سلم وزير الخارجية الإيرانية الدكتور كمال خرازي دعوة إلى رئيس الجمهورية اللبنانية إميل لحود من نظيره الإيراني محمد خاتمي، لحضور مؤتمر منظمة المؤتمر الإسلامي الذي يعقد في طهران في 28 حزيران يونيو الجاري، وبحث معه ومع رئيس الحكومة سليم الحص في التطورات في المنطقة والعلاقات الثنائية، وافتتح مساء مركز اللغات الفارسية وآدابها في الجامعة اللبنانية وحاضر عن العلاقات الإيرانية العريبة وآفاقها. بدأ الوزير خرازي زيارته الرسمية للبنان بلقاء الرئىس لحود في قصر بيت الدين في حضور وزير الدفاع اللبناني غازي زعيتر والوفد الإيراني المرافق. وقال بعد اللقاء انه كان "فرصة لتناول التطورات الراهنة والدور الذي يؤديه لبنان جنباً الى جنب مع سورية لتوسيع رقعة السلام وتوفير متطلبات الأمن الإقليمي وتأمين حقوق شعوب هذه المنطقة في مواجهة السياسات التوسعية الإسرائيلية، ومرة أخرى لمسنا وحدة المواقف بين الحكومة اللبنانية وسورية وتطابق هذه المواقف مع سياسات الجمهورية الإسلامية الإيرانية للوقوف دوماً ضد الهيمنة الإسرائيلية والإستمرار في هذا المسار حتى تحقيق النصر النهائي وخروج إسرائيل من الأراضي اللبنانيةالمحتلة في الجنوب، ومنطقة الجولان". وأضاف انه لمس "تنسيقاً جيداً متنامي الأطراف بين الطوائف المختلفة في لبنان التي تدعم المقاومة الإسلامية، فضلاً عن ان الحكومة اللبنانية والجيش يدعمانها". وأكد "دعم الجمهورية الإسلامية الإيرانية الكامل لمواقف حكومة لبنان وشعبه، ومواقف الحكومة السورية في مواجهة المخططات الإسرائىلية". وأعلن "ان على إسرائيل ان تنسحب من الجنوب اللبناني والجولان من دون قيد او شرط، وأن تضمن من الآن وصاعداً انها لن تتدخّل مستقبلاً في الشؤون الداخلية للبنان وسورية وأنها لن تكرر اعتداءاتها على المناطق المحتلةاللبنانية والسورية". وعن انسحاب "جيش لبنان الجنوبي"، الموالي لإسرائيل، من جزين وهل هو منسجم مع وعود رئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود باراك بالإنسحاب خلال سنة قال "انا لست متفائلاً بوعود باراك، وأعتقد ان إسرائيل لن تنسحب من لبنان من دون قيد او شرط، وأن الذي حصل في جزين كان نتيجة للمقاومة البطولية في الجنوب واذا استمرت المقاومة ووحدة الصف اللبناني فعلى إسرائيل في نهاية المطاف ان تنسحب من الاراضي المحتلة". وانتقل خرازي الى السرايا الكبيرة والتقى الرئىس الحص، وأشار في مؤتمر صحافي الى ان "البحث تناول العلاقات الإقتصادية بين البلدين وأكدنا ضرورة التبادل التجاري وتنمية التبادل السلعي بين بلدينا وضرورة تنشيط القطاع الخاص في كلا البلدين للحركة التجارية الإقتصادية بين بلدينا". وأوضح "ان في الإمكان الإستفادة من خبرات التجار الإيرانيين واللبنانيين وإعادة تصدير سلعنا عبر التجّار اللبنانيين في هذه المنطقة وإعادة تصدير السلع اللبنانية عبر مناطقنا الحرة، لكي ننقلها الى دول آسيا الوسطى والقوقاز. وتطرقنا الى مجال التبادل الثقافي نظراً الى الطوائف المختلفة اللبنانية التي تتعايش في صورة سلمية في ما بينها، وتكلمنا في اطار مشروع الرئيس خاتمي وهو ان نتفاعل مع الشقيق لبنان في مشروع حوار الحضارات، وأن يتمخض عن هذا التعاون لبنة إيجابية بنّاءة لخوض مجالات التعاون الثقافي على المستوى الثنائي". وأشار خرازي الى انه سينقل الى الرئىس خاتمي دعوة من لبنان لزيارته بعدما نقل دعوة الى الرئىس لحود لزيارة طهران "وحتى الآن لم يحدد تاريخ هاتين الزيارتين والجهات المعنية تعمل لذلك". وأعرب عن سعادته لعودة الخطوط الجوية الإيرانية واللبنانية بين بيروتوطهران، آملاً "بأن تنشط الحركة السياحية بينهما". وعصر أمس التقى خرازي السيد محمد حسين فضل الله، ومن ثم الأمين العام ل"حزب الله" السيد حسن نصرالله. وفي محاضرة في كلية الآداب في الجامعة اللبنانية، كرر خرازي ثوابت الموقف الإيراني، مؤكداً ان على اسرائيل الانسحاب من لبنان من دون قيد او شرط. لكنه اشار الى ان "من المحتمل ان ترافق مراحل الانسحاب سلسلة من المؤامرات والاعتداءات العسكرية، وعلى هذا الاساس تحظى المرحلة المقبلة بحساسية خاصة تتطلب يقظة ووعياً ومزيداً من التنسيق بين القوى الفاعلة في لبنان".