عبرت الهند أمس الاربعاء عن املها في ان تلبي باكستان دعوة الولاياتالمتحدة الى انسحاب القوات الباكستانية التي تسللت الى ولاية كشمير الهندية، مؤكدة ان ذلك سيسمح بحوار بين نيودلهي واسلام آباد. واعتبرت باكستان الدعوة الاميركية انحيازاً سافراً الى جانب الهند. وكان الرئيس الاميركي بيل كلينتون دعا الثلثاء للمرة الاولى رئيس الوزراء الباكستاني نواز شريف الى سحب القوات الباكستانية من الشطر الهندي من كشمير. وشكلت هذه الدعوة العناوين الرئيسية للصحف الصادرة في الهند أمس أ ف ب. ورأت صحيفة "انديان اكسبريس" انه "دعم ديبلوماسي كبير للهند". وقال متحدث باسم وزارة الخارجية الهندية "نأمل ان تعمل باكستان بهذه النصيحة"، مؤكداً ان "النزاع سينتهي عندما يقومون بانهاء ما فعلوه". ورأى ان النداء الاميركي الجديد تتمة "منطقية" لتصريحات سابقة دعت الى انهاء "عمليات التدخل" في كشمير. وتحاول القوات الهندية منذ التاسع من ايار مايو طرد مئات المقاتلين الاسلاميين الذين تسللوا الى شمال كشمير وتؤكد نيودلهي ان معظمهم من الجنود الباكستانيين. وأجرى الرئيس الاميركي اتصالا هاتفياً الاثنين مع كل من رئيس الوزراء الهندي اتال بيهاري فاجبايي ورئيس الوزراء الباكستاني نواز شريف ودعاهما الى اجراء حوار. وقال الجانب الهندي ان كلينتون عبّر عن تقديره "لضبط النفس" الذي برهنت عليه الهند في مواجهة عمليات التسلل. وتؤكد باكستان انها غير مسؤولة عن القوات المتسللة. وان نواز شريف كرر لكلينتون استعداد بلاده للحوار. وذكرت مصادر في نيودلهي ان البيت الابيض لم يدع الى انسحاب المقاتلين المتسللين فحسب، بل تحدث عن قوات باكستانية ايضا. وقال متحدث هندي ان "النصيحة التي اعطتها الحكومة الاميركية الى باكستان منطقية جدا وتشير الى تدخل باكستاني". وأضاف "نحن مستعدون لإجراء حوار ... على اساس احترام خط المراقبة" الذي يفصل بين الهندوباكستان في كشمير. واضاف ان "طريق الحوار سيكون ممهدا ما ان يصحح خطأ العدوان". وفي اسلام آباد لم تشأ الجهات الرسمية الكلام على ما دار بين كلينتون وشريف في المحادثة التليفونية الا ان مصدراً مطلعاً أبلغ "الحياة" ان الرد الباكستاني وصف الطلب الاميركي بأنه انحياز سافر الى الهند. وقالت مصادر في الخارجية الباكستانية ل"الحياة" امس انه لو كان الجيش الباكستاني مثّل بالفعل في الجثث الهندية لما قمنا بتسليمها لنقدم ادلة فاضحة على مثل هذه الافعال، وتابعت المصادر بأسى: "اخطأنا حين لم نسلمها الى الصليب الاحمر الدولي ليكون شاهداً على سلامة الجثث، ولكن قمنا بتسليمها في صورة عسكرية محترمة ملفوفة بالعلم الهندي". وتواصل القصف المدفعي بين البلدين امس من دون ان يطرأ اي تغيير على خطوط القتال، فيما واصل الطيران الهندي تنفيذ غاراته على المقاتلين الكشميريين الذين يتحصنون في قاطع كارنجيل الاستراتيجي، ويعدّون لفتح جبهات جديدة. الى ذلك طلب زعيم حزب المؤتمر الاسلامي الكشميري رئيس الوزراء السابق لكشمير الباكستانية السردار عبدالقيوم خان ان يعقد مجلس الشيوخ الاميركي جلسة استماع لبحث الازمة الكشميرية، وجاء ذلك رداً على رسالة رئيس لجنة العلاقات الدولية في مجلس الشيوخ الاميركي الذي بعث رسالتين الى رئيس الوزراء الباكستاني نواز شريف والسردار عبدالقيوم خان باعتباره اكبر الاحزاب الكشميرية السياسية. من جهة اخرى، رأى المعهد الدولي لابحاث السلام في ستوكهولم في تقريره السنوي الذي نشر أمس الاربعاء ان تهديد باكستان بالمبادرة في استخدام السلاح النووي يعرض شبه القارة الهنديةوجنوب شرقي آسيا للخطر. وأضاف المعهد ان خطر الانتشار النووي بين هذين البلدين اللذين يتبادلان القصف المدفعي في كشمير، "اصبح محتملا اكثر فأكثر". وأجرت الهندوباكستان تجارب نووية في ايار مايو 1998 على رغم حظرها مما اثار احتجاجات الاسرة الدولية. واعتبر التقرير ان سياسة الهند تقضي بالابقاء على ترسانة نووية لردع اي هجوم نووي، لكن باكستان يمكن ان تسلك طريقا آخر. ورأى ان "التهديد الذي تلوح به باكستان بالمبادرة الى استخدام السلاح النووي لتجنب نزاع تقليدي يعرض جنوب شرقي آسيا برمته الى خطر نشوب حرب". وأكد ان التجارب النووية التي قام بها البلدان اللذان تواجها في ثلاث حروب خلال السنوات الخمسين الماضية كشفت ايضا "ضعف" معاهدة حظر انتشار الاسلحة النووية الموقعة في 1968.