أثار تعيين كريغ دايك في منصب المدير العام لهيئة الاذاعة البريطانية "بي بي سي" أول من أمس ضجة سياسية بسبب تبرعات تزيد على 50 ألف جنيه استرليني كان قدمها في السابق لحزب العمال. ولقي تعيين دايك تأييداً قوياً من صديقه المقرب كريستوفر بلاند رئىس "بي بي سي"، فيما لفت بعض الاتهامات الى تأثير "المحسوبية" في اختياره. وأفادت تقارير ان مدراء "بي بي سي" اختلفوا في شأن تعيين دايك الذي تقرر بغالبية سبعة مقابل خمسة اصوات. واختار المدراء دايك لاشغال المنصب براتب سنوي قدره 400 ألف جنيه استرليني بعد منافسة شديدة بينه وبين ألن ينتوب مدير تلفزيون "بي بي سي" ومارك بايفورد الرئيس التنفيذي للقسم الدولي في "بي بي سي" وريتشارد آير الرئىس التنفيذي لقناة التلفزيون المستقلة "آي تي في". ولم يكن دايك مرشحاً للفوز بالمنصب في بداية السباق. وكان صرح في مقابلة تلفزيونية في احدى المرات بأن فرصه في التعيين اضعف من فرص صدام حسين. وأعلن دايك امس انه استقال من حزب العمال وانه ينوي لقاء زعيم المحافظين ويليام هيغ ليؤكد له انه سيكون "منصفاً الى ابعد الحدود" وان "التنوع والجودة والنزاهة" ستبقى نقاط القوة الاساسية التي تميز "بي بي سي". وكان هيغ ذكر في وقت سابق الشهر الجاري ان تعيين دايك سيكون "غير مقبول تماماً". ولقي تعيين دايك ردود فعل متناقضة امس. فصحيفة "التايمز"، التي يملكها روبرت مردوخ مؤسس قناة تلفزيون "سكاي" الفضائية شنت حملة ضد تعيين دايك، وقالت بلهجة غاضبة في مقال افتتاحي رئيسي ان "بي بي سي" مؤسسة "فاسدة في الصميم" وان مدراءها "كتبوا النص لمأساة". لكن بيتر سيسونز مقدم برامج الاخبار في "بي بي سي" قال إن المؤسسة، في المرحلة التي تعقب مديرها العام السابق السير جون بيرت، تحتاج الى "شخص محفز ومتحمس، وكريغ يملك كل هذه المهارات بالاضافة الى حدة الذهن". وكانت "بي بي سي" تعرضت في عهد جون بيرت الى اتهامات بالخضوع لهيمنة المحاسبين الماليين على حساب الابداع والجودة. ويرث دايك مجموعة من المشاكل والتحديات في "بي بي سي"، من ضمنها تدني معنويات العاملين، والسعي لاقناع الحكومة بأن تسمح بزيادة في أجور رخصة التلفزيون، والصراع مع قناة "بي سكاي بي" على حقوق تغطية احداث رياضية، ومعالجة وضع قناتي التلفزيون الاخباريتين "بي بي سي وورلد" التي تعاني وضعاً مالياً صعباً و"24 ساعة".