حض العاهل الأردني الملك عبدالله بن الحسين على ضرورة الاسراع في احياء عملية السلام في الشرق الأوسط والمفاوضات الفلسطينية - الاسرائيلية وتنشيط المسار السوري، خصوصاً ان وصول زعيم حزب العمل ايهود باراك الى السلطة في اسرائيل رفع الآمال، وتخوف من "ان عدم حصول شيء سيؤدي بعد اربعة او خمسة اشهر الى احباط سيكون له رد فعل سيئ اكثر مما كنا عليه خلال الأشهر الماضية". وقال الملك عبدالله في لقاء له، امس، في مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية مع تجمع كبير لصانعي السياسة في الولاياتالمتحدة في القطاعين العام والخاص والديبلوماسيين العرب والصحافيين، ان الانتصار الكبير لباراك "يظهر التزام شعب اسرائيل دفع عملية السلام الى امام، وعلينا ان نبذل كل ما في استطاعتنا لدعم اصدقائنا في اسرائيل واخواننا الفلسطينيين لتحقيق هذه الاهداف بأسرع وقت ممكن". وأعرب الملك عبدالله عن اعتقاده بأن العلاقة مع الحكومة الاسرائيلية الجديدة ستكون "جيدة"، ملاحظاً ان باراك "ملتزم عملية السلام ولديه علاقات عمل قوية مع الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات". لكنه اشار الى استمرار وجود الكثير من الراغبين في افشال عملية السلام. وتحدث عن التطور الآخر المثير للاهتمام في المنطقة خلال الاسابيع الماضية، وهو "رغبة سورية في وضع الماضي وراءها والتحرك الى امام خصوصاً على المسار السوري - الاسرائيلي". وأعرب عن امله بأن يتم تحقيق انجازات على هذا المسار. لكنه شدد على ضرورة الحرص على تفادي تحويل الاهتمام "اذ يجب ان لا ننسى ان جوهر المشكلة هو ان يتمكن الفلسطينيون والاسرائيليون من حل خلافاتهم". ودعا الاميركيين والعرب الى "العمل عن كثب مع الاسرائيليين والفلسطينيين والسوريين لدفعهم الى تحقيق السلام والاستقرار". وقال الملك عبدالله انه يعتقد "ان الرئيس حافظ الأسد والشعب السوري ملتزمون السلام..." وان هناك "تصميماً والتزاماً بالعمل على حل المشاكل بشكل نهائي لوضع حال العداء جانباً والتحرك في اتجاه السلام". وأضاف ان المطلوب اعطاء باراك "فرصة لترتيب شؤون بيته وتشكيل حكومته". وتوقع ان يتمكن رئيس الوزراء الاسرائيلي الجديد والرئيس عرفات من حل المشاكل العالقة الآن "بسرعة" كقضايا توسيع الاستيطان. وسئل العاهل الأردني عن امكانات قيام كونفيديرالية اردنية - فلسطينية، فأجاب "ان المستقبل بين الفلسطينيين والأردنيين هو بدون حدود، لكن إثارة الكونفيديرالية الآن تشوش الموضوع وتحول الناس عن التركيز على الجوهر وهو ان يجلس الإسرائيليون والفلسطينيون ليعملوا على حل خلافاتهم وتحقيق سلام عادل ودائم". وأضاف أنه متى حصل ذلك، فإنه سيرحب بأي أفكار أو مبادرات من الأردنيين والفلسطينيين حول مستقبل مشترك. وقال إنه لم يبحث مع الرئيس كلينتون الثلثاء الماضي في موضوع القدس "لكنني كنت متفائلاً بقراره تأخير نقل السفارة الأميركية" لدى إسرائيل إلى القدس. ووصف الملك عبدالله التقارب بين إيران والعالم العربي بأنه "إشارة ايجابية". وقال إن الحوار "صحي" وان هناك حركة من جانب القيادة الإيرانية للانفتاح على أوروبا ودول أخرى و"هذا دليل ايجابي". وتحدث عن برامجه الاصلاحية السياسية والاقتصادية، وقال: "يجب أن يكون الأردن قوياً لكي نتمكن من دعم رغبة اخواننا الفلسطينيين في السلام... وعلينا أن نكون أقوياء لكي نتمكن من دعم أصدقائنا في سورية". وقال إن العقبة الكبيرة التي تواجه الأردن حالياً هي عبء الديون التي تقدر بسبعة بلايين دولار، وأنه يتطلع إلى قمة الدول الصناعية السبع في حزيران يونيو المقبل لكي تبحث إعفاء الأردن على الأقل من 3 بلايين دولار من الديون. واعتبر الملك عبدالله ان أزمة كوسوفو هي "صراع بين الخير والشر"، وان المجموعة الدولية تحاول إعادة كتابة قواعد التصرف للدول والشعوب. وأعرب عن أمله بأن يتم التوصل إلى حل ديبلوماسي وسياسي للأزمة يؤمن عودة اللاجئين الكوسوفيين إلى ديارهم.