أكملت القوات الصربية الليلة الماضية انسحابها من المنطقة الجنوبية لاقليم كوسوفو بعدما غادرت العاصمة بريشتينا قبل ذلك، فيما تواصل انتشار قوات حلف شمال الأطلسي في انحاء الاقليم. وبدأت الاستعدادات لنزع سلاح جيش تحرير كوسوفو. في غضون ذلك، وصلت أمس إلى كوسوفو قافلة امدادات إلى الكتيبة الروسية التي تسيطر على مطار العاصمة بريشتينا، وهي الثانية في غضون يومين، من القوات الروسية في البوسنة. ورحب الناطق باسم حلف شمال الأطلسي في مؤتمر صحافي عقده في فندق غراند في بريشتينا بالتزام الوحدات العسكرية اليوغوسلافية من جيش وشرطة بالمواعيد المتفق عليها لانسحابها. وأشار إلى أنه اعطيت لها فترة اضافية لمدة 24 ساعة في منطقة مدينة بريزرين "لأسباب تتعلق بالمرور". وأضاف انها تواصل الانسحاب من وسط الاقليم وشماله "لتكتمل مغادرتها بحلول الأحد المقبل". وأكد الناطق على تعاون الصرب أيضاً "في ما يتعلق بتسليم خرائطهم عن مواقع الألغام الأرضية". وأشار إلى ان قوات حلف شمال الأطلسي حرصت على إقامة نقاط لها في القرى الصربية "لإنهاء مخاوف سكانها من انتقام الألبان العائدين". وأفاد قائد قوات حفظ السلام الدولية في كوسوفو الجنرال مايكل جاكسون ان الحاجة أصبحت ملحة الآن لنزع أسلحة مقاتلي جيش تحرير كوسوفو، و"يتعين البدء بالتركيز على هذه المسألة في الوقت الراهن". وأشار إلى أن هذه المسألة سياسية وتجرى محادثات صعبة في شأنها في تيرانا، وقال: "أتمنى ان نتوصل إلى وضع القواعد التي ستحدد هذا الأمر"، وعبر عن أمله بأن يتم تحقيق اتفاق في شأنها اليوم الخميس. وأوضح الجنرال جاكسون أنه "سيضع جدولاً زمنياً لجمع الأسلحة وتخزينها مع حظر ارتداء الأزياء العسكرية للجيش حسب برنامج لتنفيذ ذلك". وطالب الألبان والصرب من سكان كوسوفو "بعدم اللجوء إلى تصفية الحسابات". ونشر جيش تحرير كوسوفو بياناً أمس الأربعاء أعلن فيه أنه "سيتعاون مع القوات الدولية في نزع سلاح المقاتلين الألبان". وأكد البيان ان مسؤولين في جيش التحرير يجرون محادثات مع قادة أطلسيين "للتوصل إلى طرق نزع سلاح المقاتلين الألبان في وقت قريب". لكن البيان نبه إلى ان القوات الروسية لن تكون موضع ترحيب منه "ما لم تضع نفسها تحت قيادة الحلف الأطلسي". من جهة أخرى، أفاد المسؤول في منظمة شؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة دينيس ماكنامارا في مؤتمر صحافي في بريشتينا ان المفوضية ستنظم عودة منظمة للاجئين الألبان "بعد زوال مخاطر الألغام وما يهدد سلامتهم إضافة إلى توفير حاجاتهم الضرورية من مأوى وطعام ودواء وغير ذلك". وأشار إلى ان العاملين في المفوضية في البانيا ومقدونيا "بدأوا تسجيل اسماء اللاجئين لتنظيم عودتهم إلى ديارهم".