قد يكون مفيداً، اذا أردنا اثارة موضوع الشعر المعاصر في فرنسا، ان نذكّر بالازدهار العجيب الذي شهده هذا البلد أواخر القرن التاسع عشر، وما زلنا - أردنا ذلك أم لا - نحيا امتداده حتى اليوم: مالارميه، رامبو، لوتريامون، لا فورغ، كروس، جاري، وغيرهم ممن طبعوا على نحو عميق تاريخ الشعر الفرنسي، بل تاريخ الشعر العالمي. ولم تكن السوريالية الا وارثة لهذا التاريخ. وحين اندلعت الحرب العالمية الثانية، نجح شعر المقاومة، "الشعر القومي" العزيز على قلب آراغون، والمجموعة الصغيرة من الشعراء المصنّفين في فئة "مدرسة روشفور"، في فتح نوافذ عالمٍ كان مغلقاً للغاية وكانت تظهر فيه غالباً الايديولوجيات الأدبية، وحتى السياسية، كأنها مطلقة النفوذ. لكنّ كل هذا حصل منذ نصف قرن! إن عام 1968 - الذي سمّي في ما بعد عام "الاحداث" - كان من دون شك تاريخاً مهماً في تطوّر الحساسية الشعرية. وبدا لوقتٍ ان محور الحياة قد تغيّر. اكتُشفت انواع جديدة من الموسيقى، واستُكشفت جنّات جديدة اصطناعية وزائلة. وبدل ان يظلّ الشعر في اطار الكتابة، أراد ان يكتسب لنفسه صوتاً. وجاءت الامثلة من جميع أنحاء العالم، من الولاياتالمتحدة والاتحاد السوفياتي على حدّ سواء. قرأ ألان غينزبرغ ويوجين يفتوشنكو قصائدهما أمام جماهير أظهرت، وإن لم تكن بضخامة ما كانه وودستوك بالنسبة الى مغنّي الروك، نوعاً من الانفعال الجماعي المستعد لتلقّف كل شيء، بما في ذلك الأسوأ، باندفاع هستيريّ لا تمكن السيطرة عليه. وهكذا شرعت تتكاثر في ما بعد "القراءات" الشعرية التي لا تحصى، وانتشرت في جميع انحاء فرنسا ورافقتها تدريجاً عروض متنوعة: ندوات، مناقشات، صالونات، معارض، احتفالات، وحتى مهرجانات شعبية. ولكثرة الكلام على الشعر، بات معرّضاً لخطر الموت. الشعراء الذين بدأوا ينشرون كتبهم في تلك الاعوام كانوا من مواليد المرحلة التي تلت الحرب مباشرة. ووجدت طاقتهم الشعرية تربة جديدة لتنمو فيها. فازدروا أسلافهم: كلوديل، فاليري، جوف، سندرار، سوبرفيال أو بيرس، ليجعلوا من شعراء الجيل السابق أبطالهم، وفي طليعة هؤلاء رامبو. لم يكن الأدب يعنيهم قطّ، إذ كانوا يريدون إثارة انفجار، وسرعان ما اختفى جميع الذين اكتفوا بذلك. كان الشباب الذين وقّعوا، عام 1971، "البيان المكهرب بحواف التنانير" يريدون، حسب ألان جوفروا، "أن يكتبوا مثلما يقتل المرء نفسه، مثلما يقتل ضميره واسمه، لاستباق كتابة مستقبلية تظهر لهم، بومضاتٍ قصيرة، في فجوات لغةٍ محطّمة وقتيلة". لكن، لا توجد "كتابة مستقبلية"، وكم كان كوكتو محقاً عندما قال: "كلما غنّى الشاعر في شجرة عائلته، كان غناؤه صحيحاً". وكان ثمة، في تلك الفترة