بات غياب البطولة النسائية عن السينما المصرية حقيقة لا مفر منها وأصبحت في مهب الريح، وأصبحت أدوار النساء في الأفلام مجرد أدوار ثانوية لا تعكس تاريخ السينما المصرية. وغابت النجمات عن مشهد البطولة في العديد من الأفلام خلال الفترة الأخيرة، بعد أن كانت معظم الأفلام طوال تاريخ السينما المصرية تحفل بأسماء فنانات حققن نجاحا وإيرادات عالية، أمثال فاتن حمامة ونادية لطفي وهند رستم مرورا بسعاد حسني وميرفت أمين ويسرا وإلهام شاهين وياسمين عبدالعزيز. وأكدت الناقدة ماجدة موريس أن السينما المصرية تمر بظروف صعبة، حيث قل عدد الأفلام المنتجة سنويا بنسبة كبيرة، مما جعل المنتجين لا يقبلون على المغامرة، بل يعيدون تقديم الوجوه التي حققت نجاحا بالفعل خاصة أن الأفلام يتم تفصيلها على مقاس النجوم الرجال. أما المخرج أحمد عواض فيرى أن الكتّاب لا يتحمسون لكتابة أفلام كوميدية لفنانات، وإذا صادف وحدث ذلك فإن السيناريو يكون ضعيفاً مما يجعل جهات الإنتاج تتردد في تنفيذه. أما المخرجة كاملة أبو ذكري فأكدت أن الترتيب غائب عن أحوال السينما والإنتاج عشوائي وتتم الأمور بالصدفة، حيث لا يفكّر المنتجون في إجراء دراسات حول إمكان أداء ممثلة كوميدية بطولة فيلم بل يستسهلون تقليد المضمون. أما الفنان أحمد بدير فيعتقد أنه لا توجد فنانات كوميديات يمكنهن تحمّل بطولة فيلم، حيث يعتمدن على الإفيهات بعيداً عن التمثيل الحقيقي. وردت الفنانة مها أحمد على هذا الرأي بأن الممثلات اليوم مظلومات في السينما المصرية. وهو ما يؤيده الفنان أحمد كمال الذي يرى أن عدم الثقة في نجاح الفنانات يعود إلى أننا نعيش في مجتمع ذكوري ينظر إلى المرأة نظرة دونية، ويشكَّك في قدراتها.