يعد الفنان عمر الشريف واحداً من القلائل في السينما المصرية الذين ولدوا نجوماً وظل يتمتع ببريق تلك النجومية طوال حياته (1932 - 2015)، فهو رجل الشرق الوسيم الذي جاءت بدايته مع النجمة الأهم في السينما المصرية فاتن حمامة عام 1954 عبر فيلم «صراع في الوادي»، ثم في «شيطان الصحراء» و «صراع في الميناء» 1956 للمخرج يوسف شاهين. وقد رصد الكاتب محمود قاسم في كتابه «وجوه عمر الشريف» شخصيات عدة والوجوه التي جسدها الشريف سواء في السينما المصرية أو العالمية بينها الأمير والأراغوز والفارس والقاتل والرومانسي والعاشق والابن والأب. ومخرجون في حياته يعد المخرج عاطف سالم صاحب النصيب الأوفر في عدد الأفلام في التاريخ الفني لعمر الشريف الذي قدم مع سالم أفلام «شاطئ الأسرار» 1958 مع ماجدة، ثم في عام 1959 «إحنا التلامذة» مع تحية كاريوكا وشكري سرحان، و «موعد مع المجهول» مع سامية جمال، و «صراع في النيل» مع رشدي أباظة وهند رستم، ثم في عام 1965 «المماليك» مع نبيلة عبيد، وهو الفيلم الذي اختتم به رحلته الأولى مع السينما المصرية فقد انطلق بعدها إلى السينما العالمية. واجتمع عمر مع المخرج كمال الشيخ في أربعة أفلام، فشارك فاتن حمامة في بطولة أفلام «أرض السلام» 1957، ثم «سيدة القصر» و «من أجل امرأة» 1958 مع ليلى فوزي، و «حبي الوحيد» 1960 مع نادية لطفي وكمال الشناوي. وتعاون مع المخرج صلاح أبو سيف في أربعة أفلام أيضاً، هي «لا أنام» مع فاتن حمامة ويحيى شاهين عام 1957»، و «بداية ونهاية» مع أمينة رزق وسناء جميل، وعام 1960 «لوعة الحب» مع شادية وأحمد مظهر، وعام 1990 «المواطن مصري» مع عزت العلايلي وصفية العمري. وتعاون مع المخرج هاني لاشين بعد عودته إلى السينما المصرية عام 1984، وقدم «أيوب» مع مديحة يسري وآثار الحكيم وهو أول فيلم تلفزيوني له، ثم في عام 1989 «الأراغواز» مع ميرفت أمين. ومع المخرج حلمي حليم قدم عمر الشريف فيلم «أيامنا الحلوة» 1955 مع أحمد رمزي وعبدالحليم حافظ. ومع السيد بدير «غلطة حبيبي» 1958 مع شادية وحسين رياض، ومع نيازي مصطفى «فضيحة في الزمالك» 1959 مع مريم فخر الدين ومحمود المليجي. كما قدم أول تجربة كوميدية مع المخرج فطين عبدالوهاب عام 1960 في فيلم «إشاعة حب» مع يوسف وهبي وسعاد حسني وهند رستم. ومع المخرج عز الدين ذو الفقار «نهر الحب» 1960 أمام زكي رستم وفاتن حمامة. ومع المخرج هنري بركات «في بيتنا رجل» 1961 أمام حسن يوسف وزبيدة ثروت. ومع المخرج رمسيس نجيب «غرام الأسياد» 1961 أمام لبنى عبدالعزيز وأحمد مظهر. ومع المصور والمخرج طارق التلمساني 1993 «ضحك وجد ولعب وحب» أمام يسرا وعمرو دياب. ومع المخرج رامي إمام 2008 «حسن ومرقص» مع عادل إمام ولبلبة. ومع المخرج أحمد ماهر 2012 «المسافر» مع خالد النبوي. وجوه ووجوه ويقول قاسم «ثمة فرق واضح بين وجوه عمر الشريف المصرية والوجوه التي جسدها في السينما العالمية، مشاركاً نجوم ونجمات السينما العالمية ومنهم بيتر أوتول وأنطوني كوين وآلان ديلون وجاك بالانس ومايكل كين وأنتوني هوبكنز وركس هاريسون وكريستوفر لي، ومع النجمات صوفيا لورين وريتا هيوارث وجولي كريستي وإرين باباس وأودري هيبورن وكلوديا كارينالي وبربارة سترايسند وأنوك إيميه. كما رأيناه في شخصيات عربية في «لورانس العرب» وروسية «دكتور زيفاجو»، وغيرها كأفلام «جنكيز خان» و «ليلة الجنرالات» و «تشي غيفارا» و «مايرلنج» و «فتاة مرحة» و «السيد إبراهيم وزهور القرآن». ويضيف قاسم عبر كتابة «وجوه عمر الشريف»: «هناك وجوه عدة خاصة بالممثل، متنوعة ومتشعبة تنطق بلغات عدة وتحمل هويات قوميات متباعدة بين الأوطان والأزمان، لكنها في النهاية تحمل اسمه، هكذا كان عمر الشريف لم يفقد بريقه يوماً».