اتخذت قمة الدول الصناعية السبع بالاضافة الى روسيا في كولونيا احد اهم قراراتها، اذ الغت ديوناً للدول الاكثر فقراً في العالم بقيمة 65 بليون دولار، مشددة على ان تسعى هذه الدول الى تحسين ادارة اقتصادها واتخاذ الاجراءات المطلوبة تحقيقاً لهذا الهدف. ويعتبر هذا القرار اكبر جهد قامت به الدول الصناعية حتى الآن حيال الدول الفقيرة، خصوصاً انها اقرت زيادة عدد الدول المستفيدة من هذا القرار الى 36 دولة. وأكد الرئيس الفرنسي جاك شيراك، في مؤتمر صحافي، ان فرنسا اقرت الغاء الديون لعدد من الدول الفقيرة، ضمن هذا القرار، بما يبلغ نحو 39 بليون فرنك معظمها لدول افريقية. وأوضحت مصادر مسؤولة في الوفود المشاركة في القمة الصناعية ان قرار الغاء الديون للدول الفقيرة هو "قرار سياسي" ستتبعه اجراءات ضمن نادي باريس لاعادة جدولة الديون والغاء بعضها تطبيقاً لهذا القرار. وتركزت محادثات قمة كولونيا، امس، على الاتفاق الذي تم في هلسنكي مساء الجمعة بشأن موافقة دول حلف الاطلسي على مشاركة روسيا في قوات حفظ السلام كفور في كوسوفو الى جانب قوات دول الحلف الاطلسي. ورحبت الدول الصناعية السبع بهذا الاتفاق الذي تطرق اليه رئيس الحكومة الروسي سيرغي ستيباشين مع الرؤساء السبعة الذين التقاهم للمرة الأولى في كولونيا. وأوضح مصدر مطلع على اعمال القمة ان عشاء الرؤساء مساء الجمعة وجلسة العمل التي عقدوها صباح امس، ركزا على البحث في الأوضاع الاقتصادية في روسيا. وأضاف المصدر انها كانت مناسبة لجميع الرؤساء كي يلتقوا مع رئيس الحكومة الروسي الجديد والاستماع الى خطة حكومته للمضي قدماً في ادخال الاصلاحات المطلوبة في صندوق النقد الدولي من اجل تقديم مزيد من المساعدات الاقتصادية الضرورية لاخراج روسيا من ازمتها. واعترف رئيس الحكومة الروسي بأن ثمة بطئاً في تطبيق الاجراءات المطلوبة في صندوق النقد الدولي، وبرر ذلك بموقف من "الدوما" الروسية، لكنه اوضح لشركائه في القمة ان روسيا ستطبق كل الاجراءات المطلوبة، مشيراً الى ان الاوضاع الاقتصادية تحسّنت بالنسبة الى السنة الماضية وحضّ القمة الصناعية على الاستمرار في دعم روسيا. ومن المنتظر ان يصل الى كولونيا اليوم الأحد الرئيس الروسي بوريس يلتسن لمتابعة أعمال القمة، وبالأخص متابعة درس قضية كوسوفو التي ارجئ البحث فيها في العمق الى حين وصوله. وبحث رؤساء الدول والحكومات الثمانية خلال مأدبة الغداء، امس، في قضيتي مسيرة السلام في الشرق الأوسط في ضوء انتخاب رئيس الحكومة الاسرائيلي الجديد ايهود باراك وقضية قبرص. وكان متوقعاً ان يتضمن بيان القمة الصناعية الذي يصدر اليوم فقرة بشأن الشرق الأوسط تعيد تأكيد دعم الدول الثماني للتوصل الى حل سلمي عبر مفاوضات ترتكز الى مبدأ الأرض مقابل السلام وقراري مجلس الأمن 242 و338 واتفاقات مدريد وأوسلو والقرار 425. وسترحب القمة في بيانها ايضاً بالتصريحات المشجعة لرئيس الحكومة الاسرائيلي الجديد. وهناك اقتراح كان قيد المناقشة مساء أمس، طرحه الرئيس جاك شيراك، يتعلق بتخفيف الديون الأردنية، علماً بأن الأردن ليس من الدول المصنفة "فقيرة". وعلمت "الحياة" ان هناك مواقف مختلفة من تخفيض الديون الاردنية. وفي حال تمكنت القمة الصناعية من التوصل الى وفاق على الغاء جزء من الديون الاردنية، فان البيان الختامي سيشير الى ذلك، من دون الخوض في تفاصيل كيفية خفض هذه الديون.