طالب رئيس الوفد البرلماني المصري المشارك في اجتماعات المؤتمر التأسيسي لاتحاد مجالس الدول الاعضاء في المنظمة الإسلامية، الحكومة الايرانية بأن تضع حداً لأنشطة "الجماعات الشاذة" في طهران التي تعارض تطبيع العلاقات وتحسينها بين مصر وايران، وذلك عشية إزالة جماعة "انصار حزب الله" الستار عن جدارية تحمل رسماً للملازم في الجيش المصري خالد الإسلامبولي الذي كان اغتال الرئيس انور السادات العام 1981. وقال الدكتور محمد عبد اللاه ل"الحياة" في طهران، تعليقاً على هذا الأمر: "ان هذا العمل يتناقض تماماً مع الأعراف المتفق عليها كافة ومع التوجه الذي شعرت به منذ حضوري الى ايران للمشاركة في المؤتمر". وتابع: "كنا محل حفاوة وتقدير من القيادة الايرانية كلها، وسمعت منهم كلاماً كله تأكيد لدور مصر وثقلها ومدى اهتمامهم بتطوير العلاقات معها". وأشار الى جدارية الاسلامبولي باستياء قائلاً: "هذا الموقف مرفوض ويتناقض تماماً مع ما سمعناه من المسؤولين، واذا كان بعض الجماعات الشاذة قام بهذا العمل فإن على الدولة والسلطة ان توقفا هذه الممارسات عند حدّها لأننا نريد ان نعلم مع من نتعامل". "انصار حزب الله" وحرص عبد اللاه، وهو رئيس لجنة الشؤون الخارجية في البرلمان، على التشديد على ان "ما نسمعه من الدولة في الجمهورية الإسلامية الايرانية كله ايجابي، وهذه حقيقة، لكننا نريد ان نشعر بذلك عملياً ايضاً". وأشار الى انه اجتمع برئيس مجلس الشورى الايراني علي اكبر ناطق نوري امس لما يزيد عن الساعة "وكانت المحادثات ودية للغاية"، ووصف مسألة الجدارية بأنها "عمل لا مسؤول من جماعات لا علاقة لها بالحكومة او بأي جهة رسمية". الى ذلك، وفي اتصال هاتفي مع "الحياة" قال احد اعضاء "انصار حزب الله" انهم سيزيحون الستار عن الجدارية بعد صلاة الجمعة اليوم. والجدارية عبارة عن ملصق ضخم يظهر صورة للاسلامبولي وهو في سجنه، ويقع الملصق في شارع خالد الاسلامبولي ذاته وسط طهران. لكن هذه المسألة ذات الحساسية، بدت هامشية جداً في المؤتمر البرلماني الذي أنهى اعماله في طهران امس، واجمع المشاركون على وصفه بأنه كان "ناجحاً للغاية". واختار المؤتمرون طهران مقراً دائماً للأمانة العامة للاتحاد، وباكستان رئيساً لهذه الدورة، ولبنان نائباً اول للرئيس ومالي نائباً ثانياً، واختيرت المملكة العربية السعودية والمملكة المغربية عضوتين في اللجنة التنفيذية. وأقر النظام الاساسي لهذا الاتحاد، وسيكون على الاتحاد اختيار أمين عام له في المستقبل القريب.