أدت سلسلة المعارك القبلية التي اندلعت في بيداوه وكيسمايو الصوماليتين اخيراً، الى موجة نزوح من المدينتين والقرى المحيطة بهما، في اتجاه العاصمة مقديشو. واستغل بعض الميليشيات "الحرة" التي لا تنتمي الى اي من الفصائل الصومالية المعروفة، الفوضى السائدة وراحت تفرض اتاوات على سكان بعض القرى في جنوب البلاد وغربها. كما انتشر قطاع الطرق الذين يقيمون حواجز لسلب المتنقلين في سياراتهم على الطرق الرئيسية المؤدية الى العاصمة. وساد جو من الاشاعات في مقديشو يركز معظمها على وجود صراع اثيوبي - اريتري داخل الأراضي الصومالية، وعلى ان الجيش الاثيوبي ساعد "جيش الرضوين للمقاومة" في طرد قوات "التحالف الوطني الصومالي" بقيادة حسين عيديد من بيداوه مطلع الشهر الجاري. في المقابل تردد ايضاً ان اريتريا ارسلت شحنات اسلحة الى عيديد الذي تقاتل، الى جانبه، قوات من "جبهة تحرير الاورومو" الاثيوبية المعارضة، الأمر الذي ساعده في الاستيلاء على كيسمايو الساحلية الجنوبية قبل نحو عشرة ايام، وطرد زعيم أحد الفصائل الجنرال محمد سعيد حرسي "مورغان" الموالي لاثيوبيا. وأدى انتشار هذه الأنباء وسط سكان المدن الرئيسية الى حال من الهلع والفوضى. وذكر نازحون من منطقة شبيلي السفلى والمناطق القريبة من بيداوه، انهم فروا خشية زحف الجيش الاثيوبي نحو مدينة حركا على بعد 90 كلم جنوب مقديشو. وعززت هذه الاجواء الاستعدادات العسكرية الجارية في العاصمة. وأفادت معلومات ان قوات عيديد تحصن مواقعها، تحسباً لهجوم محتمل من القوات الاثيوبية والقوات الصومالية المتحالفة معها. وفي الجانب الآخر في شمال وسط الصومال، تردد أيضاً ان باخرة افرغت حمولتها من الاسلحة الاسبوع الماضي في ميناء هبيو الساحلي، وان الاسلحة مرسلة من اريتريا الى عيديد وقوات "جبهة الاورومو". وأدى ذلك ايضاً الى موجة نزوح مماثلة من المنطقة رافقها فوضى وعمليات نهب وقطع طرقات. ونفت كل من اثيوبيا واريتريا في مناسبات عدة تورطها في الحروب المندلعة في الصومال. كما لم تؤكد اي مصادر مستقلة وجود قوات اثيوبية على الأرض الصومالية، او وصول اسلحة اريترية لعيديد. لكن فصائل صومالية مناوئة لأثيوبيا، خصوصاً "تحالف" عيديد يتهم اثيوبيا بارتكاب مجازر ومحاولة اجتياح الصومال. كما تؤكد فصائل اخرى مناوئة لعيديد، خصوصاً "الرضوين" ان اريتريا تدعم زعيم "التحالف الوطني الصومالي" وزودته اسلحة وسهلت وصول "الارومو" لمساعدته.