فاز الحزب المسيحي الديموقراطي بزعامة المستشارة أنغيلا مركل في الانتخابات النيابية التي نُظمت أمس، فيما مُني الحزب الاشتراكي الديموقراطي بهزيمة وحقّق اليمين المتطرف نتيجة تاريخية (للمزيد). وأقرّت مركل بأنها كانت تأمل ب «نتيجة أفضل»، معتبرة أن دخول اليمين المتطرف إلى البرلمان الاتحادي (بوندستاغ) يشكّل «تحدياً ضخماً»، ومتعهدة «إعادة كسب الناخبين والناخبات» الذين صوّتوا له. وأنهى الحزب الاشتراكي ائتلافاً حكومياً مع حزب مركل، متحدثاً عن «تلقيه تكليفاً واضحاً من الناخبين للتوجّه نحو المعارضة». أما «حزب البديل من أجل ألمانيا» اليميني المتطرف والنازي الجديد، المعادي لأوروبا وللمسلمين واللاجئين، فتعهد الرئيس المشارك للائحته الانتخابية ألكسندر غولاند «تغيير البلد ومطاردة السيدة مركل»، وزاد: «سنستعيد بلادنا». وأفادت تقديرات بثتها شبكة تلفزة عامة بنيل الحزب المسيحي الديموقراطي بين 32.5 و33.5 في المئة من الأصوات، متقدماً الحزب الاشتراكي الديموقراطي (20-21 في المئة) و «حزب البديل من أجل ألمانيا» (13 في المئة) الذي تفوّق على اليسار الراديكالي (9 في المئة) والليبراليين (نحو 10 في المئة) والخضر (نحو 9 في المئة). وعلى رغم حلول حزب مركل في المرتبة الأولى، لكنه خسر 7.6 في المئة من الأصوات مقارنة بنتائج انتخابات 2013، فيما سجّل الحزب الاشتراكي أسوأ نتيجة منذ عام 1945، بخسارته 5.7 في المئة من الأصوات. وبعدما فشل في دخول البرلمان عام 2013، خلط «حزب البديل من أجل ألمانيا» الأوراق إذ قضم أجزاء من أصوات الأحزاب الأخرى، لا سيّما الحزب المسيحي الديموقراطي، على رغم تطرّف بعض قياديّيه ودعوتهم الألمان إلى أن يكونوا فخورين بممارسات جنودهم خلال الحرب العالمية الثانية. وكان وزير الخارجية زيغمار غابرييل، نائب مركل، حذر قبل الاقتراع من أن دخول «حزب البديل من أجل ألمانيا» البرلمان سيسجّل عودة النازيين إلى ألمانيا «للمرة الأولى منذ أكثر من 70 سنة». وفيما كانت المستشارة تركّز في حملتها الانتخابية على ضرورة الحفاظ على الازدهار الاقتصادي الذي تنعم به ألمانيا، كان الحزب المتطرف يشنّ هجمات عنيفة عليها، إذ اتهمها ب «الخيانة» لتمكينها حوالى مليون لاجئ، معظمهم مسلمون، من دخول البلاد عامَي 2015 و2016. كما أشاد بسياسات الانعزالية للرئيس الأميركي دونالد ترامب، وبتصويت البريطانيين للانسحاب من الاتحاد الأوروبي. والخاسر الأكبر هو زعيم الحزب الاشتراكي الديموقراطي مارتن شولتز، الرئيس السابق للبرلمان الأوروبي، والذي قاد الاشتراكيين إلى هزيمتهم الرابعة على التوالي في مواجهة مركل. وفشل الحزب في تقديم نموذج للتغيير، ولم يستفد كثيراً من دخوله الحكومة منذ عام 2013، إذ يركّز على شعارات حول العدالة الاجتماعية، فيما تحظى ألمانيا بنموّ كبير وبنسبة بطالة من الأدنى في تاريخها. ووسط تساؤلات حول المستقبل السياسي لشولتز، تقطع عودة الحزب الاشتراكي إلى المعارضة الطريق أمام «حزب البديل» لتزعّمها داخل البرلمان، فيما يُرجّح أن تسعى مركل إلى ائتلاف حكومي مع الحزبين الليبرالي والخضر.