وقع الوفد الألباني من طرف واحد أمس الخميس خطة السلام حول اقليم كوسوفو، في خطوة تكرس الخطة أمراً واقعاً دولياً وتحد من قدرة الصرب على مواصلة رفضهم لها. وحضر حفل التوقيع في مركز المؤتمرات الدولية في باريس التابع لوزارة الخارجية الفرنسية، الوسطاء الدوليون الثلاثة الذين تولوا المفاوضات بين الوفدين الالباني والصربي وهم: الروسي بوريس بتروفسكي والأميركي كريستوفر هيل وممثل الاتحاد الأوروبي ولفغانغ بيتريتش. كما حضره ممثلون عن الأعضاء الستة في مجموعة الاتصال الدولية والناطق باسم وزارة الخارجية الاميركية جيمس روبين. وحمل الاتفاق الواقع في 82 صفحة تواقيع الاعضاء البارزين في الوفد الألباني الذين كانوا سلموا منذ اليوم الأول لمفاوضات باريس الى وزيري الخارجية الفرنسي هوبير فيدرين والبريطاني روبن كوك، رسالة تؤكد موافقتهم على الخطة كاملة. ومعروف ان الخطة التي أعدتها مجموعة الاتصال تنص على حكم ذاتي موسع في اقليم كوسوفو وتوزيع واضح للصلاحيات بين سكانه والسلطات اليوغوسلافية، لفترة اختبارية مدتها ثلاث سنوات. كما تنص الخطة على تجريد "جيش تحرير كوسوفو"، من أسلحته وانتشار قوات تابعة لحلف شمال الاطلسي في الاقليم للسهر على حسن سير الاتفاق. وسلم الوفد الألباني الخطة بعد توقيعها الى ممثلين عن رئيسي المفاوضات، فيدرين وكوك اللذين كانا في بون أثناء حفل التوقيع. ومن المرتقب ان يقرر كوك وفيدرين بعد تقييمهما لحصيلة مفاوضات باريس، اعطاء الصرب مهلة مدتها يومين أو ثلاثة، تعلق خلالها المفاوضات، يعودون بعدها الى العاصمة الفرنسية للتوقيع على الخطة. وكان الوفد الصربي وافق خلال المفاوضات التي دارت في رامبوييه الفرنسية في شباط فبراير الماضي على الشق السياسي من الخطة، ورفض الجانب المتعلق بالانتشار العسكري في كوسوفو. لكن الوفد تراجع لدى عودته الى باريس في اطار الجولة الثانية من المفاوضات عما كان وافق عليه. وطالب بتعديلات تتناول جوهر الجانب السياسي. ولم تنجح الضغوط الدولية المركزة التي مورست على الصرب في حملهم على تليين موقفهم. وفسر البعض هذا الموقف على أنه ناجم عن تشكيك صربي في جدوى التهديدات الغربية باللجوء الى الضربات العسكرية.