بريتوريا، القاهرة، كيب تاون - "الحياة"، ا ب، رويترز- أعلن رئيس جنوب افريقيا نيلسون مانديلا إثر محادثاته أمس مع رئيس وزراء بريطانيا توني بلير في بريتوريا تحقيق تقدم في الجهود لحل قضية تفجير طائرة بان أميركان فوق لوكربي اسكتلندا عام 1988. وعبّر مانديلا وبلير في مؤتمر صحافي مشترك عن الثقة بأن الجمود الذي أحاط بقضية تسليم المتهمين الليبيين في القضية للمحاكمة قد كُسر. وقال بلير: "لقد حصل تقدم" في الجهود لتقديم المتهمين للمحاكمة أمام محكمة اسكتلندية. أما مانديلا فقال ان وفداً سيطير الى ليبيا في غضون أيام لمناقشة الموضوع مع المسؤولين الليبيين. ولوحظ ان بلير أحاط أجوبته الى الصحافيين بالعموميات. وكانت الشرطة في كيب تاون أطلقت قبل ذلك قنابل صوتية لتفريق مجموعة من الاسلاميين تظاهروا احتجاجاً على زيارة توني بلير والهجمات الجوية الاميركية - البريطانية على العراق. واجتمع بلير امس مع نائب مانديلا ثابو مبيكي في شمال البلاد. ومن المقرر ان يصل الى كيب تاون اليوم. وكان بلير اعلن انه سيطلب من مانديلا محاولة إقناع الزعيم الليبي معمر القذافي بالموافقة علي محاكمة الليبيين اللذين تتهمهما بريطانياوالولاياتالمتحدة بالتورط في تفجير طائرة تابعة لشركة "بان ام" الاميركية فوق لوكربي امام محكمة اسكتلندية في هولندا. واسفر تفجير الطائرة فوق البلدة الاسكتلندية في 21 كانون الاول ديسمبر عام 1988 عن مقتل 270 شخصاً. واحتشد نحو 300 من انصار "جماعة المسلمين ضد القمع العالمي" في مسجد قرب وسط كيب تاون لكن الشرطة المدججة بالسلاح منعتهم من الخروج في مسيرة. وكتب على احدى اللافتات التي حملها المتظاهرون الذين ارتدى كثيرون منهم الكوفية العربية "بلير... يداك ملطختان بالدماء". وكتب على اخرى "الولاياتالمتحدة ... المملكة المتحدة... الارهابيون المتحدون". اتصالات ليبية - فرنسية من جهة اخرى، علمت "الحياة" في القاهرة ان اتصالات تجري بين فرنسا وليبيا لانهاء سوء التفاهم الناجم عن عدم توجيه الدعوة الى ليبيا للمشاركة في مؤتمر القمة الفرنسية - الافريقية الذي عقد اخيراً في فرنسا، والذي كان الرئيس حسني مبارك ضمن المشاركين فيه. وعلمت "الحياة" ان من بين اسباب الخلاف شكاوى تلقتها فرنسا من رجال اعمال ومسؤولين سياسيين اتهمت احد المقربين للقذافي "بالتدليس" الكذب وأن زيارة هذا الشخص الى فرنسا عشية عقد القمة كانت السبب الذي حال دون توجيه الدعوة الى ليبيا. وكشفت مصادر فرنسية ان الاتصالات الجارية عبر السفير الليبي في باريس علي التريكي تهدف الى احتواء سوء الفهم والحؤول دون تدهور العلاقة، خصوصاً بعد توصل البلدين الى حل لقضية طائرة "يوتا" التي انفجرت فوق صحراء النيجر في العام 1989.