تشهد بريطانيا احدى أهم المعارك الاعلامية. ويشتعل التأييد والتنديد ويحتدم السباق والرهان0 انها احدى أشهر شبكات الاذاعة في العالم تبحث عن رئيس جديد وسط مناورات ومشاورات وتساؤلات: من سيصبح الرئيس الجديد ل "بي بي سي"؟ لندن - رويترز - يتوقع ان يعلن مجلس الامناء في هيئة الاذاعة البريطانية بي بي سي اوائل الشهر المقبل عن الشخص الذي اختير لتولي رئاسة الهيئة خلفاً لجون بيرت الذي تنتهي ولايته العام المقبل. ويتنافس عدد كبير من المرشحين من رؤساء قنوات تليفزيونية تجارية الى رؤساء تحرير صحف الى مخضرمين في هيئة الاذاعة البريطانية على المنصب. وفي ساحة المنافسة، اصيب غريغ دايك رئيس تلفزيون "بيرسون" وأقوى المرشحين، بضربة بسبب تقارير مفادها أنه قدم تبرعات لحزب العمال الحاكم بزعامة رئيس الوزراء توني بلير0 ويري البعض ان صديقاً لبلير لا يصلح لادارة مؤسسة اعلامية كبرى تعتز بحيادها. ولكن دار "لادبروكس" للمراهنات تقول انه على الرغم من ان تقارير التبرعات اصابت حملة دايك بأضرار فانه لا يزال المرشح المفضل بنسبة خمسة الى اثنين. ويقول اد نيكولوسون الناطق باسم الدار المتخصصة اساساً في المراهنات على سباق الخيول: "كان غريغ دايك في مقدم السباق وعندما اقترب من النهاية بدأ يكبو ولكنه قد يكتسب المزيد ويفوز بفارق خطوات". ومن كبار المتنافسين ريتشارد اري رئيس القناة الثالثة في التلفزيون "آي تي في" ومارك بايفورد رئيس الشبكة العالمية في "بي بي سي". والرهان عليهما اربعة الى واحد. وهناك ايضا ألان ينتوب رئيس تلفزيون "بي بي سي". والتكهنات بفوزه ستة الى واحد. كما يتمتع بالنسبة نفسها ماثيو بانيستر وتوني هول وهما عضوان في مجلس ادارة "بي بي سي". أما أندرو هيل رئيس تحرير صحيفة "صنداي تايمز" سابقاً والناقد في "بي بي سي" فانه في آخر اللائحة بنسبة 12 الى واحد0 ومثلما يحدث في كل ما يتعلق بوسائل الاعلام البريطانية، يرتبط السباق كالعادة بروبرت مردوك الناشر الصحافي الاسترالي المولد الذي تهاجمه صحف لا يمتلكها0 وتصدرت صحيفة "ذي تايمز" التي يملكها مردوك الحملة ضد دايك المليونير والذي كان مرشحاً لعضوية مجلس حزب العمال، وقالت انه تبرع للحزب بمبلغ 50 ألف جنيه استرليني 81120 دولاراً خلال السنوات الخمس الماضية. ونظراً الى ان مردوك يمتلك ال "تايمز" فان القضية اتخذت أبعاداً سياسية، كما يقول مراقبون0 ولا يجد عارفون ببواطن الامور مشقة في تفسير ذلك ولا يذهبون الى أبعد من العام الماضي عندما اعترض دايك، وهو عضو غير عامل في مجلس ادارة فريق "مانشستر يونايتد" لكرة القدم، على ان تستحوذ شركة "بي سكاي بي" التلفزيونية التجارية التي يمتلكها مردوك، على الفريق. وفي النهاية وافق دايك على الصفقة بعدما رفعت الشركة عرضها الى بليون دولار0 ولكن الحكومة أوقفت الصفقة على أساس انها تمنح "بي سكاي بي" مزايا جائرة في المنافسة بين القنوات التلفزيونية الرياضية. ويجادل مؤيدو دايك بأن "بي بي سي" في حاجة الى شخص مثله خبير في الشؤون المالية لحمايتها من منتقدين تجاريين مثل مردوك. بيد أن محللين يتساءلون عن جدارة دايك الذي تشتهر شبكته التلفزيونية بمسلسل "باي ووتش" الاميركي و"الجيران" الاسترالي، لرئاسة هيئة الاذاعة البريطانية. وقال محلل: "اعتقد ان من الغريب ترشيح غريغ دايك لهذا المنصب. انها فكرة مروعة ولكن هذا لا يعني انها لن تحدث". ويأتي "تغيير الحرس" في هيئة الاذاعة البريطانية في فترة حرجة تحتم عليها أن تقرر هل ستزيد من توجهاتها التجارية أم تصمد كمؤسسة خدماتية وتحمي مصدر تمويلها الفريد0 وتحصل "بي بي سي" على غالبية عائداتها المقدرة بنحو بليوني جنيه استرليني 42،2 بليون دولار من ضريبة سنوية قدرها 50،97 استرليني تفرض على كل من يملك جهاز تلفزيون في بريطانيا. ونظراً الى ان أياً من المرشحين لا يجمع بين الخبرة التجارية وموهبة الابداع فان محللين يعتقدون أنه ربما يتم اختيار اثنين لرئاسة هيئة الاذاعة البريطانية. وفي هذه الحال سيكون هذا الثنائي مؤلفاً من دايك لمنصب المدير العام وينتوب نائبه.