سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
العدوان الاسرائيلي يتصدر اهتمام المؤتمر البرلماني العربي . الشرع يطالب بالتزام "التفاهم" الى حين صوغ "اتفاق جديد" وايران تدعم سورية ولبنان لمواجهة "اعتداء محتمل"
أكدت ايران وقوفها الى جانب سورية ولبنان لمواجهة "أي اعتداءات محتملة" يقوم بها رئيس الوزراء الإسرائيلي "المهزوم" بنيامين نتانياهو، واتفقت الدول الثلاث وفرنسا على التمسك بمبادىء "تفاهم نيسان"، في وقت استأثر العدوان الاخير على لبنان باعمال مؤتمر الاتحاد البرلماني العربي الذي يعقد في دمشق. دعا وزير الخارجية السورية السيد فاروق الشرع اسرائيل الى احترام مبادىء "تفاهم نيسان" الى أن يحل محله "تفاهم أو اتفاق جديد خلال المحادثات التي أجراها أمس مع وزير الخارجية الإيرانية الدكتور كمال خرازي. وجاءت زيارة خرازي اثر مغادرة المبعوث الرئاسي الفرنسي رئيس دائرة الشرق الأوسط في الخارجية ايف اوبان دولا ميسوزيير دمشق بعد لقائه الرئيس حافظ الأسد وتسليمه رسالة من الرئيس جاك شيراك. وأعلن الناطق الرئاسي جبران كورية أن محادثات الأسد مع دو لا ميسوزيير تناولت "التصعيد الإسرائيلي الأخير وسبل معالجته". وغادر خرازي دمشق من دون ان يلتقي الأسد، وقالت مصادر ايرانية ان اللقاء لم يكن مدرجاً في جدول الزيارة. وكان خرازي والشرع دانا "الاعتداءات". وقالت مصادر رسمية أنهما أكدا "التمسك بلجنة تفاهم نيسان، وبحثا في عملية السلام في ضوء نتائج الانتخابات الإسرائيلية"، ونقلت عن الشرع تشديده على "الثوابت وتمسكه بالإلتزامات التي تحققت خلال محادثات السلام السابقة وفي مقدمها الانسحاب الإسرائيلي الكامل من الجولان الى خط 4 حزيران يونيو 1967، وتلازم المسارين السوري واللبناني بما في ذلك الانسحاب غير المشروط من لبنان". وفي المجال نفسه قالت مصادر رسمية سورية أن وزير الدفاع الإيراني الجنرال علي شمخاني أكد في لقائه السفير السوري في طهران أحمد الحسن أمس "وقوف بلاده الى جانب سورية التي تقف في الخط الأمامي من جبهة المواجهة مع اسرائيل وتتصدى للمخططات التوسعية الإسرائيلية". وأعلن خرازي ان محادثاته في دمشق تركزت على "التطورات التي طرأت على صعيد الأحداث في لبنان من جراء الاعتداءات الوحشية الإسرائيلية على الشعب اللبناني الأعزل، والأوضاع في المنطقة بعد التغيير في الحكومة الإسرائيلية"، مؤكداً "ان مصير ايران وسورية ولبنان في مجال السياسات التي تتخذها مترابط وأن القصف الإسرائيلي الوحشي للبنان يهدد الأمن والسلام" في الشرق الأوسط". وجدد الشرع تحميل اسرائيل "المسؤولية الكاملة عن كل ما حصل من دمار وضحايا بريئة في لبنان، ونحن نقف بقوة الى جانب أشقائنا في لبنان لمواجهة أي اعتداء محتمل وفي الوقت نفسه نؤكد أن ما قامت به اسرائيل يشكل خرقاً لتفاهم نيسان، وعلى اسرائيل احترام التفاهم، لأنها مضطرة الى التزامه الى أن يحل محله اتفاق آخر أو تفاهم آخر". وسئل هل لهذه التطورات الأخيرة تأثير في استئناف المحادثات السلمية؟ أجاب الشرع ان "قيام حكومة نتانياهو المهزومة بهذه الاعتداءات الوحشية على لبنان يستهدف من جملة من يستهدف افشال أي احتمالات لإقامة سلام عادل في المنطقة". وتابع ان مؤتمر وزراء خارجية منظمة المؤتمر الإسلامي المقبل "سيتبنى قراراً قوياً يدين العدوان الإسرائيلي ضد لبنان". الى ذلك، افتتح رئيس مجلس الشعب البرلمان السوري السيد عبدالقادر قدورة أمس الدورة ال34 للاتحاد البرلماني العربي في حضور عدد من رؤساء البرلمانات العربية والأمين العام لجامعة الدول العربية الدكتور عصمت عبدالمجيد، وقال أن بلاده "مصممة على المضي قدماً في سياستها الداعية الى توحيد القدرات العربية". وأضاف ان "السلام عاد ليتصدر اهتمام دول العالم خصوصاً بعد هزيمة رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو وحزبه المتطرف في الانتخابات الأخيرة"، موضحاً ان "التزامنا السلام كخيار استراتيجي لا يعني الموافقة على أي سلام من دون أن يكون مستنداً الى قاعدة استرداد الأراضي العربية المحتلة كاملة وعلى قاعدة العدل والشمول"، وبعدما أشار الى "المحاولات اليائسة للفصل ما بين المسارين السوري واللبناني"، أكد "أننا ولبنان دم مشترك ومصير واحد ومسار لا ينفصل الى أن تتحرر أرضنا الواحدة في الجنوب والجولان". وطالب واشنطن بأداء دور الراعي النزيه في مفاوضات السلام، سائلاً "كيف يمكن أن تكون راعية نزيهة إذا خرقت المبادىء الأساسية لعملية السلام وتنكرت لقرارات الشرعية الدولية ومجلس الأمن التي لا تجيز احتلال الأرض وضمها وتغيير هويتها ومعالمها؟". ودعا اسرائيل الى "التزام متطلبات السلام وما تم التوصل اليه من تفاهمات وترتيبات في المفاوضات السابقة". وقال عبدالمجيد ان "الاعتداءات على لبنان لن تزيد الشعب اللبناني ومقاومته الباسلة إلا صموداً وصلابة حتى تتحرر كل الأراضي اللبنانيةالمحتلة"، منبهاً اسرائيل الى "خطورة اعتداءاتها ورفضها تحقيق السلام العادل والشامل". وتابع "إذا كان البعد الاقتصادي العربي المشترك يشهد تحركاً واضحاً فإن موضوع تنقية الأجواء العربية ومعالجة الوضع العربي العام لا يزال يتطلب جهداً مضاعفاً وعملاً دؤوباً"، مؤكداً "ضرورة رفع المعاناة عن الشعب العراقي وتجنيبه المزيد من تدمير قدراته الوطنية والحرص على وحدته وسلامته الوطنية وعدم التدخل في شؤونه ومساعدته للخروج من محنته التي نعانيها جميعاً". وعن عملية السلام، أمل بأن "تستوعب حكومة ايهود باراك دروس الأخطاء الجسيمة التي ارتكبتها الحكومة السابقة وأن تنأى عن منطق الحرب وأسلوب الهيمنة الذي أدى الى تجميد عملية السلام واهدار الكثير من الوقت بلا طائل"، داعياً اياها الى "الإسراع في اعادة عملية السلام الى نهجها الصحيح ومرجعيتها الأساسية، والبدء فوراً بتنفيذ ما اتفق عليه واستئناف المحادثات على المسار السوري - اللبناني". وقال رئيس مجلس الشعب المصري أحمد فتحي سرور أن نتانياهو "أبى أن يترك الحكومة قبل أن يقدم الدليل الى العالم أنه عدو للسلام"، أملاً بأن "تثبت الحكومة الجديدة عزمها تحقيق السلام العادل والشامل لأن البديل من السلام يهدد الإنسانية والجيل الجديد بالخطر والصراع المستمر". وفي عمان، دعا رئيس الوزراء الاردني عبدالرؤوف الروابدة "معسكر السلام" في الدول العربية واسرائىل ودول العالم الى التصدي للاعتداءات الاسرائىلية على لبنان التي ستؤثر في مسيرة السلام في شكل قويّ". وقال "ان بلاده لن تألو جهداً للاتصال بالقوى المؤثرة من اجل وقف العدوان". ودعا اتحاد المحامين العرب محامي الدول العربية الى الاضراب غداً ساعةً تنديداً بالعدوان.