انسجاماً مع اليوم العالمي لمكافحة المخدرات الذي يصادف غداً، اعلنت المديرية العامة لقوى الامن الداخلي - وحدة الشرطة القضائية، مواكبته بحملة وطنية لمكافحة الطلب على المخدرات خصوصاً في اوساط الشباب. ترافق اعلان الحملة مع تلاوة رسالة من الامين العام للامم المتحدة كوفي أنان، في مؤتمر صحافي عقد امس في مبنى "أسكو" في حضور المنسق المقيم للامم المتحدة في لبنان إيف دوسان وقائد الشرطة القضائية العميد الركن سمير صبح والمسؤول الاعلامي في الاممالمتحدة نجيب فريجي ووفد من ضباط ارتباط يمثلون دول ألمانيا وفنلندا وقبرص وأوستراليا وإيطاليا وفرنسا. وفي رسالة أنان التي تلاها دوسان "فخر بالانجازات التي تحققت في حرب الاممالمتحدة على تعاطي المخدرات، مع الاستدراك ان الانتصار فيها لم يتحقق بعد، فهناك ما بين 3 و4 في المئة من سكان العالم يستهلكون مواد غير قانونية، وعدد الاقطار المتضررة يتزايد، وتعاطي المخدرات عبر الحقن في الوريد يعتبر احد الاسباب الرئيسية المؤدية الى انتشار ظاهرة "الايدز" مع ما تحمله من آثار مدمرة في ارجاء الكون، واستهلاك انواع جديدة من المخدرات ينتشر ايضاً في صورة متزايدة خصوصاً وسط الشباب ولا تتردد منظمات الجريمة من الاستفادة من العولمة والتقدم التقني في المواصلات والاتصالات، وينجم عن تجارة المخدرات تنامي الفساد احد اكبر المعوقات امام تحقيق الحكم الجيد". وذكر دوسان الذي يمثل ايضاً برنامج الاممالمتحدة لمكافحة المخدرات بالبرنامج الذي تموّله منظمته للقضاء على الزراعات غير المشروعة في منطقة بعلبك - الهرمل، وقال ان "البرنامج سيطلق مشروعاً متعدد القطاعات بالتعاون مع قوى الامن الداخلي لصوغ استراتيجية وطنية شاملة وتدريب صانعي السياسات المتعلقة بخفض الطلب على المخدرات، يهدف الى تطوير قدرات دائرتي المخدرات في وزارتي الصحة العامة والعدل في ما يتعلق بالزراعات غير المشروعة". وأعلن عن زيارة "سيقوم بها المدير العام لمكتب الاممالمتحدة لمراقبة المخدرات والوقاية من الجريمة بينو ارلاكي لبيروت في 9 تموز يوليو المقبل لعقد اجتماعات رفيعة المستوى"، نافياً "اي ربط بين زيادة المساعدات لبرنامج الزراعات البديلة ومكافحة لبنان لعملية تبييض العملة". وأكد العميد صبح في كلمته "القضاء نهائياً على زراعة النباتات المخدرة في لبنان بالتعاون بين الاجهزة الامنية اللبنانية وبمساعدة فاعلة ومشكورة من فرع الامن والاستطلاع في الجيش السوري"، لكنه أشار الى فشل محاولات لإعادة زرع الخشخاش في موسمه، والآن موسم الحشيشة وهناك محاولات لإعادة زراعتها، لكن الاجهزة الامنية تتصدى لها". ورأى ان "هذه المحاولات لا تهدف الى الاتجار انما هي للتعبير عن استياء المزارع من غياب مورد كان يؤمن له دخلاً فيترجم نقمته بمحاولات زرع تكون في بعض الاحيان امام المنزل ويتم القضاء عليها". وبعدما جزم صبح بأن "لا زراعات ممنوعة في لبنان"، انتقل لإعلان خطة لخفض الطلب على المخدرات "باعتباره عملاً لا غنى عنه في التصدي لمشكلة المخدرات العالمية، تهدف الى تدريب الاختصاصيين في الاجهزة الحكومية والمنظمات الاهلية وهيئات القطاع الخاص على نشاطات خفض الطلب على المخدرات، وتبادل الخبرات مع خبراء الاممالمتحدة وباقي الدول واعداد برامج صحية واجتماعية للوقاية من تعاطي المخدرات ابتداء من النهي وصولاً الى تخفيف الآثار الصحية والاجتماعية السلبية لهذه الآفة، وتوفير خدمات الوقاية والتوعية والعلاج واعادة التأهيل للمدمنين والقيام بحملات اعلامية تستهدف الشبان في شكل خاص واشراك الشباب في كل مراحل تطوير برامج الوقاية لتتاح لهم فرصة التعبير عن آرائهم". وقال ان "لا احصاءات عن حجم المدمنين من الشباب"، لكنه رأى ان "نسبة الادمان خفيفة ولا تكاد تذكر اذا قورنت مع دول اخرى". واذ اعترضت ممثلة جمعية صحية أهلية شاركت في المؤتمر الصحافي على اعلان تلفزيوني يصور شباناً يتعاطون المخدرات ويقتحم المكان عناصر لقوى الامن ويسوقونهم بطريقة مذلة سائلة عن الصورة التي تريد اجهزة قوى الامن تقديم نفسها بها الى جيل الشباب، سارع صبح الى التأكيد "ما هكذا تتم التحقيقات حتى مع تجار المخدرات، وسيعاد النظر في الاعلان". ووجه الامين العام لمجلس وزراء الداخلية العرب الدكتور أحمد بن محمد السالم رسالة شدد فيها على ضرورة التركيز على الجانب الوقائي لتخفيف الطلب على المخدرات.