بغداد،انقرة - أ ب، أ ف ب - اتهم الرئيس صدام حسين الولاياتالمتحدةوبريطانيا بالسعي إلى "شق صفوف الشعب العراقي واستعباد أكراد العراق". ونقلت صحف بغداد عن صدام قوله خلال لقاء مع مسؤولي حزب البعث الحاكم الأحد: "خاطبوا الكردي في أي مكان وقولوا له انك عراقي، وان الاستعمار يريد تحويلك من حر الى عبد". وزاد ان "المخططات الأجنبية" تريد ان تجعل الشعب العراقي "أكثر من شعب وهذا يجب ان نقوله لشعبنا الكردي". وتابع: "انهم يكرهونه العراق، ليس من يومنا هذا وإنما منذ زمن بعيد، منذ زمن الآشوريين والبابليين... انهم يكرهون حضارة شعب العراق وعمقه، يكرهونه لأنه مهد الحضارة. الاعداء يرون اننا شعب حضارة وشعب كتلة واحدة وشعب كبير في دولة ذات امكانات كبيرة لا يستطيعون استعبادها، لذلك يسعون إلى تجزئتها من أجل استعبادها". يذكر ان كردستان العراق التي خرجت عن سيطرة بغداد منذ حرب الخليج تخضع لسيطرة الحزب الديموقراطي الكردستاني والاتحاد الوطني الكردستاني. ويسعى هذان الحزبان الى تخطي خلافاتهما على تطبيق الاتفاق الذي تم التوصل اليه في الولاياتالمتحدة عام 1998، وينص على تشكيل حكومة ائتلافية كردية موقتة استعداداً لانتخاب برلمان في الصيف. وأمس أكد بيان للجيش الأميركي ان طائرات حربية أميركية قصفت مركز قيادة جنوب غربي الموصل في شمال العراق، بعدما اطلق النار باتجاهها. في غضون ذلك، جددت صحيفة "بابل" التي يشرف عليها عدي النجل الأكبر للرئيس العراقي، رفضها المشروع البريطاني الذي يقترح تعليقاً مشروطاً للحظر على العراق، معتبرة أنه محاولة ل"إحياء" اللجنة الخاصة المكلفة نزع اسلحة الدمار الشامل أونسكوم. وكتبت الصحيفة في تعليق خصصته أمس لمشاريع القرارات المعروضة على مجلس الامن ان المشروع البريطاني المدعوم من الادارة الاميركية "يهدف الى توسيع القرار 986 بما يجعل كل الاموال والنفط العراقي تحت رحمة الوحش الاميركي المسعور". وينص القرار 986 على السماح للعراق ببيع كميات من النفط لشراء مواد غذائية وأدوية، في اطار اتفاق "النفط للغذاء". وشددت "بابل" على ان المشروع البريطاني هدفه "التنكر لكل ما نفذه العراق من التزامات، في محاولة خبيثة لإعادة كتابة القرارات، خصوصاً القرار 687، ووضع شروط قسرية جديدة وإحياء اللجنة الخاصة بابدال اسمها واعطائها دوراً وصلاحيات تدخلية واسعة". ورأت ان المشروع بمثابة "لعبة استعمارية ترمي إلى وضع اليد على أموال العراق ونفطه". ونددت ب"ما يجرى في مجلس الامن لتمرير المشروع البريطاني وخداع الرأي العام بالتعليق الذي تحاول ماكينة الاعلام الامبريالية والصهيونية تصويره على أنه تنازل اميركي لمصلحة العراق، وهو في حقيقته تعليق لأي أمل برفع الحصار". وشددت على أن العراق "لم ولن يقبل بأي مشروع إذا لم ينص مقدماً على رفع الحصار، وهو بهذا ليس معنياً بما يجرى. فالحق العراقي واضح ومطالب العراق عادلة تقرها غالبية اعضاء مجلس الامن". وخلصت الى ان "العراق أدى ما عليه من التزامات وعلى المجلس انصافه". ومعروف أن بريطانيا اقترحت تعليق الحظر على الصادرات العراقية فقط لمدة 120 يوماً قابلة للتجديد إذا لبت بغداد المطالب الأساسية المتعلقة بإزالة أسلحتها.