ذكرت مصادر ديبلوماسية ان المحادثات التي أجراها الرئيس المصري حسني مبارك مع العاهل المغربي الملك الحسن الثاني في الرباط مساء أمس تناولت المستجدات الاقليمية والعربية، وكان مبارك توقف أمس في الجزائر والتقى الرئيس عبدالعزيز بوتفليقة وجرى التداول في خطة وساطة مصرية لتقريب وجهات النظر بين المغرب والجزائر في شأن نزاع الصحراء الغربية. وصدرت في الرباطوالجزائر إشارات فسرت بدعم الحل السلمي في الصحراء الذي ترعاه الأممالمتحدة، ومباشرة الاتصالات بين البلدين للبحث في معاودة فتح الحدود، وحل المشكلات العالقة ذات الطابع التجاري والقضائي، ضمن توجه الى تفعيل الاتحاد المغاربي. راجع ص 6 وكان لافتاً ان بوتفليقة، الذي قلّل من أهمية الخلافات المغربية - الجزائرية، صرّح لدى استقباله الرئيس المصري بأن ما يربط مصر بالجزائر والمغرب من "علاقات قديمة راسخة" يخوّل إليها "أن تلعب دوراً ايجابياً في التقارب بين البلدين الشقيقين". وشدد على أهمية جهود مبارك لتحقيق المصالحات العربية. وقال الرئيس الجزائري: "رغم ان العلاقات بين مصر وبعض الأطراف لم تكن على أحسن وجه، رفض الرئيس مبارك أي خطة لتضييق الخناق الخارجي على السودان أو ليبيا". ووصفه بأنه "أحد رواد المصالحة العربية". وقال مبارك إن علاقات بلاده مع الجزائر لها جذور عميقة "لأننا كنا رفاق سلاح"، في إشارة الى حرب التحرير الجزائرية، مشيراً إلى أن الوضع العربي يحتم تعزيز العلاقات الاقتصادية لإقامة السوق العربية المشتركة التي "لن يكون فيها خاسر أو رابح"، بل ستفيد كل الدول العربية. ونقل عن رئيس الوزراء المغربي عبدالرحمن اليوسفي قوله في معرض تعليقه على اجتماع الرئيس المصري مع نظيره الجزائري: "سنكون سعداء بالاستماع الى استنتاجاته مبارك وآرائه". وأضاف: "سبق ان قام بوساطة خير"، في إشارة الى مبادرة خلال السنوات الأولى لاندلاع نزاع الصحراء، حين حدثت مواجهات عسكرية محدودة بين المغرب والجزائر.