رأت مصادر رسمية في الرباط في تأكيد الرئيس الجزائري السيد عبدالعزيز بوتفليقة "ترسيخ انتساب الجزائر الى المغرب العربي" و"تطوير العلاقات النابعة من الانتسابات المشتركة ومن تقاليد المبادلات الاقتصادية والبشرية" وكذلك الحديث عن التوجه المستقبلي لبناء العلاقات المغاربية "في كنف الاحترام المتبادل والتعامل بالمثل" مؤشرات ايجابية إلى طريقة تحقيق الانفراج في العلاقات بين بلدان شمال افريقيا، خصوصاً بين المغرب والجزائر. وعقبت هذه المصادر على خطاب بوتفليقة إلى الشعب الجزائري أول من أمس، بالقول إنه خلا من أي اشارة الى قضية الصحراء التي تُعتبر عائقاً أمام التطبيع الايجابي للعلاقات بين البلدين. وأضافت ان الحديث عن المصالح التي تتقاسمها الدول المغاربية وعن ضرورات المصالحة بين اطراف العالم العربي، "يعني ان الجزائر باتت أكثر اقتناعاً بالانفتاح على الجيران، وبالتالي تحقيق مقدار من التضامن في علاقاتها المغاربية والعربية". وزادت ان تأكيد الرئيس الجزائري تدارك التأخير الحاصل في انجاز البناء المغاربي، في سياق معاودة ترتيب العلاقات مع بلدان الاتحاد الاوروبي، لجهة تحريك خطة التضامن بين بلدان الشمال الافريقي،"يضع الخيار المغاربي في مقدم التزامات القيادة الجزائرية الجديدة". وكان لافتاً أن أوساطاً مغربية تابعت خطاب الرئيس الجزائري باهتمام بالغ، كونه الموقف الرسمي الأول بعد حدوث "سوء تفاهم" مغربي - جزائري إثر الرسالة التي وجهها بوتفليقة إلى زعيم جبهة "بوليساريو" محمد عبدالعزيز، وقيل إنها تعرضت للتحريف والتأويل بين مفهوم "استقلالية" الأممالمتحدة في رعاية الاستفتاء، و"استقلال" الصحراء، إضافة إلى أنه يحدد معالم الخيارات العامة التي يلتزمها الرئيس المنتخب داخلياً وخارجياً. وحرصت وكالة الانباء المغربية الرسمية في الرباط على نقل فقرات كاملة من خطاب الرئيس، وتحديداً ما يتعلق منها بتأكيد عزمه على ترسيخ الانتساب المغاربي للجزائر. وقالت مصادر مغربية إن خطة الاصلاحات التي عبّر عنها بوتفليقة، وإن كانت تنعش الآمال في اقرار المصالحة داخل الجزائر، فإن امتدادتها الاقليمية تدفع في اتجاه ايجابي. وتوقعت أن تعرف علاقات البلدين انفراجاً ملحوظاً، أقله معاودة الاهتمام بملف اغلاق الحدود وبدء المشاورات للاعداد للقمة المغاربية المرتقبة، وتنسيق الجهود حيال أكثر من استحقاق في العلاقات المغاربية مع أوروبا وأميركا.