اتخذت قوات حلف شمال الاطلسي في كوسوفو اجراءات مشددة لوضع حد لحمل السلاح وعمليات الانتقام والنهب في الاقليم. وترأس قائد قوات حفظ السلام الدولية في الاقليم الجنرال مايكل جاكسون امس اجتماعاً في برشتينا لاعضاء اللجنة المسؤولة عن تنفيذ نزع سلاح جيش تحرير كوسوفو اكد فيه ان القوات الاطلسية "ستقوم بدوريات مكثّفة لإنهاء كل المظاهر العسكرية في الاقليم". وأبلغ الجنرال جاكسون اعضاء اللجنة الذين يمثلون القوات الاطلسية وجيش تحرير كوسوفو ان في مقدم المهمات الراهنة لقوات حفظ السلام "توفير الامن لكل سكان الاقليم". الى ذلك أفاد الامين العام لحلف شمال الاطلسي خافيير سولانا ان قوة حفظ السلام الدولية "ستستخدم القوة اذا دعت الحاجة لنزع سلاح مقاتلي جيش تحرير كوسوفو". واوضح في تصريح صحافي ان جيش تحرير كوسوفو "سيلعب دوراً سياسياً في المستقبل". وزار امس وزير خارجية بريطانيا روبن كوك وفرنسا هوبير فيدرين والمانيا يوشكا فيشر وايطاليا لامبرتو ديني اقليم كوسوفو واكدوا عزم بلدانهم على "توفير الحماية والامان لجميع سكان الاقليم". والتقى الوزراء الاربعة في برشتينا مع قادة الألبان والصرب والجماعات العرقية الاخرى في الاقليم وابلغوهم انهم "يرغبون في رؤية مجتمع ديموقراطي في كوسوفو وان اوروبا ملتزمة إعادة إعمار الاقليم". ومعلوم ان الدول الاربع تشارك بأكثر من ثلاثين الف جندي في قوات حفظ السلام، وتسيطر على اربعة من القطاعات العسكرية الخمسة التي تم تقسيم الاقليم بموجبها لتسهيل السيطرة الامنية عليه. ومن جانبه زار وزير الخارجية البريطاني روبن كوك امس موقع احدى المذابح التي ارتكبها الصرب في كوسوفو ووصفه بأنه "مشهد من الجحيم". وشاهد كوك مبنى حرقته القنابل الصربية وقتل فيه رمياً بالرصاص نحو مئة ألباني ثم أُشعلت النار بجثثهم وهي واحدة من حوالي ستين مذبحة يُعتقد انها وقعت في كوسوفو. وقال كوك "انه لن يكون هناك تباطؤ في ملاحقة المسؤولين عن هذه الاعمال الوحشية". ومن جهة اخرى أفاد ناطق باسم الاممالمتحدة في كوسوفو ان المنظمة الدولية "اختارت مئتين من مدربي الشرطة الدوليين من بعثتها في البوسنة للتوجه الى كوسوفو والمساعدة على انشاء القوة الجديدة للشرطة". ويذكر ان قوة الشرطة المحلية في كوسوفو ستشكل حسب النسبة المئوية للأعراق. وعلى صعيد آخر دعت بلغراد البرلمان الاتحادي للاجتماع اليوم الخميس للنظر في رفع حال الحرب المعلنة في البلاد منذ بدء الغارات الاطلسية على يوغوسلافيا في 24 آذار مارس الماضي. وطلبت الحكومة من البرلمان "بحث تعديلات في القوانين الاتحادية اليوغوسلافية لتهيئة الاجواء الضرورية للاسراع في عملية اعمار البلاد". وكان زعيم المعارضة الصربية فوك دراشكوفيتش دعا الى "اجراء انتخابات مبكرة في اقرب فرصة". وقال دراشكوفيتش نائب رئيس الحكومة اليوغوسلافية السابق وزعيم حزب النهضة الصربية الجديد "ان من حقّ الشعب ان يتخذ قراره".