استمرت عقدة "مطار برشتينا" محور اتصالات أميركية - روسية أمس، وحاول وزير الخارجية البريطاني روبن كوك التقليل من أهمية هذا الموقع الذي دخلته قوات روسية فجأة يوم الجمعة الماضي، فاعتبر "ان القوة الدولية ليست بحاجة إلى المطار". وسجل أمس تزايد "الهجرة الطوعية" الصربية من الاقليم، في حين أعلنت مصادر أطلسية اكتشاف مقابر جماعية تضم عشرات الجثث. وأفاد مراقبون محايدون عن ظهور مسلح ومنظم ل"جيش تحرير كوسوفو" في مدينة بريزرن جنوب كوسوفو، وهو الأمر الذي يخالف قرار مجلس الأمن. وبدا ان الرئيس اليوغوسلافي سلوبودان ميلوشيفيتش بدأ يدفع الثمن السياسي لممارساته عندما أقدم وزراء الحزب الراديكالي الصربي، بزعامة القومي المتطرف فوديسلاف سيسليج، على الاستقالة من الحكومة. وأعلن في واشنطن ان الرئيس بيل كلينتون أجرى أمس ولليوم الثاني على التوالي محادثات هاتفية مع الرئيس الروسي بوريس يلتسن بهدف حل الاشكال المتعلق بدور القوات الروسية في القوة الدولية في كوسوفو وايجاد مخرج "للمواجهة غير الحامية" بين قوات الأطلسي وحوالى مئتي جندي روسي يتمركزون مع مدرعاتهم في مطار برشتينا. وكان رئيس الوزراء الروسي سيرغي ستيباشين أجرى بدوره محادثات هاتفية أيضاً مع نائب الرئيس آل غور. وبدا واضحاً ان الجانبين الأميركي والروسي يسعيان إلى ايجاد حل وسط لوجهتي النظر الأطلسية والروسية المتضاربتين. ذلك ان واشنطن ودول الحلف تصر على ان تكون هناك قيادة موحدة تحت أوامر قائد حلف الأطلسي لجميع القوات الدولية بما فيها القوات الروسية، وان لا تحصل روسيا على قطاع خاص بها تحت سيطرتها في كوسوفو. في حين ان موسكو تؤكد رغبتها بقطاع خاص بها أسوة بدول الحلف الأخرى وأن لا تكون قواتها خاضعة مباشرة للقيادة الأطلسية. وأعربت مصادر مطلعة عن اعتقادها ان المخرج قد يكون "بمقايضة الروس المطار في برشتينا بشيء آخر"، خصوصاً أن قوات الحلف بحاجة إلى المطار لتسهيل عملياتها. وان الحديث يدور الآن بعد عودة نائب وزيرة الخارجية ستروب تالبوت إلى واشنطن من محادثات مكثفة في موسكو، مما يسمى ب"قطاع مسؤولية" للقوات الروسية، وبمعنى آخر اعطاء الروس قطاعاً خاصاً بهم وبمشاركة قوات دولية أخرى في المسؤولية. وتؤكد مصادر في الحلف رفض تقسيم كوسوفو على الطريقة الألمانية، كما حصل بعد الحرب العالمية الثانية. وقالت المصادر إن الحلف "لا يريد المانيا أخرى في كوسوفو". وكان متوقعاً أن يجرى المزيد من الاتصالات بين الجانبين الأميركي والروسي للتوصل إلى حل، علماً ان الرئيسين كلينتون ويلتسن سيلتقيان الأحد المقبل في المانيا لدى مشاركتهما في قمة الدول الصناعية الكبرى. وأعلنت وزيرة الخارجية مادلين اولبرايت ان المحادثات الاميركية - الروسية بين الرئيس كلينتون ويلتسن حققت "تقدماً حقيقياً"، وانه تم الاتفاق على عقد اجتماع خلال الأيام القليلة المقبلة في هلسنكي فنلندا بين وزيري الدفاع الاميركي والروسي، وانها ووزير الخارجية الروسي سيشاركان في الاجتماع للتوصل الى حل للمشاركة الروسية في القوة الدولية. وأكدت في مؤتمر صحافي عقدته في البيت الأبيض بعد ظهر امس ان واشنطن ترحب بمشاركة روسيا في القوة.