نفسها، شعراءٌ يناصرون اللغة "الباردة"، والشعر الذي يحفظ مسافة بينه والآخرين، وبعضهم تأمّلوا في اللغة، بدعمٍ جديد من علم اللغات والتركيبية، وكان هناك ايضاً "الواقعيون الجدد" الذين يستمدون الوحي - وعلينا الإكتفاء بهذه الكلمة! - من الواقع اليومي، وغالباً من الجزء الأكثر كآبة وإرهاقاً فيه. آخرون تركوا، كما لو على مضض، بعض الكلمات على صفحة بيضاء. هل كانوا يذكرون "ضربة نرد" لمالارميه؟ وكانت المجلات تتكاثر، ثم تختفي. لم يكن ثمة شعراء، بل اتجاهات شعرية، وحتى جماعات تتنافس في ما بينها بشيء من التعصّب نقلته المجلات المغلقة الغيورة الى أقصى الحدود. لكن، هل كان الوضع مختلفاً في عصر البرناسية أو الرمزية، أو السوريالية، قبل ان يفعل الوقت فعله ويُبرز شخصية كل واحد؟ حاولت ان أعرض كل هذا الغليان الشعري - واعذروا هذه الإشارة الشخصية - في "الشعر الفرنسي الجديد"، وهي انطولوجيا جزءين صدرت عن منشورات "سيغرز" عام 1977. وكنت أعرف تماماً منذ ذلك الوقت انه لن يبقى، بعد خمس سنوات، من الشعراء الواردين فيها أكثر من مئة شاعر الا نصف العدد، وانه قد يصمد عشرون شاعراً بعد عشر سنين، وربما ثلاثة أو أربعة شعراء بعد مرور خمسين سنة! لكن كان من الضروري عرض الوضع في مجمله. ولزم فعلاً عدد كبير منهم الصمت، لسبب أو لآخر. وحصل نوع من التطهير، بالمعنى الكيميائي للكلمة. وكتب جاك دوبان: "ظهرت كمية هائلة من الحثالة". ويبدو لي ان الامر تطلب مرور بضعة اعوام لكي تصبح الرؤية أكثر وضوحاً في هذا المجال. مما لا شك فيه ان الشعراء المولودين في بداية هذا القرن كانوا يكملون مسيرتهم الادبية: هنري ميشو، فرنسيس بونج، رينيه شار، جان تارديو، اندره فرينو، أوجين غيوفيك، مارسيل بيالو، جميعهم كان يفرض وجوده في شكل نهائي" وبالنسبة الى الجيل التالي، نذكر إيف بونغوا، اندره دوبوشيه، جاك دوبان، جاك ريدا، ميشال دوغي، برنار نويل وآخرين. إن المجلات الخصوصية، بل السرية، هي امتياز الشباب. وهي مثل الشباب تزول. بعدها يتوجب على الشعراء ان يتقدموا وحدهم على المسرح. وهذه كانت حال جود ستيفان وماسولان بلاينه وفرانك فوناي وويليام كليف وايمانويل هوكار وماثيو بينيزيه ومارك شولودنكو، وآخرين غيرهم. كان زمن التجارب قد ولّى. وتوجّب على كل واحد ان يبحث عن لغته الخاصة وان يجدها. استعاد الشعر ايقاعاته، وجدّدها، مثلما فعل مخترعو الأبيات الحرّة، وقصيدة النثر، والآيات. كانت نزعة "الحدّ الأدنى" أصبحت من الماضي، وفقدت الانشغالات السياسية والفلسفية حدتها. وشهدت الثمانينات عودة الغنائية، وتجرأ الشعراء من جديد على كتابة كلمة "وردة"، مثلما فعل قبلهم هوراس ورونسار ومارسولين