سجلت أطراف المعارضة العراقية التي أنهت زيارة لواشنطن الاسبوع الماضي، تحولاً ملموساً نحو الجوانب العملية والميدانية لتطبيق السياسة الجديدة تجاه العراق التي هي "الاحتواء زائد التغيير". وقال هوشيار زيباري مسؤول العلاقات الدولية في الحزب الديموقراطي الكردستاني ل"الحياة" ان ادارة الرئيس الاميركي بيل كلينتون "فرضت إلتزام جميع وكالات وأقسام واجهزة الإدارة بهدف تغيير النظام العراقي". لكن زيباري نفى "ان تكون الولاياتالمتحدة قد حددت موعداً نهائياً للحسم، اذ أعلنت إتباع سياسة النفس الطويل والتغيير المدروس عبر وسائل وآليات متعددة بعضها سري والآخر علني". وأبلغ زيباري "الحياة" ان أوامر صدرت للمؤسسات الاميركية لسحب معدات واجهزة من مخازن وزارة الدفاع الأميركية على حساب قانون تحرير العراق الذي أقره الكونغرس قبل بضعة اشهر وخصص فيه مبلغ 97 مليون دولار لمعدات وتجهيزات لسبعة احزاب عراقية معارضة، ولكن القرار الاميركي ربط عملية التجهيز بشرطين: الأول ان لا تتضمن المعدات أي أسلحة فتاكة والثاني ان يقتصر استخدامها على خارج العراق. وبخصوص الاجتماع الشامل لأحزاب المعارضة العراقية الذي اتفق على موعد السابع من تموز يونيو لعقده، قال مصدر كردي معارض ان التحضيرات مستمرة للمناسبة و"نأمل ان ننجح في عقده ضمن الفترة المتبقية". وقال الدكتور لطيف رشيد، ممثل الاتحاد الوطني الكردستاني في الهيئة الرئاسية للمؤتمر الوطني العراقي ان مكان الاجتماع لا يزال موضع بحث، لكنه ابلغ "الحياة" ان هولندا وافقت رسمياً على استضافة مؤتمر المعارضة العراقية. وعلى صعيد المصالحة الكردية وتطبيع العلاقات بين الحزب الديموقراطي الكردستاني بزعامة مسعود بارزاني والاتحاد الوطني الكردستاني بزعامة جلال طالباني، أكدت الاطراف الكردية قبولها مبادرة اميركية لمعاودة الاجتماع في واشنطن منتصف حزيران الجاري، من اجل تبريد الأوضاع التي شهدت توتراً وتراشقاً اعلامياً بين الحزبين، وتقديم مجموعة من المقترحات والأفكار لتنفيذ "اتفاق واشنطن" الذي دشن تلك المصالحة. وفي العاصمة البلجيكية دعا عصمت شريف فانلي رئيس المؤتمر الوطني الكردستاني، الذي أنهى أعماله في امستردام، الى وقف الاقتتال الكردي الداخلي، وأبلغ مؤتمراً صحافياً عقده في بروكسيل ان عزالدين الحسيني، وهو شخصية كردية ايرانية معروفة، سيترأس لجنة للمصالحة الكردية - الكردية، التي انبثقت من المؤتمر. وأعلن شريف فانلي انتخاب عبدالله اوجلان الزعيم المعقتل لحزب العمال، رئيساً فخرياً للمؤتمر الوطني الكردي. وتبنى المؤتمر جملة من القرارات منها التوجه نحو الدول العربية ومنظمة المؤتمر الاسلامي والامم المتحدة طلباً للدعم والمساندة.