الخرطوم، باريس - أ ب، رويترز - يصل الزعيم الليبي العقيد معمر القذافي الى الخرطوم اليوم الخميس لمواصلة جهود وساطة يقوم بها لتحقيق مصالحة بين الحكومة السودانية والمعارضة. ووصف وزير الخارجية السوداني الدكتور مصطفى عثمان اسماعيل زيارة القذافي بأنها "حدث مهم". وقال ان الزعيم الليبي سيبقى في الخرطوم أياماً تلبية لدعوة من الرئيس عمر البشير. وبدأ القذافي منذ فترة جهوداً لتحقيق مصالحة سودانية واستقبل مسؤولين كباراً وقياديين في المعارضة في الفترة الماضية لهذا الغرض. واوضح بيان اصدرته وزارة الخارجية السودانية امس ان "السودان يشيد بجهود ليبيا من اجل تحقيق الوفاق الوطني في السودان". وسينتقل القذافي الى الخرطوم من جنوب افريقيا التي زارها تلبية لدعوة من رئيس جنوب افريقيا السابق نلسون مانديلا. تفجير الطائرة الفرنسية من جهة اخرى، اعلن اقارب ضحايا تفجير طائرة فرنسية فوق النيجر في منتصف 1989، انهم رفعوا دعوى ضد القذافي تتهمه بأنه ضالع في الجريمة. وسيدرس قاض فرنسي الطلب لتحديد ما اذا كان القضاء الفرنسي سيتخذ اي خطوات في شأنه. ودانت محكمة فرنسية في آذار مارس الماضي ستة ليبيين غيابياً في القضية، واصدرت احكاماً بالسجن في حقهم. وقتل 170 شخصاً هم ركاب الطائرة لدى تحطمها في النيجر. وتفيد الدعوى الجديدة ان القذافي يجب ان يُحاكم بتهمة التواطؤ مع مدبري الحادث بسبب الحماية التي قدمها لهم خلال السنوات العشر الماضية، وتقديم الدولة الليبية وثائق مزورة استخدمت لتنفيذ الهجوم. وتابعت ان القذافي لم يسلّم المدانين الى فرنسا على رغم تعهده في رسالة الى الرئيس الفرنسي جاك شيراك بأن تلتزم طرابلس واجباتها اذا دين المتهمون. ويعدّ عبدالله السنوسي صهر القذافي ابرز المدانين الليبيين الستة ويتردد انه يرأس اجهزة الامن الليبية. اما الخمسة الباقون فهم ديبلوماسي واربعة من ضباط الامن الليبيين. ووقع التفجير في وقت كان يسود العلاقات الفرنسية - الليبية توتر بسبب الخلاف في شأن الصراع في تشاد حيث اشتبكت القوات الفرنسية والليبية مرات عدة في السبعينات والثمانينات.