تعهدت بغداد "التصدي لكل قرارات فرض الوصاية"، وطالب رئيس المجلس الوطني البرلمان العراقي سعدون حمادي برفع الحظر المفروض على بلاده، وذلك اثناء لقائه منسق النشاطات الانسانية للامم المتحدة في العراق هانز فون سبونيك، في حين لم يصدر بعد موقف رسمي عراقي من المرحلة السادسة لاتفاق "النفط للغذاء"، على رغم ان المرحلة الخامسة انتهت امس. وذكر محللون في بغداد انها هددت بإرجاء تصدير نفط أو وقفه إذا لم تحصل على تأكيد بأن البرنامج الانساني ليس بديلاً من رفع العقوبات التجارية أو تخفيفها. بغداد - أ ف ب، رويترز - بثت اذاعة بغداد ان سعدون حمادي أكد خلال لقائه سبونيك "ضرورة رفع الحصار لإنهاء معاناة الشعب العراقي" مشدداً على ان "لا بديل من رفع المعاناة الا برفع الحصار كلياً بعدما أوفى العراق بكل التزاماته". ولم توضح الاذاعة هل تطرق حمادي وسبونيك الى تمديد اتفاق "النفط للغذاء". ونقلت عن حمادي ان الحصار المفروض منذ تسع سنوات تسبب في "نقص حاد في الدواء والغذاء والحاجات الأساسية الأخرى، مما تسبب في الحال المأسوية والأوضاع الاجتماعية والصحية، وأدى الى وفيات بين الاطفال والنساء والشيوخ". مجلس الأمن وكان مجلس الأمن تبنى الجمعة الماضي قراراً بتمديد اتفاق "النفط للغذاء" ستة أشهر أخرى. إلا ان العراق لم يعلن بعد هل يقبل تمديد الاتفاق الذي يجيز له تصدير نفط بقيمة 5.2 بليون دولار كل ستة اشهر، لشراء مواد غذائية وأدوية ومواد اساسية اخرى. وقال جورج سمرويل، الناطق باسم مكتب الشؤون الانسانية التابع للامم المتحدة: "لم نتلق بعد أي شيء رسمي من العراق" في شأن تمديد الاتفاق. وذكر محللون في بغداد ان العراق هدد بإجراء مبيعات النفط أو وقفها اذا لم يحصل على تأكيد بأن البرنامج الانساني ليس بديلاً من رفع العقوبات التجارية المفروضة عليه منذ غزوه الكويت عام 1990، أو تخفيفها. وأشاروا الى ان بغداد قد ترجئ موافقتها على الاتفاق الى ان يتوصل مجلس الأمن الى موقف في شأن مجموعة من الاقتراحات لتخفيف العقوبات أو تعليقها. وتتوقع مصادر في قطاع النفط ان يحدث ذلك فجوة في تدفق النفط حتى أوائل حزيران يونيو المقبل. ولكن يستبعد رفع العقوبات الى ان يعلن خبراء الأسلحة التابعون للامم المتحدة خلو العراق من كل أسلحة الدمار الشامل. الى ذلك، أفاد رئيس شركة "نفط الشمال" العراقية طلال عاشور كنعان في تصريحات صحافية نشرت امس ان الشركة نفذت التزامها بتصدير النفط عبر خط الانابيب العراقي الذي يمر في تركيا، بموجب المرحلة الخامسة من اتفاق "النفط للغذاء"، موضحاً ان شركته صدرت 151 مليون برميل خلال المرحلة الخامسة، بمعدل 900 ألف برميل يومياً. ولم يعرف هل استكملت بغداد صادراتها النفطية عبر ميناء البكر جنوب. في الوقت ذاته، وصفت صحيفة "بابل" التي يديرها عدي صدام حسين، النجل الأكبر للرئيس العراقي، المشروع البريطاني - الهولندي في مجلس الأمن، والذي يحظى بدعم اميركي بأنه "مسعى خبيث وسيئ لمعاودة كتابة القرار 687 وكل القرارات اللاحقة". وينص القرار 687 على رفع الحظر النفطي المفروض على العراق في شكل كامل حين تتحقق الاممالمتحدة من عدم امتلاك بغداد اسلحة محظورة. ويقترح المشروع الذي قدمته بريطانيا وهولندا السماح للشركات الاجنبية بالاستثمار في القطاع النفطي العراقي، شرط ان يعود مفتشو الأسلحة الى العراق ومن دون تعليق الحظر فوراً. ورفضت الصين وروسيا وفرنسا هذه الاقتراحات، التي وصفتها الصحيفة بأنها "توسيع للقرار 986، اي جعل صيغة النفط للغذاء والدواء دائمة مع استبعاد رفع الحصار". معتبرة ان المشروع البريطاني - الهولندي "يضع العراق تحت وصاية كاملة". وتابعت انه "صياغة شروط وقف اطلاق نار جديدة تكبل العراق بنظام وصاية مطلق، بعد انكار وتجاهل لكل ما نفذه اثناء السنوات الماضية من التزامات". وزادت "بابل" ان العراق "غير معني بما يجري في مجلس الأمن، اذا لم يتم قبل ذلك وقف العدوان الاميركي - البريطاني في منطقتي الحظر الجوي ورفع الحصار من دون اي شروط". وشددت على ان العراق "سيتصدى لكل قرارات فرض الوصاية"، فيما نددت صحيفة "القادسية" الناطقة باسم القوات المسلحة العراقية ب"سعي اميركا وبريطانيا المحموم الى تحويل مذكرة التفاهم اتفاق النفط للغذاء التي وقعها العراق كإجراء موقت، الى منهج دائم وبديل من رفع الحصار".