ديبورد - فالمور وفيكتور هوغو وأراغون. وظهر شعراء جدد، في طليعتهم إيف دي مانو وباتريك لوبان وفيليب دولافو وبرنارد شامباز ودومينيك بريشيه. اكتشف الشعراء القصيدة من جديد. واستطاع جاك دوبان ان يكتب، في نصّ صغير تحت عنوان "وصلة" نُشر النص عام 1989 في احد اعداد مجلة "الجدل" الذي كان يناقش موضوع "غياب الشعر"، وأعيد نشره عام 1992 في منشورات "Spectres Familiers" "الشعر، إذا كان موجوداً، إذا كان له من وجود على الاطلاق، لا يحتاج الى الخروج من متاهته الديماسية، ولا ان ينحرف عن خطّه الطيار، ولا ان يتجلّى ولا ان يُمثّل. انتم تعرفون ذلك، انتم الذين تقرأون، انتم الذين تغفلون القراءة، وتسارعون الى نسيان ما لم تقرأوه - تعرفون ان الشعر هو هكذا، انه خفي الى حدّ انه يفلت من البانوراما الأدبية وأساليب التحرير وتحقيقات وسائل الاعلام، كما من الفضول العطوف للعقول النافذة التي تقلق ل"غيابه". * شاعر وناقد فرنسي. ترجمة جمانة س. حداد مختارات ايف بونفوا حجر كان مقيماً على الشهوةِ ولم يعرف هلك، ولم يعلم، أشجار، دخان، كلّ آفاقِ الرياحِ والخيبة كانت سكناه الى الأبد لم يحتضن سوى موته مقامُ الموتى أي مقامٍ هو مقام الموتى ألَهُم، مثلنا، سعيٌ على الدروب أيتكلمون، وكلامهم أشدّ وقعاً، أهُمُ روح وريقات الأغصان أم أغصان أعلى؟ هل ابتنى لهم الفينيق قصراً، وبَسَطَ المائدة لهم؟ أصياح طيرٍ ما في لهبِ شجرةٍ ما هو الحيّز الذي فيه يحتشدون؟ ربما رقدوا في ورقةِ اللبلاب، كلامُهم المبعثر هو ميناء شرخِ الوريقات، حيث يُقبل الليل حجر عامان، أو ثلاثة، حسبتني كفافَ نفسي، الأنجمُ والأنهار والغابات لم تكن ليَ ندّاً القمرُ يرشُ ضياءه على أثوابي الرمادية عينايَ المحاطتان بالزرقة كانتا تُنيران البحار تحت قبابِ ظلِّها، وشعري كان أرحب من هذا العالم ذي العينين الكسيرتين، ذي الصرخات التي لا تطول إليَّ بهائمُ ليلٍ تزعق، إنه دربي، تنغلقُ أبوابٌ سوداء حجر عواصف إثر عواصف لم أكن إلاَّ درباً من دروبِ الأرض غير أنّ الأمطار كانت تهدىء من روعِ الأرضِ المستثارة أبداً، صحبة الموت هيَّأت سرير الليلِ في قلبي من "حجر مكتوب" ميشال ديغي عتبة حين المساء أدخلُ غابة نومي، نظَّارة الظلِّ على العينين المثقلتين، مُفرِّجاً أدغالَ ضياء، عبر دروبٍ تسعى الى منبعِ الدموعِ، تسبقني شعاعاتُ الليل. ليلٌ طريديٌّ، ألا يُحسنُ تكبيل القصيدة؟ وأودُّ أن أحبك لتغدو أحبّك... ولكنَّ الأحرى أن تقيمَ يَقِظاً على الحراسة! ذلك أن الأرض هي الخرابة العظيمة انبش الأصل الذي تضنُّ به، الأثَرَ العظيمَ الذي يلوذ به الغياب. والرجاء المكين بأن "بلادا" في انتظارك حيث عشق الكتابة هذا هو ميثاق الولادة .... المرآة مدينة عمياءَ إلاّ إذا عكسَ النهرُ صورتها تشاطرُ الماءَ ماءَه وتحلّ أهلاً بين المراعي ضفة تحرسُ الأخرى تتقابلان وتتناظران الضفة تتمرأى في الأخرى وكلُّ واحدةٍ منهما ترى نفسها في النهر فيعدِّدها ويجعلها كثيرة ويتيح لها أن تتعارف المقبرة ها هنا حديقة الرخَّام حاضرة المحالّ القزمة المقصوفة من القبر الذي فمُه من ظلال يدخلُ الميتُ الى قلبِ الأرض حياة لِمَ لا صبحاً ومساءً نزهات في أرجاءِ المقبرة المعشبةِ حيث القبور المبعثرة تحت الجربيّات والنفل ليست واعدةً أو ممتعة عندما يغدو كلَّ ما فيكَ جسداً وعندما يسبب الدمُ وجعاً وتحرِّقُ الأجفان بجنبك الحبيبة غالباً ما تفكّر في موتك من "قصائد شبه الجزيرة" كلود استيبان في الفراغ الآتي مقاطع للدروبِ لأنها تفضي لمراقي الهواءِ - يكتبُ الكلام في مكانٍ آخر ويُعينها متخفِّفاً مثل قبة الشمس المبعثرة غير أنَّ من يمتلك الأرض يوجَدُ على نحوٍ أفضل مبتنياً دونَ الظلِّ أسواراً معاكسة حيث لكَ أن تقول حيث لكَ أن تسمّي أن يتريّثَ ضياءُ يقربِ الأنهر - تجفلُ الهشاشة * الريحُ كأنها في هبوبٍ معاكس جذر العاصفة الكفيف سوانا لكنَّها في متناولِ قَدَرها الأرض المنتهكة سوف تحفظ كلَّ ما يمتُّ الى البشر هي، أكثر رشاقة، ملاوة زمن - حتَّى غلالات العقيم * السيِّد - المراوغ، ضدّه تنبتُ الأعشاب دونما طاعة ويدُه تقسمها و تفرُّ آهِ الأقل عرياً من الجميع - له سُكنى الهواء الطلقِ، له الديمومة منزهاً عن المثالبِ الصغيرة ذلك أن سبيل الفعلِ والفعلِ هما واحد ... جان جوبير الراقصات ليلة أرق أضأتُ مصباحي متكئاً الى الوسادة رحتُ أقرأ بعض القصائد: "راقصات" ياروسلاف سيفرت ثمَّ وضعت الكتابَ مفتوحاً على صدري، مثل غطاءٍ، ذقني تحت الصفحات شعرتُ بالدفءِ وغفوت، حالماً بطريقٍ رمليّة منحدرة نحو البحر، بامرأةٍ منفرجة الساقين، هامسةً، وبشمسٍ صهباء مثل صَنْحٍ نحاسٍ، معلّق في السماء، عندما استيقظتُ كان السرير، بجواري، فارغاً، شمسٌ شتائية باهتة وباردة أشرقت على الحديقة وإذ ذاك، إذ غلبني النوم مجدّداً سمعتُها تَكْتبُ الهُوَيْنا في داخلي هذه القصيدة الغريبة غابة ماكس أرنست في الغابةِ ما الذي يَسطع أهو قمر مضرَّجٌ أم الذئبة الصهباء أم عين الغول؟ إني مخلوقٌ من هذه الغابة أقيمُ في دغلها الشجرة العارية، أضمّها أحشاؤها تلتهمني 1998 أوجين سافتسكايا قلب حجر النضيد مقطع له ظاهرُ الجلادِ والرقيق له ظاهرٌ مهشمٌ بالنظرات، دافئ القبضتين، ليلاً، حين يكون أبيض، حين يكون أحمر له ظاهرُ الفارّ، والفَجْرُ المراهق له منكبا خائن، منكبا طفلٍ مُطرقٍ يبسِطُ بؤسه منكبا مشعل الحدائق ذو الوجه المشرقِ بالغبطة والنيران المستعرة له ظاهرٌ لجرابِ التشهّي والجمر له جبين الصداع، والكفافِ المطلق، والرأس المدنّسِ باللطمة انه من عظام كما هي البيوتُ من انتظار، كما هي البيوت السامّة له قوام السمّ والموكب الجنائزي وحشاشة القلب، والدم" وجلد منقبضٌ مثل جلدِ الكَروب له معصمان مثل حزم الشوفان معصمان مبتوران بالمنجل الذي يلمع تحت معطفِ أسرى الشمس له معصم رجلٍ أبتر، وعنق بلا صوت، ورقبة مبذولة للنصل له قلبٌ عارٍ ليخرِّم ريحَ الشتاء" قلبٌ ذو عصب مصفرّ، ذو غشاءٍ بكر له قلبٌ بُرَشَيْم الحشرجة المستحبة له بطن فلاحيّ، مزرقُّ بوابلِ الطَّلْع" وله برعمات القرّاص وعوَد الصليب بطن زاهرُ، عورة الجليد والرقّة والرّعب له ساقا البلبلة تذيبان الثلج، تثقبان الأرض ينبغي أن يأنسَ واحدنا الدفءَ والمطر ينبغي العثور على علامات الأسى، والنهل من مراعي الطين والعشب، ينبغي أن يُضلّ المرايا ويدلف ذاكرة الغليّات ينبغي أن يعشق الجليد الذي يجرح ينبغي العثور على تباشير الشقاء، وأن يدوّن في الشمع فمُ الحبيبة ينبغي لحس الملح والعينين اللتين تنأيان ينبغي العثور على علامات الأسى: أن يُطعمَ الخبز المأفون" واجتناب الشوكرانِ والقتامة. ينبغي أن ينهل من أباريق الشبع سرج سوترو الشُتات أنتَ مَنْ تكون؟ بَعْدَ هذا الموكب الطويل ثلاثة كيلو مترات ثورية الى أين تذهب، أين ستنسى هذه الإيماءة أو تلك الفرصة الضائعة؟ أي سؤال يلحّ عليك؟ أي لا؟ أنتَ، الذي يصمتُ فيكَ؟ وتتمطى عند المساء نفسه تحت هالةِ لغة تجهلُ عنها تقريباً كلّ شيء - سوى كلامها وتنحيتها؟ وكذلك الأمر ما لا تقوله: انها تعرف نفسها، انها تعرفك - وأنت تعرفها كما تعرف نفسك، أنتَ، حرفياً هي ذي أقوالٌ مبهمة وليست قصيدة حديثة العهد، وليست قصيدة من الأعماق، من شأنها... أن تكتم الفائض: بل الأحرى التوجُّس أوان الشتات، الأدهى: هنا جمهرة الشُرَطِ تجوب الأنحاء وتفوز، أيضاً، حرفياً أنتَ لا تأتمنها: اليد التي تجوبك فكِّر في تشتيتها في لَبْسِ أظافرها وأسحر وانبش صَدَعَ الغمغمة الأخيرة وما من امرأة وما من رجل ستمتلك الكلمة الفصل، ولا هذه الأقوال ولا طالعك 1972 برنار نويل صخب لسان فكرة انعكاسٌ تلاشي الإحساسِ بالأرض أقاويل كنايات هذر ضربات نرد جهل الأعصاب أيضاً بقعة جلد والحركة الوحيدة والعلمُ لماذا كثيراً ما يحيا الناسُ من الفم احتمالات شتّى تذكر بالموت فنحذفُ طلباً للواقعية وكيفَ البثّ في أميرِ القرين أيدينا مقفَّزة ممسوسٌ يرتدي قميص ذاته لقاءَ قبسٍ من روح باعَ لحمه فكرة أو فكرتان تكشطان ما تبقى لكي يعلم لِمن نحيا مفرّغين أعضاء بائسة هنا تالفة بلا احتضار 1974 ترجمة بسام حجّار