"هل يصلح الحب مدخلاً لهذا الكتاب عن سعاد حسني؟" منذ البداية تطرح الناقدة ماجدة موريس هذا السؤال الصريح، لتقول في معرض اجابتها عليه، وهي اجابة تستغرق صفحات الكتاب البالغة 150 صفحة. ان الحب يصلح مدخلاً. والحال ان صفحات الكتاب كلها تعقب بالحب والتقدير لهذه الفنانة الاستثنائية التي تربعت على عرش التمثيل الأنثوي في مصر، في المرحلة الفاصلة بين عصر النجمات الذهبي فاتن حمامة، ماجدة، مديحة يسري وشادية والعصر الراهن. صحيح انها لم تكن وحدها في تلك المكانة، بل كان معها نجلاء فتحي وميرفت أمين، لكن سعاد حسني كانت دائماً وتظل استثناء، تشهد على ذلك الارقام التي توردها الباحثة بوفرة: عدد الأفلام اولا، اذ بين "حسن ونعيمة" اول افلامها 1959 و"الراعي والنساء" آخر افلامها حتى الآن 1991، مثلت سعاد حسني، وغالباً ادوار البطولة في 82 فيلماً. تجاوب الجمهور بعد ذلك: في استفتاء عريض حول اهم 100 فيلم في تاريخ السينما المصرية 1996 فازت سعاد بالمركز الثاني بعد فاتن حمامة 9 افلام لسعاد، 10 لفاتن من بين الأفلام المائة". الجوائز ايضا: حصلت سعاد على عدد كبير من الجوائز الرسمية والشعبية وفي المهرجانات. وهي مثلت تحت ادارة 37 مخرجاً، ووقع الأفلام التي مثلتها، بعض اهم المخرجين المصريين من يوسف شاهين الى صلاح ابو سيف ومن محمد خان الى كمال الشيخ وعلي بدرخان وهنري بركات وعزالدين ذو الفقار. ولئن كانت ماجدة موريس في هذا الكتاب تورد كل هذه الأرقام وتعوّل عليها، فانها لا تكتفي بها مادة للكتاب بالطبع، بل انها ترسم لنا صورة شديدة الوضوح لحياة سعاد، ابنة العائلة ذات الأصول الشامية، واخت نجاة الصغيرة وعزالدين حسني، وابنة الطلاق في عائلتين انجبتا 17 أخاً واختا حملت سعاد الرقم 10 بينهم. وكذلك ترسم ماجدة موريس، عبر تحليل واع ودقيق، يختلط فيه الاجتماعي بالسياسي بالفني، مسار سعاد السينمائي منذ اكتشاف عبدالرحمن الخميسي لها، حتى السنوات الاخيرة. وتقول لنا كيف ارتبط اسم سعاد حسني وفنها، بمرحلة جديدة من البطولة النسائية، في الحياة المصرية الوعي الثوري الناصري وفي السينما شكل المصرية الأصيلة كوريث للشكل الارستقراطي الغربي. وتحكي لنا المؤلفة تنقل سعاد بين الدراما والاستعراض والكوميديا وتفوقها في كل هذه المجالات.