مخاوف من "شراكة مزعجة" و"شلل سياسي" في ظل حكومة وحدة وطنية. وتشير دلائل متزايدة الى ميله لتشكيل ائتلاف ذي قاعدة برلمانية ضيقة يضم الاحزاب المعتدلة سياسياً، خصوصاً بعد الشروط المتشددة التي حددها زعيم ليكود ارييل شارون للانضمام الى الحكومة الجديدة. ومن غير الواضح الآن اذا كان باراك سيلجأ فعلاً الى ائتلاف ضيق ام انه يناور لخفض سقف مطالب ليكود. واتفق العاهل الأردني والرئيس الفرنسي على أن علاقتهما جيدة وممتازة، فيما شكر الملك عبدالله فرنسا على "دعمها للأردن في الظروف الصعبة، خصوصاً على الصعيد الاقتصادي". وسيقوم عبدالله بزيارة دولة لفرنسا في تشرين الثاني نوفمبر المقبل. وتركزت محادثات الطرفين في جانب كبير منها على المساعدة التي يمكن أن تقدمها فرنسا في مجال تخفيف الديون عن كاهل الأردن. وذكر مصدر أردني رفيع ل"الحياة" أن ديون الأردن الخارجية تقدر بحوالى 7 بلايين دولار، وان القسم الأكبر منها يعود للدول الصناعية الكبرى مثل بريطانياوفرنسا وايطاليا وغيرها. وقال إنه إذا أبدت الدول الصناعية السبع الكبرى استعداداً للبحث في هذا الأمر، على ضوء دور الأردن السياسي في عملية السلام، فقد يكون هذا مدخلاً لمناقشة خفض الدين الأردني. وقال رئيس الديوان الملكي عبدالكريم الكباريتي، في تصريح ل"الحياة"، اثر حضوره اللقاء بين الملك عبدالله وشيراك، إن هذا اللقاء "كان ناجحاً جداً والأردن حصل على وعد قاطع من فرنسا بمساعدته، على أساس ان للأردن دوراً سياسياً مهماً يقوم به، وان ما ينطبق على الأردن فنياً واقتصادياً قد لا يسمح بخفض الديون، لكن مسؤوليته السياسية ودوره الكبير في الشرق الأوسط وعلى صعيد عملية السلام، يساعد أن على حمل الدول على اعطائه امتيازات ومعاملته معاملة خاصة". وعبر عن اعتقاده بأن "هناك فرصة طيبة الآن لاستئناف مفاوضات السلام على أسس أفضل بكثير مما كانت قائمة عليه في السابق"، ورأى ان هناك "فرصة حقيقية لاعلان الدولة الفلسطينية وبحث قضايا المرحلة النهائية باسلوب خلاق".