كشف الكثير من الموهبة في «شيء من الخوف» وفي «الخيط الرفيع» وفي «ليل وقضبان»، إذ كانت سينما البحث عن الحرية هي السائدة، بينما يظهر في «قاع المدينة» الوجه الآخر للحقيقة كما رسم تعاريج السياسة ونعومة المشاعر في «سنة أولى حب». ونجد متعة التشخيص في «سونيا والمجنون» والمبادئ ترجع إلى الخلف في «انتبهوا أيها السادة». وعلى رغم أن «الجلسة سرية»، إلا أن المفاجأة علنية وفي «الجزيرة» اقترنت القوة بالحكمة وكأن كل شيء مكتوب في «الوعد». وفي كتابه «محمود ياسين... رحلة الشقاء والحب» الصادر عن الجمعية المصرية لكتاب ونقاد السينما، يقدم الناقد السينمائي أشرف غريب رحلة حياة محمود ياسين، من البداية ويقول: «نجح محمود ياسين في عقد السبعينات من القرن الماضي نجاحاً لافتاً، فقد قدم خلال الاثنتي عشرة سنة الأولى من مشواره الفني 73 فيلماً بمتوسط 6 أفلام في السنة... وكان من حظ محمود ياسين أن تبناه المنتج رمسيس نجيب وآمن بموهبته، بالإضافة إلى أن ياسين ذاته حافظ على أدائه الرزين والمنضبط وأيضاً خامة صوته الأجش والعميق بخاصة بعد نجاح فيلميه «نحن لا نزرع الشوك» أمام شادية و «الخيط الرفيع» أمام فاتن حمامة. ويضيف غريب: «كان محمود ياسين أكثر أبناء جيله تعاملاً مع كبار المخرجين، فقد عمل تحت إدارة المخرج هنري بركات في هذه المرحلة إحدى عشرة مرة منها ثمانية أفلام متتالية بين عامي 1971 - 1975 بداية من «الخيط الرفيع» وحتى «سؤال في الحب» وصولاً إلى «الشك يا حبيبي» 1979، كما قدم مع حسين كمال أفلام (شيء من الخوف ونحن لا نزرع الشوك وبعيداً من الأرض) بينما أخرج له عاطف سالم أفلام «أين عقلي، وقاهر الظلام» وتعامل مع حسام الدين مصطفى في أفلام «الرصاصة لا تزال في جيبي، وسونيا والمجنون»، فيما قدم مع صلاح أبو سيف «الكداب، وسقطت في بحر العسل» ومع كمال الشيخ «على من نطلق الرصاص، والصعود إلى الهاوية» وحسن الإمام «حب وكبرياء، والعذاب فوق شفاه تبتسم». ثنائيات ناجحة ويذكر غريب أن ياسين استطاع خلال عقد السبعينات من القرن الماضي أن يكوّن ثنائيات فنية مهمة وناجحة مع كل من نجلاء فتحي، فقد قدما معاً 17 فيلماً سينمائياً بداية من فيلم «أختي» 1971 و «الشيطان إمراة» 1972 و «بدور» 1974 و «حب أحلى من الحب» 1975 و «الوفاء العظيم» و «سنة أولى حب» و «رحلة النسيان» و «اذكريني» و «سونيا والمجنون» 1977 و «تمضي الأحزان» في 1979، كما قدم مع ميرفت أمين 13 فيلماً من أبرزها «القضية 68» و «الساعة تدق العاشرة « و «الكداب» و «أسياد وعبيد» و «ثالثهم الشيطان» و «دقة قلب» و «مع سبق الإصرار». بينما شاركته مديحة كامل في 7 أفلام وإن كان أشهرها على الإطلاق «الصعود إلى الهاوية» 1978. ولعبت نيللي أمامه بطولة 5 أفلام أبرزها «العذاب إمراة». ومهما يكن، فقد ظلّ من أهم علامات مسيرته الفنية، وقوفه بطلاً أمام فاتن حمامة في «الخيط الرفيع» و «أفواه وأرانب» و «حبيبتي»، ومع سعاد حسني في «أين عقلي» و «الحب الذي كان» و «على من نطلق الرصاص»، وأيضاً مع ماجدة في «أنف وثلاث عيون» ونجاة الصغيرة «جفت الدموع» وشادية «الشك يا حبيبي» ونبيلة عبيد في «أيام في الحلال» و «لا يزال التحقيق مستمراً» و «على ورق سوليفان» مع نادية لطفي. وينقل غريب عن ياسين قوله: «أنا شبعت بطولات... والسينما هي سينما الشباب الآن ومن لا يدرك هذه الحقيقة فهو غائب عن الفكر السليم».