أكدت مصادر مطلعة لپ"الحياة" ان السعودية هي التي "طلبت تأجيل الاجتماع الوزاري الخليجي الطارئ الذي دعت الامارات الى عقده لمناقشة مشكلة الجزر الاماراتية الثلاث التي تحتلها ايران، الى اليوم الخميس". وقالت ان الطلب السعودي جاء بعدما ابلغت الرياض وزير الخارجية الايراني الدكتور كمال خرازي، الذي زارها امس، ضرورة قبول الدعوة الاماراتية بالتفاوض حول موضوع الجزر، وحصول الرياض على تأكيد ايراني للرغبة في حل القضية، وقد يكون التأجيل انتظاراً لرد ايراني يمكن ان يسهم في تهدئة الموقف المتأزم". وقالت مصادر اخرى لپ"الحياة" ان محادثات وزير الخارجية السعودي الامير سعود الفيصل مع وزير الدولة العماني المسؤول عن الشؤون الخارجية، ركزت على سبل تخفيف التوتر في موضوع الجزر". وحمل الأمير سعود رسالة من خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز الى السلطان قابوس بن سعيد. وكان التوتر الحالي بين ايرانوالامارات محور محادثات الوزير السعودي في مسقط. وقال الأمير سعود ان زيارته فرصة للبحث في اوضاع المنطقة مع يوسف بن علوي بن عبدالله الوزير المسؤول عن الشؤون الخارجية العُماني. وأعرب عن امله في "ان تتسم العلاقات الخليجية - الايرانية بالاستقرار والهدوء"، مؤكداً ان دول مجلس التعاون تتطلع الى "علاقات متميزة مع ايران". وقال ان "على كل من ايران والدول الخليجية تجنب اعمال الاستفزاز"، داعياً الى حل المشاكل العالقة خصوصاً مشكلة الجزر "من خلال الحوار"، ومعرباً عن امله في ان تتم الاستجابة لدعوة الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان رئيس دولة الامارات بحل مشكلة الجزر من خلال التفاوض. واضاف الأمير سعود انه "لا توجد مشكلة الا ولها حل بوجود النيات الحسنة". وفي ابو ظبي سيقتصر الاجتماع الطارئ لوزراء خارجية دول مجلس التعاون اليوم، على البحث في الاستفزازات الايرانية سواء منها المناورات العسكرية في المياه الاقليمية الاماراتية بالقرب من جزيرة ابو موسى او افتتاح وزير الداخلية الايراني بلدية جديدة في الجزيرة. وكانت الامارات دعت لعقد هذا الاجتماع بهدف الحصول على دعم وتأييد "واضح وقوي" من دول مجلس التعاون. وتريد الامارات من شريكاتها في المجلس ربط اي تحسن في العلاقات مع طهران بمدى استجابة ايران للدعوات السلمية التي وجهت اليها لحل ازمة الجزر الثلاث. واتخذت الامارات ترتيبات خاصة لعقد الاجتماع الطارئ لوزراء الخارجية اذ تقرر عقده في المطار الاميري بالقرب من العاصمة ابو ظبي لإتاحة الفرصة امام الوزراء للمشاركة في هذا الاجتماع والمغادرة بعيداً عن الاجراءات البروتوكولية وانجاز المهمة التي حددت للاجتماع. وسينقل الصحافيون الى المطار الاميري في سابقة لا تتكرر كثيراً لمتابعة اعمال المؤتمر وتغطيته. وحرصت الامارات على حضور جميع وزراء الخارجية وهذا ما يفسر تأجيل الاجتماع من الاربعاء الى الخميس. اذ بدا ان اكثر من وزير لن يتمكن من الحضور في الموعد السابق لارتباطات قائمة في بلده. الى ذلك، جدد وزير الخارجية المصري عمرو موسى خلال توقفه في الرياض، امس، في طريقه الى القاهرة عائداً من اجتماع الدول الثماني في دكا، تأكيد بلاده موقفها من موضوع الجزر، وقال: "موقفنا واضح تماماً وهو أن هذه الجزر عربية اماراتية، ونحن ندعم هذا الموقف، ونرجو ان يجري حديث وتفاهم بين ايرانوالامارات حول هذا الموضوع، وانا اعلم ان المجلس الوزاري لمجلس التعاون سيجتمع اليوم ونحن ننتظر قراراته، وهذا جزء من العالم العربي الذي نهتم به". واعتبرت الكويت ان النزاع على الجزر الثلاث ليس في مصلحة ايران، وقال وزير الخارجية الشيخ صباح الاحمد في مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره الاردني عبدالإله الخطيب، انه يأمل بأن يحال النزاع على محكمة العدل الدولية "اذا لم يكن هناك اتفاق. على محادثات مباشرة" بين ايرانوالامارات. واعرب عن امله بأن تتمكن المحكمة من حسم النزاع، وتمنى "تحقيق الاستقرار في المنطقة"