بغداد، واشنطن، باريس -أ ف ب - امتنعت السلطات الفرنسية أمس عن الرد على التهديدات الاقتصادية العراقية الموجهة الى باريس بعدما اتهمتها بالمشاركة في "عدوان مبيت جديد" ضد بغداد وكررت دعوتها للتوصل الى "حل شامل" للازمة العراقية. وبرر مساعد الناطق باسم وزارة الخارجية الفرنسية فرانسوا ريفاسو من جهة اخرى رفض باريس المشاركة في التصويت في مجلس الامن الجمعة الماضي على تمديد برنامج "النفط للغذاء" لمدة اسبوع معتبرا اياه "غير واقعي". وقال ردا على الهجمات المتكررة في الصحافة العراقية ضد فرنسا "لن نرد على معلومات صحافية". واعتبرت صحيفة "بابل" التي يديرها عدي صدام حسين النجل الاكبر للرئيس العراقي أول من امس ان تصويت باريس لصالح قرار من هذا النوع "سيكون القشة التي ستقصم ظهر البعير في موضوع العلاقات العراقية - الفرنسية". وتابعت الصحيفة في لهجة تهديدية ان اتخاذ باريس موقفا من هذا النوع سيعني "ان على شركتي الف وتوتال النفطيتين الفرنسيتين ان تغلقا مكاتبهما في بغداد وتغادرا وتخسرا الامتيازات الجبارة التي حصلتا عليها ولم تستثمراها الى ان ينظر شعب العراق بأمرهما بعد رفع الحصار". وفي باريس اكد مصدر ديبلوماسي فرنسي ان المناقشات المتوقعة هذا الاسبوع في نيويورك لا تتعلق بنص محدد وانما "بكل عناصر مشروع قرار كامل وشامل" حول العراق. واضاف ان "فرنسا تأمل في التوصل الى قرار بالتوافق تتم من خلاله تسوية كل المسائل العالقة". واعتبرت الناطقة باسم وزارة الخارجية الفرنسية آن غازو سوكريه ان فرنسا تسعى الى "ايجاد حل كامل وشامل" ينص على "اعادة مراقبة نزع اسلحة العراق لكن في الوقت نفسه على تعليق العقوبات بشكل يمكن فيه عودة الحياة الاقتصادية والاجتماعية في البلاد الى طبيعتها". وافادت وزارة الخارجية ايضا أمس ان "الوضع الانساني في العراق لا يزال مأسويا" منتقدة تجديد برنامج "النفط للغذاء" الجمعة الماضي لاسبوع فقط بدلا من الستة اشهر المعتادة. و اعتبرت بغداد ان اصدار قرار مجلس الأمن رقم 1280 الذي مدد العمل باتفاق "النفط للغذاء" لمدة اسبوع واحد، بمثابة محاولة من الادارة الأميركية للظهور بمظهر الدولة القادرة على اصدار اي قرار تشاء. ونشرت صحيفة "الثورة" ان "الولاياتالمتحدة تحاول عبر هذه القرارات الصغيرة تجربة عضلاتها السياسية والظهور بمظهر الدولة القادرة على استصدار اي قرار تشاء من مجلس الأمن الدولي.. وهذا غير صحيح". واستشهدت الصحيفة بالصعوبات التي تواجهها واشنطن حالياً فقالت "لو كانت تستطيع تمرير مشروع القرار البريطاني لطرحته للتصويت، ولهذا فانها تدور من حوله وتحاول دفع الآخرين للقبول به بأي وسيلة". ولم تستبعد الصحيفة لجوء الادارة الاميركية الى استصدار قرار جديد، وقالت "ربما تفعلها مرة رابعة.. وبذلك تكشف عن نياتها وأهدافها". الى ذلك أعلن ناطق عسكري عراقي ان المقاومات الارضية تصدت امس لطائرات اميركية وبريطانية كانت تحلق فوق جنوبالعراق. ونقلت وكالة الأنباء العراقية عن الناطق قوله ان "مقاتلات معادية هاجمت منشآت مدنية في جنوبالعراق قبل ان تتصدى لها المضادات الأرضية وترغمها على العودة الى قواعدها". وأضاف ان المقاتلات حلقت فوق محافظاتالبصرة وذي قار وميسان والنجف والقادسية والمثنى وكربلاء في جنوبالعراق. على صعيد آخر، اكد العراق ان القوات المسلحة التركية توغلت مجدداً في شمال اراضيه "بحجة مطاردة عناصر من حزب العمال الكردستاني". ونقلت وكالة الانباء العراقية عن ناطق باسم وزارة الخارجية قوله ان "وحدات من القوات المسلحة التركية دخلت الى اراضينا في الشمال في السادس والعشرين من تشرين الثاني نوفمبر الماضي. تعززها الدبابات والمدفعية البعيدة المدى وتساندها الطائرات السمتية تحت ذريعة مطاردة مجموعات كردية تركية مسلحة". وتابع ان "الحكومة العراقية تحتج وتدين بشدة العدوان العسكري الجديد وتستنكر انتهاك القوات المسلحة التركية لسيادة العراق وحرمة اراضيه وأجوائه. على صعيد آخر، قصفت مقاتلات تابعة للبحرية الاميركية اهدافا عسكرية في جنوبالعراق أمس بعدما تعرضت طائرات تراقب منطقة الحظر الجوي لاطلاق نار من المقاومات الارضية العراقية. وأعلنت القيادة المركزية الاميركية في واشنطن ان مقاتلات من طراز "اف ايه-18 هورنيت" و "اف-14 تومكاتس" ألقت قنابل موجهة بأجهزة تحكم لضرب موقع مدفعية مضاد للطائرات وموقع رادار بالقرب من مدينة العمارة على بعد حوالي 265 كيلومترا جنوببغداد.